قالت رئيسة منظمة "النساء الأفغانيات في فرنسا"، إن الفتيات في أفغانستان يعانين من أزمات نفسية خطيرة بسبب منع التعليم المفروض عليهن من جانب حركة طالبان، مؤكدة أن "العيش في البلاد لم يعد حلماً، بل إن الحلم الوحيد لهن هو مغادرة أفغانستان".
وأوضحت شيلا نوري، التي زارت أفغانستان مؤخراً ونقلت مشاهداتها وروايات الفتيات لإذاعة فرنسا الدولية، أن هدف رحلتها كان الاطلاع على الأوضاع الإنسانية والنفسية خصوصاً للنساء والفتيات تحت حكم طالبان.
وأضافت أن كثيراً من الفتيات "كنّ يبكين خلال الحديث، لأنهن بلا مستقبل، وأسرهن تفكر فقط بتزويجهن باعتباره الخيار الوحيد المتاح".
وأشارت إلى أن النساء اللواتي كنّ يتعلمن أو يعملن في السابق أصبحن "في غاية الاكتئاب"، إذ يمضين معظم أوقاتهن داخل المنازل بين الطبخ والتنظيف، ولا يخرجن سوى للتبضع أو لزيارة بعضهن بعضاً.
وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أعلنت منتصف أكتوبر الماضي أن الاضطرابات النفسية في صفوف النساء الأفغانيات ارتفعت بنسبة تتراوح بين 40 و50٪ خلال عام واحد.
وقالت نوري إن النساء والفتيات في أفغانستان، مع استمرار حظر التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية، لم يعد أمامهن سوى "حلم الرحيل"، لكن صعوبات استخراج جوازات السفر وارتفاع تكاليف التأشيرات الباكستانية تحول دون ذلك.
وأضافت: "كل شيء مرتب بحيث لا يتمكن الأفغان من مغادرة البلاد".
كما لفتت إلى استفحال الفقر والبطالة، موضحة أن "لا عمل متاح تقريباً، معظم البالغين عاطلون، فيما يضطر الأطفال للعمل لتأمين احتياجاتهم الأساسية".
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أفاد في تقرير صدر مطلع يونيو الماضي بأن 48٪ من سكان أفغانستان يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر من 22 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
واختتمت شيلا نوري بالقول إن بعض الأهالي طلبوا منها نقل رسالتهم إلى المجتمع الدولي: "يجب أن يضغط العالم على هذا النظام حتى يسمح للنساء بالعمل والتعليم".