يوم قبل اجتماع إسطنبول: متقي ودار يجرون ست مكالمات هاتفية في يوم واحد

عشية اجتماع إسطنبول المرتقب، أجرى وزير الخارجية في حكومة طالبان، أمير خان متقي، يوم الإثنين 12 نوفمبر، ست مكالمات هاتفية مع نظيره الباكستاني إسحاق دار خلال الأيام الماضية.

عشية اجتماع إسطنبول المرتقب، أجرى وزير الخارجية في حكومة طالبان، أمير خان متقي، يوم الإثنين 12 نوفمبر، ست مكالمات هاتفية مع نظيره الباكستاني إسحاق دار خلال الأيام الماضية.
وفي جلسة لمجلس الشيوخ الباكستاني يوم الثلاثاء، أكد دار إجراء تلك المكالمات، مشيراً إلى أن زيارة فايز حميد، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية (ISI)، إلى فندق سيرينا في كابل عام 2021 "كلّفت باكستان ثمناً باهظاً".
حتى الآن، لم تصدر وزارة الخارجية التابعة لطالبان أي بيان رسمي بشأن فحوى هذه الاتصالات. وقال دار إنه شدد خلال حديثه مع متقي على أن مطلب إسلام آباد الوحيد هو منع الهجمات المسلحة التي تُشن من داخل الأراضي الأفغانية ضد باكستان، وهو اتهام تنفيه طالبان وتصفه بـ"الادعاء الباطل".
وأضاف دار: "قلت لمتقي إنكم وضعتمونا في موقف صعب، نحن لا نطلب سوى ألا تُستخدم الأراضي الأفغانية ضدنا".
وبالتوازي مع ذلك، تبنت السلطات المدنية والعسكرية في باكستان لهجة حازمة، ملوّحة برد عسكري داخل الأراضي الأفغانية في حال استمرار هجمات المسلحين الباكستانيين.
ومن المقرر أن يلتقي وفدان من باكستان وطالبان قريباً في إسطنبول، غير أن تصريحات الجانبين تشير إلى غياب أي اتفاق بشأن القضية المحورية، وهي وجود مقاتلي حركة طالبان الباكستانية (TTP) داخل أفغانستان.
فبينما تنفي إدارة طالبان وجود قواعد للحركة في أراضيها، تتهم إسلام آباد طالبان بتوفير غطاء لمسلحيها، في حين ترد طالبان باتهام باكستان بإيواء عناصر من تنظيم "داعش خراسان".
وقالت مصادر مقربة من طالبان إن وفداً برئاسة عبد الحق وثيق، رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحركة، سيتوجه إلى تركيا خلال اليومين المقبلين لاستئناف المفاوضات المتوقفة حول آلية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومنع هجمات المسلحين.
وتوقعت تلك المصادر أن يشارك رئيس جهاز الاستخبارات الباكستانية، الفريق عاصم ملك، في المفاوضات مقابل وثيق، بينما أكدت مصادر أمنية باكستانية لقناة "أفغانستان إنترناشیونال" في إسلام آباد أن الحكومة لم تحسم بعد تشكيلة وفدها الرسمي.
وفي إشارة رمزية إلى العلاقات المتوترة بين البلدين، قال إسحاق دار متحدثاً عن أحداث عام 2021: "عندما سيطرت طالبان على كابل، قلنا لهم إننا جئنا فقط لفنجان قهوة، لكن ذلك الفنجان كلفنا ثمناً باهظاً، ويجب ألا نكرر هذا الخطأ مرة أخرى".
وكان دار يشير إلى الزيارة الشهيرة لفايز حميد إلى كابل بعد سقوط الحكومة السابقة، حين ظهر في صورة وهو يحتسي القهوة مبتسماً داخل فندق سيرينا، مرحّباً بعودة طالبان إلى السلطة.
في ذلك الوقت، رحّب رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق عمران خان ووزير الدفاع الحالي خواجه آصف بسيطرة طالبان، لكن سرعان ما ساءت العلاقات بين الجانبين، بعدما اتهمت باكستان حكومة طالبان بدعم حركة طالبان الباكستانية، وتصاعدت الهجمات التي أودت بحياة المئات من عناصر الجيش وقوات الأمن الباكستانية.
وقال دار إن العلاقات الرسمية بين البلدين شبه مقطوعة منذ أربعة أعوام، مضيفاً أن أعمال العنف في باكستان ازدادت منذ تولي طالبان الحكم. وأكد أن حكومته "مصممة على محاربة الإرهاب حتى النهاية".
ومن المقرر أن يُعقد اجتماع إسطنبول يوم الخميس 15 نوفمبر، بعد فشل الجولة الثانية من المحادثات في تحقيق أي تقدم يُذكر، بسبب الخلاف على مستوى تمثيل الوفود.
ومن المتوقع أن تضم الجولة الثالثة وفوداً رفيعة المستوى من الجانبين على أمل التوصل إلى تفاهمات جديدة.