زيلينسكي في الأمم المتحدة: طالبان أغرقت أفغانستان في الظلام

تطرّق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته أمام اليوم الثاني من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الوضع في أفغانستان، قائلاً إن حركة طالبان «أغرقت البلاد كلها في الظلام».

تطرّق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته أمام اليوم الثاني من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الوضع في أفغانستان، قائلاً إن حركة طالبان «أغرقت البلاد كلها في الظلام».
وتناول زيلينسكي تداعيات الحروب الدائرة في عدد من الدول، مؤكداً أن «السلام لا يتحقق من دون سلاح». وأضاف: «في إسرائيل لم يتم الإفراج عن الرهائن، ولسنوات لم يكن هناك أي رد على تهديدات أخرى من بينها الأسلحة الكيميائية، بينما تواصل روسيا هجماتها».
وبشأن غزة، قال الرئيس الأوكراني إن «الوضع هناك بلا مخرج متصور».
كما أشار إلى استمرار النزاعات المسلحة حول العالم، مؤكداً أن آلاف الأطفال يُقتلون جراء هذه الحروب.
وخلال خطابه، دعا زيلينسكي المجتمع الدولي إلى العمل على وقف الهجمات الروسية في أوكرانيا، واصفاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «خائن».
وأكد أن أوكرانيا ستواصل الاستثمار في صناعاتها الدفاعية لمواجهة التحديات الأمنية.






أفادت مصادر في قندهار لـ أفغانستان إنترناشیونال أن هبة الله آخوندزاده، زعيم حركة طالبان، يغيّر أماكن إقامته باستمرار، وقد ألغى هذا الأسبوع اجتماعه الأسبوعي المعتاد مع مجلس العلماء.
وبحسب المصادر، كان آخوندزاده يقيم في ثلاثة مواقع مختلفة، هي: منطقة منديكك، وعينو مينه في منزل عبدالرزاق أتشكزَي، والمقر السابق للفيلق العسكري في قندهار. إلا أن مكان وجوده الدقيق خلال الأيام الثلاثة الماضية غير معروف.
وأكدت المصادر أن موقع إقامته كان معروفاً في السابق، وكان يعقد اجتماعاً أسبوعياً مع مجلس العلماء، لكنه لم يفعل ذلك هذا الأسبوع.
تهديدات ترامب لطالبان
في سياق متصل، وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عدة تهديدات لحركة طالبان. ففي 18 سبتمبر 2025، وخلال زيارته إلى بريطانيا، طرح فكرة استعادة السيطرة الأميركية على قاعدة باغرام الجوية.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: «أحد دوافعنا لاستعادة هذه القاعدة هو قربها من منطقة تُنتج فيها الصين أسلحتها النووية، حيث لا تبعد سوى ساعة واحدة».
وفي 21 سبتمبر 2025، كتب ترامب على منصته «تروث سوشال» محذّراً من أن «أحداثاً سيئة» ستنتظر طالبان إذا لم تعد السيطرة على قاعدة باغرام إلى واشنطن. وفي اليوم نفسه، صرّح في البيت الأبيض للصحفيين قائلاً: «إذا لم يعطونا، سترون ما سأفعل».
و ردّت إدارة طالبان ببيان ذي نبرة هادئة، جاء فيه أن الولايات المتحدة التزمت في اتفاق الدوحة بألا تستخدم «القوة أو التهديد ضد وحدة الأراضي والاستقلال السياسي لأفغانستان».

حذّرت منظمة إنقاذ الطفولة من كارثة إنسانية وشيكة في شرق أفغانستان، بعد أن وجدت آلاف النساء الحوامل أنفسهن مضطرات للولادة داخل خيام بدائية، عقب الزلازل المدمّرة التي أودت بحياة المئات وشرّدت الآلاف.
وأكدت المنظمة في تقرير حديث أن أكثر من 11 ألف امرأة حامل في المناطق المتضررة، سيضعن مواليدهن خلال الأشهر المقبلة مع دخول فصل الشتاء القارس، في وقت تعيش فيه غالبية السكان بلا مأوى، وتعاني المستشفيات من صعوبة الوصول بسبب الطرق المقطوعة.
وأشارت المنظمة إلى أن تسعاً من كل عشر عائلات نزحت إلى الخيام، بينما يعيش نحو 40 ألف طفل في العراء بلا وسائل تدفئة أو حماية من البرد، وسط مخاطر الانهيارات الصخرية وتساقط الثلوج.
من جانبها، قدّرت الأمم المتحدة أن نصف مليون شخص تضرروا من الزلازل، فيما تهدم أكثر من ثمانية آلاف منزل، مؤكدة الحاجة الماسة إلى مساعدات عاجلة.
وقالت سميرة سيد رحمان، مديرة البرامج في منظمة إنقاذ الطفولة بأفغانستان: «لا يجب أن يبدأ أي مولود حياته في خيمة، ولا أن يواجه الأطفال زمهرير الشتاء بلا أحذية وملابس دافئة».
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي بالإسراع في توفير الدعم المالي واللوجستي لتأمين المأوى والرعاية الصحية للنساء والأطفال، مؤكدة أن فصل الشتاء سيكون الأخطر عليهم ما لم يتم التدخل فوراً.

حين وصل أحمد الشرع إلى السلطة في سوريا، احتفلت حركة طالبان وأنصارها بهذا الحدث أكثر من أي طرف اخر، إذ رأت في صعوده انتصاراً يُعزز مشروعها في كابل.
غير أن الشرع، ومنذ أيامه الأولى في الحكم، اتخذ موقفاً واضحاً بالنأي عن طالبان ونموذجها في الحكم، وهو موقف أخذ لاحقاً بعداً ملموساً على الساحة الدولية.
ورغم أن كلاً من الرئيس السوري أحمد الشرع وزعيم طالبان هبة الله آخوندزاده قادا في السابق جماعات متشددة، إلا أن المسارين اللذين يسلكانه اليوم مختلفان تماماً، وقد برز هذا التباين سريعاً بعد توليهما السلطة.
فأحمد الشرع، الذي كان معروفاً بتوجهاته المتشددة، ظهر لاحقاً بصورة مختلفة كزعيم يسعى للانفتاح الخارجي، وقطع الصلات مع الجماعات الإرهابية، ليقدّم نموذجاً مُعدّلاً للحكم. في المقابل، واصل هبة الله آخوندزاده التشدد والانغلاق، واحتفظ بعلاقاته مع الميليشيات المتطرفة، ما جعله رمزاً للسلطة المتسلطة والعزلة السياسية.
مسار مختلف لكل زعيم
أحمد الشرع، الرئيس السوري، تولى الحكم في ديسمبر من العام الماضي بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتعهد بإجراء انتخابات وصياغة دستور جديد للبلاد. أما هبة الله، فأمسك بزمام السلطة في أغسطس 2021، وأعلن صراحةً أنه لن تُجرى أي انتخابات في ظل حكمه، ثم شرع في فرض قيود صارمة زادت من عزلة البلاد وعمّقت الفقر.
الدبلوماسية والعلاقات الدولية
سارع أحمد الشرع بعد وصوله إلى الحكم إلى توسيع علاقاته الدبلوماسية، فزار السعودية بعد شهرين فقط، ثم تنقل بين تركيا وقطر والإمارات والكويت ومصر وفرنسا وأذربيجان والأردن والولايات المتحدة. وخلال زياراته، ظهر بمظهر عصري وبخطاب منفتح، ليقدّم صورة جديدة للقيادة السورية.
عقد لقاءات رفيعة مع قادة عالميين، مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وآخرين. كما شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث التقى بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ووجّه رسائل سلام، مؤكداً أن حكومته تركز على إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والوحدة الوطنية.
وفي تطوّر رمزي بارز، التقى شرع مؤخراً بالرئيس الأميركي في السعودية، ونال إشادة من ترامب، كما التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورُفع علم سوريا الجديد في الأمم المتحدة.
أما ملا هبة الله، فهو شخصية شبه غائبة عن الظهور العام، يتمركز في قندهار ولا يغادرها إلا نادراً. عُرف بتجاهله لمطالب المجتمع الدولي واستمراره في فرض سياسات متشددة، ما حال دون حصول إدارته على أي اعتراف دولي طيلة السنوات الأربع الماضية.
وفي هذا السياق، كتب آدم وينشتاين، نائب رئيس قسم الشرق الأوسط في معهد كوينسي الأميركي، في مقال بمجلة “فورين بوليسي”، أن احتفاء الغرب بحكومة الشرع ونفوره من حكم طالبان يكشف عن حقيقة مرّة، وهي أن “الاعتراف الدولي لا يقوم على الشرعية القانونية أو السيطرة الجغرافية فقط، بل على التاريخ والمظهر والخيارات الاستراتيجية، ومدى أهمية النظام للغرب”.
كانت طالبان تظن أن السيطرة على الجغرافيا كافية لنيل الاعتراف الدولي، لكن السنوات الأربع أثبتت أن الشرعية الدولية لا تُنال من دون شرعية داخلية والتزام فعلي تجاه المجتمع الدولي.
المرأة والمجتمع
أولى الخطوات التي أحدثت فارقاً واضحاً بين أحمد الشرع وطالبان في نظر العالم، كانت مشاركة زوجته في الفعاليات العامة. وهي امرأة مسلمة، محجبة، ومتعلمة، ترافقه في مختلف المناسبات.
كما لم يفرض الشرع، رغم حكمه في مجتمع سوري متنوع، أي قيود تذكر على النساء. قبل أيام فقط، قرع جرس المدارس إيذاناً بعودة أربعة ملايين طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة.
أما ملا هبة الله، فمنذ اليوم الأول لسيطرته، فرض رقابة مشددة على المجتمع، خصوصاً على النساء والفتيات. وقيّد تعليمهن وعملهن، إلى أن تم إقصاؤهن تدريجياً من الحياة العامة. هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق المرأة أصبحت عقبة أساسية في وجه نيل حكومته لأي شرعية دولية.
تصورت طالبان أن تجاهل المجتمع الدولي للمرأة قد يُعوّض بتعاون شكلي في ملفات أخرى، لكن عدم الاعتراف بها حتى من قِبل حلفائها المسلمين -باستثناء روسيا- أثبت فشل هذا التصور.
العلاقات مع الجماعات المتطرفة
رفض هبة الله الانصياع للضغوط الدولية وحتى لنصائح بعض شركائه بقطع العلاقات مع الجماعات المتطرفة. ورغم تأكيدات وزرائه بأن الأراضي الأفغانية لا تُستخدم ضد أي دولة، إلا أن الأدلة المتوفرة تشير إلى عكس ذلك.
ففي باكستان، الحليف القديم لطالبان، باتت الحكومة تواجه تصعيداً أمنياً غير مسبوق، بسبب تنامي هجمات “حركة طالبان باكستان” التي تتهم كابل بدعمها وتمويلها. وتشير التقديرات إلى أن الهجمات داخل الأراضي الباكستانية ارتفعت بشكل حاد منذ عودة طالبان إلى الحكم.
كما وفّرت أفغانستان ملاذاً آمناً لجماعات متشددة مثل “القاعدة” و”الحركة الإسلامية الأوزبكية” ومتمردي الإيغور، وفقاً لمصادر أممية.
مؤخراً، صرّح سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو بأن أكثر من 23 ألف مقاتل تابعين لجماعات إرهابية دولية ينشطون حالياً في أفغانستان. وفي مقال نشره في صحيفة “راسييسكايا غازيتا”، أشار سيرغي شويغو إلى وجود ما لا يقل عن 20 مجموعة متطرفة على الأرض الأفغانية.
كما أكدت تقارير أممية وجود عدة معسكرات تدريب تابعة للقاعدة، بالإضافة إلى ثلاث قواعد جديدة تم اكتشافها مؤخراً، لتدريب مقاتلي القاعدة وحركة طالبان باكستان.
احتكار السلطة
أعلن أحمد الشرع تشكيل حكومته في أبريل الماضي، وعيّن 23 وزيراً أدّوا اليمين الدستورية في حفل رسمي بالقصر الرئاسي. شملت الحكومة امرأة مسيحية تدعى هند قبوات وزيرة للعمل والشؤون الاجتماعية، كما ضمّت وزراء من الطوائف الدرزية والعلوية والكردية، في خطوة نحو إشراك الجميع، تمهيداً لإجراء الانتخابات وصياغة دستور دائم خلال خمس سنوات.
أما إدارة طالبان، فقد استبعدت النساء والأقليات الدينية والعرقية، وجرى استبدال الدستور بأحكام فردية يصدرها زعيم الحركة. لم تتركز السلطة في يد الحكومة بل حُصرت في شخص هبة الله، الذي استطاع في السنوات الأخيرة إخراس الأصوات المعارضة داخل الحركة، واستبدلهم بمقربين موالين له.
وتمكن كذلك من تقليص نفوذ الجناح البراغماتي داخل طالبان، الذي كان يطالب بالتعامل مع العالم وفتح المدارس للفتيات، ما ساعده على إحكام قبضته أكثر.
حتى في المؤسسة العسكرية، قيّد هبة الله وصول القيادات إلى مخازن السلاح، تحسباً لأي انقلاب محتمل.
إضافة إلى ذلك، عزّز من دور وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي أصبحت ذراعه الأمنية المباشرة في المجتمع. وفي أحد الاجتماعات، وصف الوزير خالد حنفي عناصر الوزارة بأنهم “مختارون من الله لتنفيذ الشريعة”، وقال إن “تطبيق الأحكام الشرعية هو السبب الرئيسي لخلق الإنسان”.
بهذا النهج، يبدو أن حكم ملا هبة الله يسير نحو مزيد من العزلة الدولية، وأزمة شرعية داخلية وخارجية تزداد عمقاً يوماً بعد يوم.

دعا إمام علي رحمان، رئيس جمهورية طاجيكستان، يوم الثلاثاء 24 سبتمبر، المجتمع الدولي إلى التعاون لمعالجة أزمة الجفاف في أفغانستان وتقديم الدعم للمتضررين من الزلزال الأخير في شرق البلاد، مؤكدًا استعداد طاجيكستان للمساهمة في هذه الجهود.
وقال رحمان خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة: "ندعو المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات الإنسانية، لا سيما إلى المناطق المتضررة من الجفاف والزلازل الشديدة". وأضاف أن طاجيكستان دائمًا داعمة لتحقيق السلام والاستقرار والأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في أفغانستان الجارة.
وأشار الرئيس الطاجيكي إلى أن الإرهاب والتطرف والاتجار بالسلاح والمخدرات وغيرها من الجرائم المنظمة عبر الحدود تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن العالمي، مؤكدًا على ضرورة التعاون الوثيق مع المنظمات الدولية لمواجهة هذه التحديات.
وطالب رحمان مكتب الأمم المتحدة لمكافحة في مواجهة الإرهاب بشكل فعال.

أفاد عدد من سكان هرات يوم الثلاثاء 24 سبتمبر، لقناة "أفغانستان إنترناشیونال"، أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى خدمة الإنترنت عبر الواي فاي، مشيرين إلى أن الخدمة الثابتة انقطعت منذ الساعة العاشرة مساءً.
وقال مصدر مطلع في إحدى شركات الإنترنت في هرات إن طالبان أصدروا أمرًا بقطع مؤقت للإنترنت اللاسلكي دون أي تفسير، محذرين الشركات من أي مخالفة لهذا القرار. ومع ذلك، أفاد مواطن آخر بأن الإنترنت عبر شبكة الحكومة "سلام" لا يزال فعالًا ولم يتأثر بالقطع.
ولم تصدر طالبان أي توضيحات حول أسباب هذا الإجراء. ويأتي ذلك بعد أن تم قطع الإنترنت لمدّة 12 ساعة ليلة الاثنين، قبل أن يعود صباح اليوم التالي، دون معرفة السبب الحقيقي وراء هذا الانقطاع الليلي.
وكان زعيم طالبان قد أصدر مؤخرًا قرارًا بقطع خدمة الإنترنت عبر الألياف الضوئية، الذي بدأ تطبيقه في ولاية بلخ وانتشر لاحقًا إلى أكثر من 13 ولاية أخرى. إلا أن طريقة تطبيق هذا القرار في هرات تختلف عن الولايات الأخرى، حيث تمكن المستخدمون من الوصول إلى الإنترنت منخفض السرعة عبر خدمة DSL رغم انقطاع خدمة الفايبر.
يذكر أن الوصول إلى الإنترنت عبر الفايبر في هرات تم قطعه منذ يوم الخميس 17 سبتمبر، ما أثار ردود فعل واسعة، إذ أثر هذا القرار بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان.