حيث أفاد سكان في كابل عن سماع دوي انفجارين قويين، عند الساعة 9:50 مساءً بالتوقيت المحلي، تزامناً مع سماع أصوات طائرات حربية تحلّق في سماء المدينة.
في الوقت نفسه، قالت مصادر لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" إن منطقة "مرغه بازار" في محافظة برمل بولاية بكتيكا شرق البلاد، تعرّضت لغارات جوية بعد منتصف الليل.
وكتب الناشط الأفغاني حبيب خان على منصة "إكس" أن "كابل تعرّضت للمرة الأولى في التاريخ لقصف من مقاتلات باكستانية، لكن حكومة طالبان العميلة لن تردّ على ذلك".
وقال حبيب خان في منشوره: "في الظروف العادية، كانت أي حكومة أفغانية شرعية ستردّ عسكرياً على مثل هذا العمل العدواني، لكن اليوم تُدار البلاد من قبل ممثلين عن باكستان، أي حركة طالبان، ما منح إسلام آباد حرية انتهاك السيادة الأفغانية من دون أي عواقب".
وألقى سياسيون أفغان باللوم مباشرة على باكستان، التي لم تعلن رسمياً مسؤوليتها حتى الآن، وقالت مصادر رسمية باكستانية لقناة "أفغانستان إنترناشيونال": "اطّلعنا على التقارير الإعلامية وتصريحات المسؤولين الأفغان بشأن الانفجارات في كابل، لكن ليس لدينا تفاصيل إضافية في الوقت الراهن".
ووصف عبد اللطيف بدرام، زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفغاني، القصف بأنه "عدوان سافر"، مؤكداً في منشور على منصة "إكس" أن "هذا الهجوم يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".
وجاء القصف بينما كان وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، في أول زيارة رسمية له إلى الهند، حيث التقى نظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكر، الذي أعلن رفع مستوى البعثة الهندية في كابل من "بعثة فنية" إلى "سفارة".
من جانبه، أكد المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، وقوع الانفجارات في كابل، مشيراً إلى أن "التحقيقات جارية لمعرفة التفاصيل".
وفي باكستان، أثارت الضربات أيضاً ردود فعل سياسية، حيث كتب وزير الإعلام السابق في حكومة إقليم بلوشستان، جان أتشكزي، على "إكس": "الهجوم على كابل حدث تاريخي يوجّه رسالة واضحة: على أفغانستان أن تبقى محايدة في الصراعات الإقليمية بين الهند وباكستان".
ورغم الغضب الشعبي والسياسي الواسع في أفغانستان، يرى محللون أن من غير المرجّح أن ترد طالبان عسكرياً على القصف، إذ لم يسبق لها أن واجهت هجمات باكستان السابقة برد مماثل، كما أن قدراتها العسكرية لا تسمح بمواجهة مباشرة مع الجيش الباكستاني.
وكان الجيش الباكستاني شنّ غارات على ولايتي ننغرهار وخوست، شرق أفغانستان، واكتفت وزارة الدفاع التابعة لطالبان بإدانة تلك الهجمات ووصفتها بأنها "وحشية وظالمة"، محذّرة من "عواقب"، لكن لم تتخذ أي إجراء أو رد.
وجاء في بيان الوزارة آنذاك: "أدت الغارات الجوية الباكستانية على الأراضي الأفغانية إلى مقتل مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وهو عمل وحشي لن يفيد أي طرف"، وأضافت وزارة الدفاع في طالبان أن هذه الهجمات "تزيد من العداء بين شعبي البلدين وتزرع الكراهية المتبادلة".
مع ذلك، لم تُقدِم طالبان على أي ردّ عملي على تلك الغارات.
ويرى مراقبون أن القصف الجديد قد يزيد من توتر العلاقات بين طالبان وإسلام آباد، لكنه لن يتحول إلى مواجهة مفتوحة، إذ تتهم باكستان طالبان بإيواء قادة "حركة طالبان باكستان"، في حين تؤكد الأخيرة أنها "لن تمنعهم" ما لم تتلقَّ إنذاراً رسمياً من إسلام آباد.
وفي المقابل، حذّر سياسيون باكستانيون، من بينهم قياديون في حزب حركة إنصاف" بزعامة عمران خان، من أن تصعيد العمليات العسكرية سيؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن في ولايتي خيبر بختونخوا وبلوشستان، معتبرين أن "الحوار مع طالبان الأفغانية هو الحلّ الأفضل، لا القصف العسكري".