الأطفال الأفغان ضحايا سياسات الهجرة في إيران

أدى الترحيل الجماعي وغير المسبوق للاجئين الأفغان من إيران إلى تحويل الأطفال المهاجرين إلى أبرز ضحايا سياسات الهجرة التي تنتهجها الحكومة الإيرانية، وفقاً لنشطاء في مجال حقوق الطفل داخل البلاد.
أدى الترحيل الجماعي وغير المسبوق للاجئين الأفغان من إيران إلى تحويل الأطفال المهاجرين إلى أبرز ضحايا سياسات الهجرة التي تنتهجها الحكومة الإيرانية، وفقاً لنشطاء في مجال حقوق الطفل داخل البلاد.
وأفاد النشطاء بأن الأطفال يواجهون حرماناً شديداً من التعليم، وضغوطاً نفسية قاسية، وحتى حالات انتحار وهروب من المنزل، في ظل تصاعد الإجراءات الأمنية والخوف من الترحيل.
وفي السياق، كشفت صحيفة "شرق" الإيرانية أن اللائحة الجديدة لتسجيل الطلاب الأجانب فرضت قيوداً غير مسبوقة على التحاق الأطفال الأفغان بالمدارس، حيث تم نقل مسؤولية التسجيل من منظمة الهجرة الوطنية إلى وزارة الداخلية، ولم يعد يُقبل سوى بطاقات الإقامة المؤقتة، وجوازات السفر بتأشيرات إلكترونية، أو الإقامة كوثائق رسمية للقبول.
وتشترط التعليمات الجديدة حصول الأسر على رسائل إحالة من مكاتب "كفالة"، ما جعل الوصول إلى التعليم شبه مستحيل، خصوصاً للأطفال الذين دخلوا إيران بعد سيطرة طالبان على أفغانستان عام 2021.
وأشارت أفخم صباغ، الناشطة في مجال حقوق الأطفال، إلى أن بعض مديري المدارس يرفضون تسجيل الطلاب حتى لو كانوا يحملون وثائق قانونية، مضيفة أن بعضهم لا يُسمح له حتى بالحصول على أوراق الامتحان.
من جهتها، أكدت سهیلا بابائي، المديرة التنفيذية لجمعية دعم حقوق الطفل، أن مديري المدارس يمتنعون عن تسجيل الطلاب استناداً إلى التعليمات الأخيرة، ما يدفع العديد من الأسر إلى التخلي عن تعليم أبنائها خوفاً من الترحيل.
كما أعربت هدى مقدم، ناشطة أخرى في المجال نفسه، عن قلقها إزاء تصاعد السلوك الانتقائي من قبل إدارات المدارس وتفاقم القيود.
وبحسب تقرير "شرق"، فقد خلّفت هذه القيود ضغوطاً نفسية شديدة، خاصة على الفتيات المهاجرات، حيث أشارت أفخم صباغ إلى محاولة انتحار فاشلة لفتاة تبلغ 18 عاماً، بينما تحدثت هدى مقدم عن حالات هروب لفتيات من منازلهن بسبب حرمانهن من التعليم وخوفهن من العودة إلى أفغانستان.
أما الأطفال الذين لجأوا إلى إيران بعد عام 2021، فيواجهون تمييزاً مضاعفاً، إذ تقول بابائي: "هؤلاء الأطفال لم يتلقوا أي حماية قانونية بموجب اتفاقية حقوق اللاجئين، ولم يُدرجوا ضمن أي برامج دعم خلال العامين الماضيين".
كما أشار صباغ إلى مأساة الأطفال المولودين في إيران، قائلاً: "فتيات في سن 12 و13 عاماً وُلدن في إيران، يُرحّلن اليوم إلى بلد لا يعرفنه، ولا يُسمح لهن حتى بالتعلم فيه... وهذا أقسى أنواع الظلم".
هؤلاء الأطفال، الذين وُلد الكثير منهم في إيران أو نشأوا وتعلموا فيها، يواجهون الآن خطر إنهاء مسيرتهم التعليمية، والعودة إلى بلد لا يعرفونه، تُحرَّم فيه الدراسة على الفتيات.
وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، رحّلت السلطات الإيرانية ما يقرب من مليوني لاجئ أفغاني، من بينهم مئات الآلاف من الأطفال، في واحدة من أضخم حملات الترحيل في تاريخ البلاد الحديث.