ضحايا الزلزال تحت الأنقاض.. ومعاناة مستمرة في شرق أفغانستان

رغم مرور نحو أسبوع على الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان، لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض، وسط نقص حاد في فرق الإنقاذ والمساعدات، خصوصاً في المناطق الجبلية والنائية بولاية كنر.

رغم مرور نحو أسبوع على الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان، لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض، وسط نقص حاد في فرق الإنقاذ والمساعدات، خصوصاً في المناطق الجبلية والنائية بولاية كنر.
وأكد عدد من السكان في مديرية نورغل أن جثث أقاربهم لم تُنتشل بعد، بسبب ضعف الإمكانيات ونقص الكوادر الطبية، مشيرين إلى أن فرق الإنقاذ والطواقم الصحية "قليلة جداً"، فيما لا يزال العشرات تحت الركام.
وقال رجل مسن من المنطقة لصحيفة "الغارديان": "فقد الناس منازلهم، وليس لديهم حتى أواني للطهي. نحتاج إلى مزيد من الأطباء، وهناك مصابون لا يزالون تحت الأنقاض".
وبحسب إحصاءات حركة طالبان، أسفر الزلزال الذي وقع يوم الأحد الماضي في ولاية كنر، عن مقتل أكثر من 2200 شخص، بينهم أكثر من ألف قتيل في محافظة نورغل وحدها، كما دُمّر أكثر من 5700 منزل في الولاية.
ومع تراجع حجم المساعدات الدولية وصعوبة الوصول بسبب وعورة الطرق، يقول سكان القرى المتضررة إنهم ما زالوا يفتقرون إلى الغذاء والخيام والرعاية الصحية الأساسية.
وقالت امرأة من الناجيات: "ما زلنا نجلس تحت الشمس، لأنه لا توجد خيام. لو كانت لدينا خيمة، لتمكنت على الأقل من حماية أحفادي من الشمس".
بينما تقول امرأة أخرى فقدت أكثر من 30 فرداً من عائلتها: "فقدت زوجي وأبنائي وأحفادي. لم يتبقّ لي سوى قطعة قماش. لا أملك حتى ثمن حبة دواء واحدة".
ووفق تقارير منظمات إغاثية، تواجه النساء صعوبات خاصة في الحصول على الرعاية الصحية، حيث لا يمكنهن طلب المساعدة من الرجال في مجتمع محافظ كولاية كنر، ما يؤدي إلى تفاقم أوضاعهن.
كما تعاني المنظمات الدولية من تراجع حاد في التمويل بسبب تعليق الدعم الخارجي، نتيجة السياسات التقييدية التي تفرضها حركة طالبان على النساء.
ومنذ فبراير 2025، تم إغلاق 422 مركزاً صحياً في عموم البلاد، بينها 80 مركزاً في شرق أفغانستان فقط، منها 15 في كنر و29 في ننغرهار.
وقال المجلس النرويجي للاجئين إن "الوضع في الميدان حرج جداً، والمناطق المنكوبة تحتاج إلى مساعدات عاجلة، لكن نقص التمويل يقيّد سرعة الاستجابة واتساع نطاقها”، مشيراً إلى أن بعض العائلات تعيش في خيام تضم أكثر من 100 امرأة وطفل، وتفتقر إلى المياه النظيفة ودورات المياه.
من جهتها، أوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن تقليص الميزانية حدّ من قدرة فرقها على الوصول إلى المناطق المتضررة، حيث تُرسل معظم المساعدات من كابل، ما يؤدي إلى تأخير وزيادة في التكاليف.
ورغم إرسال منظمة الصحة العالمية وبعض المنظمات الدولية فرقاً طبية متنقلة وسيارات إسعاف إضافية، إلا أن الوصول إلى القرى الجبلية لا يزال صعباً أو مستحيلاً.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 25 فريقاً مشتركاً وصلوا إلى عدد من المديريات المتضررة، لكن الظروف المناخية ما زالت تُعيق عمليات الإغاثة في مناطق أخرى.
وكانت الأمم المتحدة خصصت 10 ملايين دولار كمساعدات طارئة، إلا أن مسؤولين إغاثيين حذّروا من أن هذا المبلغ لا يغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية.