ذكرت صحيفة "تاغس أنتسايغر" السويسرية أن حركة طالبان تضع عراقيل أمام عمليات ترحيل المهاجرين الأفغان من أصحاب السوابق الجنائية، في محاولة لإجبار الدول الغربية، على غرار ألمانيا، على الدخول في تواصل مباشر معها.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة السويسرية، رغم قرارها استئناف عمليات الترحيل، لم تنجح حتى الآن في تنفيذ أي منها، إذ قامت طالبان بشكل مفاجئ بتغيير شروط استقبال العائدين، ورفضت دخولهم دون تقديم مبررات.
وأشارت الصحيفة إلى أول محاولة فعلية لترحيل أحد المدانين الأفغان في ديسمبر 2024، حيث نُقل الرجل عبر إسطنبول إلى كابل برفقة عناصر من الشرطة السويسرية، لكن سلطات طالبان رفضت السماح له بدخول البلاد رغم تقديم جميع الوثائق اللازمة.
وفي محاولة ثانية، حاولت السلطات السويسرية تقديم العملية على أنها "عودة طوعية" من خلال إجراء مكالمة بالفيديو، لكن ذلك لم يُفلح، وعاد الرجل برفقة المسؤولين إلى سويسرا.
وأكدت الصحيفة أنه منذ تلك الحادثة، لم تنجح أي عملية ترحيل إلى أفغانستان، في وقت أقرّت فيه إدارة الهجرة الفيدرالية السويسرية بتغيير طالبان شروط استقبال المرحّلين بشكل كبير، موضحة أن هناك نحو 20 شخصاً على قوائم الترحيل، لكن تنفيذ القرار متوقف بسبب عدم تعاون طالبان.
وفي سياق متصل، دعا عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الليبرالي السويسري داميان مولر، إلى فتح قناة تواصل مباشرة مع طالبان، مقترحاً نقل موظفي دائرة الهجرة من إسلام آباد إلى كابل لتسهيل التواصل المنتظم.
كما اقترح دعوة ممثلين قنصليين عن طالبان إلى سويسرا لتيسير عمليات الترحيل، في خطوة مشابهة لما قامت به ألمانيا مؤخراً.
وكانت برلين أعلنت أنها وافقت على قبول اثنين من دبلوماسيي طالبان بالعمل بشكل غير رسمي في الشؤون القنصلية داخل سفارة أفغانستان في برلين، دون أن يُعد ذلك اعترافاً رسمياً بالحركة.