أوروبيون يبحثون إنشاء منطقة عازلة بين روسيا وأوكرانيا في غياب دور أميركي فاعل

دبلوماسيين أوروبيين يؤكدون بحث قادة دولهم إنشاء منطقة عازلة بعمق 40 كلم بين روسيا وأوكرانيا، وسط غياب دور أميركي فاعل.
دبلوماسيين أوروبيين يؤكدون بحث قادة دولهم إنشاء منطقة عازلة بعمق 40 كلم بين روسيا وأوكرانيا، وسط غياب دور أميركي فاعل.
كشفت صحيفة بوليتيكو أن خمسة دبلوماسيين أوروبيين أكدوا أن قادة دولهم يدرسون مقترحاً لإنشاء منطقة عازلة بعمق 40 كيلومتراً على طول خطوط القتال بين روسيا وأوكرانيا، في إطار مساعٍ للتوصل إلى اتفاق سلام محتمل. وأوضح هؤلاء أن الولايات المتحدة لا تبدو طرفاً نشطاً في هذه المناقشات.
وبحسب الدبلوماسيين، فإن المحادثات تشمل سيناريوهات لمرحلة ما بعد الحرب أو التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن لم يتم التوافق بعد على عمق المنطقة العازلة أو تفاصيلها، فيما رجّحوا أن يتطلب ذلك «تنازلات إقليمية من جانب أوكرانيا»، وهو ما لم يتضح بعد إن كانت كييف ستقبل به.
بوليتيكو اعتبرت هذا الطرح مؤشراً على «إحباط» متزايد لدى حلفاء الناتو من حرب تقترب من عامها الرابع.
قلق أوروبي وتشكيك في جدوى الخطة
جيم تاونسند، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية والمشرف على سياسات أوروبا والناتو خلال إدارة أوباما، قال إن «الأوروبيين يتشبثون بقشة، بينما الروس لا يخشونهم»، معتبراً أن الاعتقاد بأن «بضعة مراقبين بريطانيين أو فرنسيين سيردع الروس عن التوغل في أوكرانيا» أمر «في غاية السذاجة».
من جانبها، لم تعلن موسكو تفاصيل خططها لكنها تحدثت عن سعيها لإنشاء مناطق عازلة على الحدود لتوسيع المسافة مع المدفعية والطائرات المسيّرة الأوكرانية.
أما مسألة عدد القوات اللازمة للانتشار في المنطقة العازلة فلا تزال قيد النقاش، إذ تتراوح التقديرات بين 4 آلاف و60 ألف جندي، وسط غياب أي التزامات رسمية من الدول الأوروبية، في وقت استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاركة قوات بلاده في هذه المهمة.
وبالتوازي، يعمل حلف الناتو على تجهيز قوة رد سريع قوامها 30 ألف جندي لتعزيز جناحه الشرقي ضد أي تهديد روسي محتمل.
خطأ دبلوماسي أميركي يترك واشنطن بلا أوراق
في سياق متصل، ذكرت صحيفة نيويورك بوست أن ستيف ويتكاف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب، التقى مسؤولين روساً في 6 أغسطس دون اصطحاب أمين وزارة الخارجية الأميركية المكلّف بتوثيق المحادثات. ونتيجة لذلك، لا تمتلك واشنطن أي سجل رسمي مكتوب بشأن مقترحات موسكو.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن ويتكاف طمأن ترامب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لتقديم «تنازلات» لتمهيد الطريق نحو اتفاق سلام، وهو ما دفع ترامب لوصف الأمر بـ«الاختراق الكبير» والإعلان بعد يومين عن لقاء مرتقب مع بوتين في ألاسكا.
لكن غياب الوثائق الرسمية أثار استياء مسؤولين في الإدارة الأميركية، خصوصاً بعدما تسرّبت معلومات غير مؤكدة تفيد بأن موسكو قد تعرض الانسحاب من زابوريجيا وخيرسون مقابل السيطرة الكاملة على دونيتسك ولوغانسك.
وبحسب رويترز، فإن هذا التطور زاد من إحباط بعض المسؤولين الأميركيين من أداء ويتكاف، معتبرين أنه قدّم صورة متناقضة في وقت كان ترامب يستعد لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه موسكو.