ونشرت صحيفة «نيزاويسمايا غازيتا» صورة لمذكرة سرية حصلت عليها، حيث حدد فيها رئيس الاستخبارات ملا عبد الحق وثيق أعضاء الوفد المقرر سفره إلى روسيا لإجراء محادثات مع نظرائهم الروس.
وبحسب المذكرة الصادرة في الثالث عشر من يوليو الجاري، فإنه يقود وفد طالبان الاستخباراتي، مدير مكتب رئيس الاستخبارات مولوي عبد المالك مبشر، ويرافقه رئيس العلاقات الخارجية عبد الجبار شهيدمل، ورئيس الشؤون الفنية والنقل مولوي عبد الرحيم مظلوم.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها بأن رئيس الوفد المقرر سفره إلى موسكو عبد المالك مبشر، تربطه علاقة قرابة برئيس الاستخبارات عبد الحق وثيق، ويحظى بثقته المطلقة.
وأضافت بأن عبد المالك مبشر وعبد الرحيم مظلوم ينتميان إلى ولاية غزني، التي ينتمي لها رئيس الاستخبارات، وعقدا عدة اجتماعات سرية مع مسؤولي الاستخبارات المركزية الأميركية في عدة دول.
وجاء في التقرير بأن عبد الجبار شهيدمل الذي تسلّم منصب رئاسة العلاقات الخارجية في وقت قريب، حيث كان يتولى المنصب سابقاً شمس الله أبو سعيد، الذي شارك في كافة الاجتماعات السرية التي عقدها عبد الحق وثيق بالمسؤولين الأميركيين.
وحذّرت الصحيفة من أن عدم مشاركة شهيدمل في المحادثات بين طالبان والأميركيين، لا يجب أن يبعث اطمئناناً للروسيين، وقالت إن وصول الأشخاص إلى هذه المناصب الاستخباراتية في طالبان، ليست مصادفة.
ونقلت عن محللين قولهم إنه من المحتمل أن يكون اختيار أعضاء الوفد الاستخباراتي لطالبان للسفر إلى موسكو، تم بالتنسيق المسبق مع الاستخبارات الأميركية.
وقالت إن مسؤولي الاستخبارات في طالبان أنشؤوا علاقات وثيقة بنظرائهم في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة الماضية، والتي كانت تأتي ضمن الإطار الرسمي لـ«مكافحة الإرهاب الدولي».
وتأتي هذه الزيارة الأولى منذ اعتراف روسيا بنظام طالبان، كحكومة شرعية لأفغانستان، مطلع يوليو الجاري، لتصبح أول دولة تعترف بها منذ سيطرة طالبان على أفغانستان عام 2021.
كما صرح مسؤولون روس في وقت سابق بأن طالبان هي حليفة روسيا في مكافحة الإرهاب، لاسيما في الحرب ضد داعش خراسان.
يرى محللون أن هذه الخطوة تعكس تقارباً استخباراتياً متسارعاً بين موسكو وحركة طالبان، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التحديات الأمنية، خاصة من قبل تنظيم "داعش خراسان". كما تشير هذه الزيارة إلى رغبة روسيا في تعزيز قنوات التنسيق الأمني مع طالبان، بوصفها جهة فاعلة تسيطر على الأرض في أفغانستان، وتتمتع بنفوذ فعّال في المشهد الإقليمي.