قالت مصادر مطّلعة لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" إن حركة طالبان سلّمت صباح الأحد، الوفد الباكستاني المشارك في مفاوضات إسطنبول مسوّدة اتفاق نهائي، بعد أكثر من 15 ساعة من المحادثات بين الجانبين.
وأكدت المصادر أن المسوّدة ركزت على "عدم انتهاك الأراضي والمجال الجوي لأفغانستان"، وعلى التزام طالبان بمنع استخدام الأراضي الباكستانية من قِبل "خصومها المسلحين".
كما تضمّنت المسوّدة اقتراح إنشاء آلية رباعية تضم طالبان وباكستان وقطر وتركيا، للإشراف وتبادل المعلومات بشأن أي خرق محتمل لوقف إطلاق النار.
وأشارت المصادر إلى أن الجولة الثانية من المفاوضات التي بدأت السبت في إسطنبول استؤنفت اليوم الأحد، بمشاركة وسطاء من قطر وتركيا، ومن المتوقع أن تحدّد نتائجها مصير الاتفاق النهائي المرتبط بوقف النار الذي جرى التوصل إليه في الدوحة الشهر الماضي.
وتصرّ إسلام آباد، بحسب المصادر، على أن يتركّز الحوار حول "إجراءات حاسمة ونهائية" تتخذها كابل ضد عناصر حركة طالبان باكستان والجماعات المسؤولة عن الهجمات الحدودية.
وكانت باكستان شنت الشهر الجاري غارتين جويتين على كابل وولاية بكتيكا، متهمة حركة طالبان بالسماح لمقاتلين من طالبان باكستان باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات داخل الأراضي الباكستانية.
وكانت الجولة الثانية من المفاوضات بين طالبان وباكستان انطلقت أمس السبت، في فندق "كونراد" بإسطنبول، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها الشرطة التركية.
وقالت مصادر إن الوفد المكوّن من ستة أعضاء من طالبان ترأسه نائب وزير الداخلية رحمة الله نجيب، وضمّ كلاً من سهيل شاهين، وأنس حقاني، ونور أحمد نور، ونور الرحمن نصرت، وعبد القهار بلخي.
أما الوفد الباكستاني فضمّ سبعة مسؤولين من وزارة الخارجية والاستخبارات والجيش.
ونقلت صحيفة "إكسبريس تريبيون" الباكستانية عن مصادرها أن النقاشات ركزت على "تعزيز التنسيق الأمني والتعاون الحدودي وصوغ إستراتيجية مشتركة لترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة"، بهدف الوصول إلى آليات دائمة لمعالجة التوترات الحدودية ومنع النشاطات الإرهابية.
وتأتي مفاوضات إسطنبول استكمالاً لاجتماع الدوحة بين وزيري دفاع طالبان وباكستان، والذي أسفر عن اتفاق لوقف إطلاق النار، لا تزال تفاصيله غير معلنة، إذ تعتبره إسلام آباد "سرياً"، فيما تقول طالبان إنه "لم يُوقّع بعد بشكل نهائي".
