قال رحمة الله نجيب، رئيس وفد حركة طالبان المفاوض مع باكستان، إن الوفد الباكستاني طلب خلال محادثات إسطنبول أن يصدر زعيم الحركة، ملا هبة الله آخوندزاده، فتوى تُحرّم الحرب الدائرة في باكستان، إلا أن وفد طالبان رد بأن "هبة الله لا يُصدر الفتاوى".
وأشار رحمة الله نجيب إلى أن على باكستان أن تتقدم بطلب رسمي إلى دار الإفتاء التابعة للحركة، "من دون أن تتوقع صدور فتوى على هواها".
وأوضح نجيب، الذي يشغل أيضاً منصب وكيل وزارة الداخلية في حركة طالبان، أن أحد محاور النقاش في الجولة الثانية من محادثات إسطنبول كان بند "السيطرة"، الذي يُلزم الطرفين بضبط الجماعات المسلحة المعارضة لكليهما، والتي وصفها بـ"الجماعات الشريرة".وأضاف أن الوفد الباكستاني أراد من طالبان إصدار فتوى تعتبر القتال ضد الحكومة الباكستانية "غير جائز"، لكن طالبان رفضت، مؤكداً أن الحركة "لا يمكنها أن تعتبر الحرب في باكستان مشروعة، لكنها كذلك لا تستطيع أن تصفها بغير المشروعة، لأنها ببساطة لا تخصها".وبيّن نجيب أن زعيم طالبان، ملا هبة الله، "أمير يصدر الأوامر والتعليمات، وليس مفتياً"، لافتاً إلى أن الوفد اقترح على باكستان إرسال طلب رسمي إلى دار الإفتاء التابعة لطالبان للنظر في المسألة وفقاً لأحكام الشريعة.كما كشف وكيل وزارة الداخلية أن وفد طالبان قدّم مطلبين وصفهما بأنهما "واضحان وفي حدود قدرة الحكومة الباكستانية"، وهما القضاء على مراكز تنظيم "داعش" واعتقال قادته، ومنع الطائرات العسكرية الباكستانية من دخول الأجواء الأفغانية.وأكد أن الجولة الثانية من المفاوضات استمرت خمسة أيام وانتهت دون نتيجة بسبب ما وصفه بـ"المطالب غير الواقعية" من الجانب الباكستاني.وكان وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف صرّح بالتزامن مع انطلاق الجولة الثانية من المحادثات بأن وفد بلاده سافر إلى إسطنبول بهدف مناقشة سبل كبح جماح "حركة طالبان باكستان"، إذ تطالب إسلام آباد طالبان الأفغانية بإعلان الحركة الباكستانية "تنظيماً إرهابياً" وإخراج عناصرها من الأراضي الأفغانية، في حين ترفض طالبان الأفغانية هذه المطالب وتؤكد عدم وجود عناصر أجنبية في البلاد.
