وقال مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، خلال اجتماع لرؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات في دول رابطة الدول المستقلة بمدينة سمرقند الأوزبكية، إن “عمليات نقل المقاتلين الإرهابيين من الشرق الأوسط إلى أفغانستان بهدف ضمّهم إلى "داعش خراسان" قد تكثّفت في الآونة الأخيرة”، مضيفاً أن “شركات عسكرية خاصة أجنبية تشارك في تمويل هذه الشبكات”.
وأوضح أن هدف قادة داعش هو “اختراق حدود دول آسيا الوسطى”، مشيراً إلى أن فرع "خراسان" للتنظيم أطلق حملات دعائية نشطة عبر الإنترنت باللغات الطاجيكية والقرغيزية والأوزبكية، وللمرة الأولى بالغة الكازاخية.
وأضاف المسؤول الروسي أن التنظيم “يعمل على تجنيد عناصر من المجتمعات المحلية بشكل مباشر”، لافتاً إلى أن “بدعم من أجهزة استخبارات أجنبية، يجري توسيع شبكة معسكرات تدريب المسلحين”.
واعتبر بورتنيكوف أن “تعزيز داعش خراسان يصبّ في مصلحة بعض القوى الخارجية، لأنه يُضعف حركة طالبان ويخلق بؤرة طويلة الأمد للتهديدات الإرهابية على امتداد حدود دول رابطة الدول المستقلة”.
وتابع قائلاً: “استناداً إلى تجربة تمدد داعش في الشرق الأوسط، فإن فرعه الأفغاني يسعى تحت شعار إقامة خلافة عالمية إلى التغلغل في فضاء آسيا الوسطى، ما يجعل ازدياد عدد مواطنينا في صفوف التنظيم أمراً بالغ الخطورة”.
وأكد أن المعلومات التي تم جمعها من العمليات المشتركة بين أجهزة استخبارات دول الرابطة تُظهر أن “العمليات العدوانية لداعش ضد جمهوريات آسيا الوسطى وروسيا في تصاعد مستمر”.
وأشار بورتنيكوف إلى أن “سلطات طالبان في كابل تدرك أيضاً مستوى الخطر الناتج عن تصاعد نشاط فرع خراسان”، داعياً إلى “تعزيز التعاون الاستخباراتي مع طالبان لما فيه مصلحة استقرار المنطقة”.
وختم المسؤول الروسي بأن “تطبيع الوضع في أفغانستان، باعتبارها منطقة تهديد رئيسية لكل آسيا الوسطى، يصب في مصلحتنا المشتركة”، مؤكداً أهمية توسيع التعاون مع طالبان في مكافحة تهريب المخدرات، ولا سيما مع تحوّل المهربين إلى إنتاج المواد المخدرة الصناعية والمنشّطات.
وأضاف أن أجهزة الأمن في دول الرابطة “تمكنت خلال عملياتها الأخيرة من كشف واعتقال 60 عنصراً إرهابياً”.
وكان أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو حذّر في وقت سابق من وجود أكثر من 23 ألف مقاتل من التنظيمات الإرهابية الدولية داخل أفغانستان الخاضعة لسيطرة طالبان.