الجيش الباكستاني: حلّ مشاكل أفغانستان ممكن فقط بوجود حكومة مشروعة

قال الجيش الباكستاني يوم الاثنين إن التوتر الحالي بين أفغانستان وباكستان ناتج عن غياب حكومة شرعية في كابل.

قال الجيش الباكستاني يوم الاثنين إن التوتر الحالي بين أفغانستان وباكستان ناتج عن غياب حكومة شرعية في كابل.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن حل القضايا المتعلقة بأفغانستان لا يمكن أن يتحقق إلا عندما تكون هناك حكومة منتخبة تمثل الشعب الأفغاني تمثيلاً حقيقياً.
وفي مؤتمر صحفي، أشار شريف شودري إلى اتفاق الدوحة بين حركة طالبان والولايات المتحدة، موضحاً أن طالبان تعهدت في ذلك الاتفاق بـ«عقد لويا جرگه وتشكيل حكومة منتخبة»، إلا أن هذا التعهد لم يُنفذ.
وخلال المفاوضات التي جرت في قطر، وعد ممثلو طالبان الوفد الأمريكي بأنهم سيبدؤون «مفاوضات بين الأفغان» مع القوى السياسية بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، غير أن الحركة بعد سقوط حكومة أشرف غني استأثرت بالسلطة بالكامل.
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إن «المفاوضات بين الأفغان أصبحت غير مطروحة بعد سقوط حكومة أشرف غني»، مؤكداً مراراً أن نظام طالبان «يتمتع بشرعية وطنية ودينية».
وحركة طالبان ترفض مبدأ الانتخابات، إذ إن قادتها هم من يختارون زعيم الحركة. كما عقدت طالبان تجمعاً كبيراً لعلماء الدين الموالين لها من أجل مبايعة هبة الله أخوندزاده، زعيم الحركة الحالي، ومنحه الشرعية في الحكم.
كانت باكستان تدعم طالبان الأفغانية في حربها ضد حكومتي كرزاي وغني اللتين وصلتا إلى السلطة عبر الانتخابات. وأعربت إسلام آباد مراراً عن قلقها من العلاقات الوثيقة بين كابل ونيودلهي، مدعيةً أن الهند تستخدم قنصلياتها في أفغانستان لدعم المتمردين البلوش الانفصاليين، وهو اتهام كانت كل من كابل ونيودلهي تنفيانه.
رد حاسم في حال فشل المفاوضات
وقال شودري إن إسلام آباد تسعى إلى حل سياسي للتوتر القائم مع إدارة طالبان بشأن نشاط الجماعات المسلحة الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية، وتفضل حل الخلافات عبر الحوار، «لكن في حال فشل المفاوضات فلدينا خيارات أخرى».
وأضاف المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية في مؤتمره الصحفي في روالبندي أن «الشروط التي تضعها أفغانستان لا أهمية لها، وما يهم باكستان هو إنهاء الإرهاب».
ولم يحدد ما هي الشروط التي طرحتها طالبان، إلا أن مسؤولي الحركة قالوا سابقاً إن على باكستان أن تتفاوض مع حركة طالبان الباكستانية (TTP). ورد المتحدث العسكري بشكل قاطع بأن بلاده ترفض الحوار مع طالبان الباكستانية.
وخلال محادثات الدوحة وإسطنبول، طرحت طالبان أيضاً عدة شروط لتحسين العلاقات مع باكستان، منها: وقف الغارات الجوية على الأراضي الأفغانية، والامتناع عن تعزيز النقاط العسكرية على طول الحدود، وإطلاق سراح عدد من المواطنين الأفغان في باكستان، وإعادة فتح المعابر الحدودية بشكل كامل لحركة الأفراد والتجارة.
وأوضح شودري أن قوات الأمن الباكستانية تنفذ عمليات ضد الجماعات المسلحة، بما فيها حركة طالبان الباكستانية وجيش تحرير بلوشستان، مشيراً إلى مقتل أكثر من 1600 مقاتل حتى الآن.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن «الجيش هو الضامن لأمن باكستان، وليس أفغانستان»، مضيفاً أن إسلام آباد «لم ترحب أبداً بوصول طالبان إلى الحكم في أفغانستان».
وأضاف أن طالبان الأفغانية «أدركت جيداً في المحادثات الأخيرة أنه يتعين عليها منع نشاط الجماعات المسلحة»، مؤكداً أن باكستان «سترد بقوة على أي هجوم يأتي من الأراضي الأفغانية».
كما قال شودري إن تجار المخدرات في أفغانستان يتدخلون في السياسة الداخلية، وإن جزءاً كبيراً من عائدات زراعة وتهريب المخدرات يُستخدم في تمويل الجماعات المتطرفة.
يُذكر أن طالبان والحكومة الباكستانية عقدتا بعد الاشتباكات الحدودية في شهر الماضي جولتين من الاجتماعات في الدوحة وإسطنبول لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار ومنع الهجمات عبر الحدود. ففي الجولة الأولى، التي عُقدت في الدوحة، اتفق الطرفان على وقف فوري لإطلاق النار، وبعد خمسة أيام استؤنفت المفاوضات في إسطنبول لمناقشة آلية مراقبة تنفيذ الاتفاق.