القوات الباكستانية وطالبان تتبادلان إطلاق النار مجدداً في قندهار

أفادت مصادر لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" بأن قوات حركة طالبان اشتبكت مجدداً مع حرس الحدود الباكستاني، اليوم الثلاثاء، في منطقة شورابك بولاية قندهار، جنوب أفغانستان.

أفادت مصادر لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" بأن قوات حركة طالبان اشتبكت مجدداً مع حرس الحدود الباكستاني، اليوم الثلاثاء، في منطقة شورابك بولاية قندهار، جنوب أفغانستان.
وأضافت مصادر محلية بأن الطرفين استخدما الأسلحة الخفيفة والثقيلة خلال الاشتباكات، دون ورود معلومات حتى الآن عن الخسائر المحتملة.
ولم تُدلِ حركة طالبان ولا الحكومة الباكستانية بأي تعليق رسمي حتى الآن حول الاشتباكات الأخيرة.
الجدير بالذكر أن هذه الاشتباكات تأتي بعد أيام من مواجهات مسلحة عنيفة بين طالبان والقوات الباكستانية في عدد من المناطق على طول خط ديورند الحدودي، التي اندلعت إثر الغارات الجوية التي شنّها الجيش الباكستاني على العاصمة الأفغانية كابل وولاية بكتيكا شرق أفغانستان، يوم الخميس الماضي.
وأعلنت طالبان الرد على الغارات الباكستانية بعملية عسكرية من ثماني مناطق حدودية استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، يوم السبت الماضي، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحي، فيما أغلقت باكستان المعابر الرئيسية والثانوية مع أفغانستان.

قال وزير الدفاع الباكستاني خواجه محمد آصف إن "التطورات الأخيرة المتعلقة بأفغانستان تعني أن اللاجئين الأفغان الذين أقاموا في بلادنا طوال الخمسين عاماً الماضية يجب أن يعودوا إلى وطنهم".
وأضاف أن اللاجئين الأفغان يسيطرون على قطاعات متعددة من الاقتصاد الباكستاني "من الأفران والنقل والمقاولات إلى مافيا الشاحنات والبناء وغيرها"، واصفاً هذه القطاعات بأنها "العمود الفقري للاقتصاد الباكستاني الذي بات في أيدي الأفغان".
وشدّد خواجه آصف على أن "الحدود بين باكستان وأفغانستان يجب أن تكون كما هي الحدود في بقية دول العالم، ولا يحقّ لأحد عبورها كما يشاء".
تصريحات وزير الدفاع الباكستاني جاءت بعد ساعات من هجمات شنّها مقاتلو حركة طالبان على القوات الباكستانية في عدد من المناطق الجبلية على امتداد خط ديورند.
وكان المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، قد أعلن في مؤتمر صحافي مقتل 58 جندياً باكستانياً في "هجوم انتقامي"، فيما أكدت إسلام آباد مقتل 23 من جنودها، وقالت إنها قتلت "200 من مقاتلي طالبان والعناصر الإرهابية المرتبطة بهم".
ووصفت طالبان الهجوم بأنه "ردّ انتقامي على انتهاك المجال الجوي الأفغاني"، بعد أن اتهمت في وقت سابق باكستان بشنّ غارات داخل أجواء كابل.
في المقابل، قال وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي إن الهجمات الأفغانية كانت "دون سبب" واستهدفت مدنيين، محذّراً من أن بلاده ستردّ على كل هجوم صغير بقوة أكبر.

قال أمير خان متقي، وزير خارجية حركة طالبان، خلال لقائه مع ممثلي الصناعات الهندية، إن حجم التبادل التجاري بين أفغانستان والهند بلغ نحو مليار دولار، مشيرًا إلى أن الظروف مهيأة لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
كما دعا إلى تسهيل منح التأشيرات للتجار الأفغان من أجل زيادة حجم التبادل التجاري.
ووفقًا لوسائل إعلام هندية، صرّح وزير خارجية حكومة طالبان يوم الاثنين، خلال اجتماع مشترك مع أعضاء اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندي في نيودلهي، بأن "السلام والأمن قد ترسخا في أفغانستان، مما يوفر أرضية مناسبة لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين".
وخلال الاجتماع، شدد ممثلو القطاع الخاص الهندي على أن إجراءات منح التأشيرات للتجار وصعوبات نقل البضائع بين البلدين تمثلان من أبرز العقبات التي تعيق التجارة الثنائية.
وطالب المشاركون بمراجعة آلية إصدار التأشيرات وتنظيم أفضل لمسار عبور البضائع (الترانزيت) حتى لا تتعرض المشاريع الاقتصادية للشركات الهندية في أفغانستان للتأخير.
وتعدّ الهند من الشركاء التجاريين الإقليميين الرئيسيين لأفغانستان في السنوات الأخيرة، إلا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تراجعت بعد سقوط الحكومة السابقة ووصول طالبان إلى السلطة.

قال الصحفي الهندي آرپان راي في حديثه مع قناة أفغانستان إنترناشيونال يوم الاثنين إن أمير خان متقي، وزير خارجية حركة طالبان، "كذب علنًا" عندما برّر منع الصحفيات من حضور مؤتمره الصحفي الأول في نيودلهي.
وبحسب قوله، في المؤتمر الأول سمح عناصر الأمن في سفارة طالبان للصحفيين الرجال بالدخول، بينما أُبقيت الصحفيات خارج القاعة. وأضاف راي:
"رجوناهم أن يسمحوا لنا بالدخول لأننا نغطي شؤون أفغانستان، لكنهم رفضوا مجددًا. كنا جميعًا غاضبين ومحبَطين."
وأوضح أن سفارة طالبان اضطرت لاحقًا لدعوة الصحفيات إلى المؤتمر الصحفي الثاني لمتقي، مشيرًا إلى أن الأخير خضع لضغوط الرأي العام والحكومة الهندية، واضطر إلى إشراك النساء الصحفيات لتخفيف الإحراج الذي تسبب به.
وعندما سُئل متقي عن سبب منع النساء من حضور المؤتمر الأول، أجاب بأن ذلك كان نتيجة "خلل فني غير مقصود" وأن قائمة الصحفيين أُعدّت في وقت قصير. إلا أن آرپان راي علّق قائلًا:
"لقد كذب في وجوهنا، كذب بشكل واضح."
وطالب راي الحكومة الهندية بمتابعة واقعة منع دخول النساء إلى المؤتمر الصحفي لوزير خارجية طالبان وطلب توضيح رسمي حول الحادثة.
وأضاف أن متقي كان من المقرر أن يزور تاج محل في مدينة أغرا، غير أن "الزيارة ألغيت بسبب احتجاج الصحفيات". وتابع قائلًا:
"سيدوَّن هذا في كتب التاريخ: في أول مرة تطأ فيها قدم ممثل طالبان الأراضي الهندية، خرق قوانين البلاد ومنع النساء من العمل."
وأشار راي أيضًا إلى أن تصريحات متقي بشأن وضع النساء في أفغانستان لم تكن مقنعة، موضحًا:
"عندما سألناه عن التمييز ضد النساء، قال إن لدينا عشرة ملايين طالب وإن تعليم الفتيات فقط معلَّق. وأضاف: نحن لا ننتهك حقوق أحد. لكن بعد دقائق، سأله أحد الصحفيين: لماذا تكذب؟ فالتعاليم الإسلامية تؤكد على حق النساء في التعليم."
وختم راي حديثه بالقول:
"سنواصل التحدث باسم النساء والفتيات الأفغانيات. لم نحصل على الإجابات اللازمة، وسنطرح هذه الأسئلة مجددًا على طالبان."

أفادت مصادر محلية في مديرية بهرامتش بولاية هلمند لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" بأن ما لا يقل عن سبعة مدنيين قُتلوا في هجوم شنّه الجيش الباكستاني.
وذكرت المصادر من ولاية هلمند أنها أرسلت صورًا وأسماء الضحايا إلى "أفغانستان إنترناشيونال"، مشيرةً إلى أن جميع القتلى من سكان لشكرجاه وهلمند.
وبحسب المصادر، حاولت القوات الباكستانية مبادلة جثث هؤلاء المدنيين بجثث جنديين باكستانيين قُتلا في المنطقة نفسها على يد مقاتلي حركة طالبان.
حتى الآن، لم تُصدر حركة طالبان ولا الحكومة الباكستانية أي تعليق بشأن مقتل هؤلاء المدنيين.
ويأتي هذا الحادث في خضم تصاعد التوتر بين إدارة طالبان وباكستان.
وكان خط ديورند قد شهد مؤخرًا اشتباكات عنيفة بين مقاتلي طالبان وحرس الحدود الباكستانيين، ووصفت هذه الاشتباكات بأنها "أعنف" تبادل لإطلاق النار بين الجانبين خلال السنوات الأربع الماضية.
وبدأت المواجهات، التي وصفتها طالبان بأنها "هجوم انتقامي"، مساء السبت، حيث أعلنت الحركة أنها نفّذت "هجمات انتقامية" ضد القوات الباكستانية على طول خط ديورند، ردًا على الغارات الجوية التي شنّها الجيش الباكستاني الأسبوع الماضي على كابول وولاية پكتيكا.
وأكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، مقتل تسعة من مقاتلي الحركة حتى الآن.
من جهتها، أعلنت باكستان مقتل 23 من جنودها في الاشتباكات مع طالبان، وأضافت أنها قتلت 200 من عناصر طالبان والمقاتلين المرتبطين بها.
بينما ادعى المتحدث باسم طالبان أن عدد القتلى في صفوف الجيش الباكستاني بلغ 58 جنديًا.

قال وزير خارجية حركة طالبان، أمير خان متقي، إنّ تعليم الفتيات في أفغانستان لما فوق الصف السادس "معلّق حتى إشعار آخر"، وأوضح، في مؤتمر صحفي عقده في نيودلهي، أنّ نحو عشرة ملايين تلميذ يدرسون حالياً في أفغانستان، بينهم ما يقارب مليونين وثمانمائة ألف فتاة.
وأضاف وزير خارجية طالبان أنه ناقش خلال زيارته إلى مدرسة "دار العلوم ديوبند" الدينية، إمكانية تبادل الخبرات العلمية بين أفغانستان والمدرسة، المعروفة بتأثر قيادات طالبان بها دينياً.
ومنذ عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس 2021، تواصل الحركة حظر تعليم الفتيات فوق المرحلة الابتدائية رغم الضغوط الدولية المكثفة.
لكن تصريحات وزير خارجية طالبان أثارت موجة انتقادات واسعة في الأوساط الإعلامية الهندية، وقالت الصحفية الهندية سميتا شارما، التي حضرت المؤتمر، إنّ إجابات وزير خارجية طالبان عن وضع النساء في أفغانستان "لم تكن صحيحة"، ووصفت حديثه عن المساواة بين الجنسين بأنه "كذب صريح".
أما سوهاتسيني حيدر، رئيسة تحرير صحيفة "ذا هندو"، فأكدت أنها لم تشهد من قبل مؤتمراً تُطرح فيه أسئلة متكررة على مسؤول من طالبان حول أوضاع النساء، مشيرة إلى أنّ ردود متقي كانت "غامضة وبعيدة عن الواقع"، وأنّ ادعاءه بتمكّن ربع النساء من التعليم "لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة".
كما قالت الصحفية نايانيما باسو إنّ الحكومة الهندية لا تعترف بطالبان رسمياً، "لكن استضافة وفدها في نيودلهي تبعث برسائل مقلقة إلى النساء الأفغانيات والعالم".
وأضافت أنّ تصريحات أمير خان متقي عن تعليم النساء كانت "صادمة"، مضيفة: "يبدو أنهم يظنون أننا لا نعرف ما يجري في أفغانستان".
يُذكر أن سفارة طالبان في نيودلهي منعت الصحفيات الهنديات من حضور المؤتمر الأول يوم الجمعة الماضي، ما أثار احتجاجات واسعة بين الإعلاميين والسياسيين، ودفع وزارة الخارجية الهندية إلى مطالبة وفد طالبان بعقد مؤتمر ثانٍ يسمح فيه للصحفيات بالمشاركة.
واستجابةً لتلك الانتقادات، عقد أمير خان متقي مؤتمراً صحفياً جديداً الأحد، شاركت فيه صحفيات هنديات، وواجه خلاله موجة جديدة من الأسئلة حول حرمان النساء الأفغانيات من التعليم والحقوق الأساسية.




