قال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار إن حركة طالبان في أفغانستان قامت بدمج “مئات من أنصار حركة طالبان باكستان” ضمن هياكل حكومتها، داعياً الحركة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد التنظيم المسلح.
وأوضح وزير الخارجية الباكستاني، في مؤتمر صحافي عقده يوم الجمعة في إسلام آباد، أن باكستان طالبت حرمة طالبان الأفغانية بشكل واضح وصريح بإبعاد عناصر حركة طالبان باكستان عن حدودها، أو تسليمهم إلى السلطات الباكستانية، مشيراً إلى أنه ناقش هذا الموضوع مباشرة مع وزير خارجية طالبان أمير خان متقي خلال لقائهما الأخير.
وأضاف أن متقي أبلغه بأن طالبان أنشأت 700 نقطة حدودية جديدة لمنع التسلل إلى باكستان، لكنه شدد على أن بلاده ما تزال تنتظر إجراءات فعّالة من جانب طالبان لضبط الحدود المشتركة.
وفي سياق آخر، أشار وزير الخارجية الباكستاني إلى أن استقرار أفغانستان يصبّ في مصلحة بلاده، قائلاً: “تخيّلوا الفائدة الهائلة عندما ينطلق مشروع السكك الحديدية الذي يربط باكستان بالصين وأفغانستان”.
في المقابل، اتهمت حركة طالبان الأفغانية الجيش الباكستاني بالوقوف وراء غارتين بطائرات مسيّرة استهدفت مناطق في ولايتي ننغرهار وخوست شرقي أفغانستان مساء الأربعاء، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين، بحسب الحركة.
وأعلنت وزارة خارجية طالبان أنها استدعت السفير الباكستاني في كابل وسلّمته مذكرة احتجاج رسمية، فيما لم تؤكد إسلام آباد حتى الآن مسؤوليتها عن هذه الغارات.
ورداً على أسئلة الصحافيين، امتنع إسحاق دار عن تأكيد أو نفي تنفيذ الغارات، مكتفياً بالقول: “ما زلت أتحقق من التفاصيل، لقد تلقى سفيرنا استدعاء، لكن من المبكر الحكم على ما حدث”.
وكانت باكستان حذرت مراراً من استخدام الأراضي الأفغانية لشنّ هجمات ضدها، وأكدت أنها تحتفظ بحق استهداف المسلحين عند الضرورة.
وأثارت الغارات الأخيرة ردود فعل غاضبة من شخصيات سياسية أفغانية، حمّلت باكستان مسؤولية الهجوم، وطالبتها بوقف مثل هذه العمليات.