دبلوماسيون باكستانيون: طالبان تهيّئ الطريق بنفسها لسقوط نظامها

قال المبعوث الباكستاني السابق إلى أفغانستان، آصف دراني، إن أداء حركة طالبان يدفع عملياً باتجاه "تغيير النظام" في البلاد.

قال المبعوث الباكستاني السابق إلى أفغانستان، آصف دراني، إن أداء حركة طالبان يدفع عملياً باتجاه "تغيير النظام" في البلاد.
وأوضح آصف دراني خلال ندوة حوارية، أن القوات المعارضة لطالبان تنشط في شمال البلاد وبدخشان، مشيراً إلى وجود معارضة داخلية بين الفئات غير البشتونية.
وأكد دراني أن طالبان أثبتت خلال السنوات الماضية عجزها عن إدارة البلاد والسيطرة عليها، مشيراً إلى فشل الحركة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب.
ولفت إلى تقارير دولية تشير إلى أن حركة طالبان باكستان، التي قال إنها تحظى بدعم من طالبان الأفغانية، باتت تشكّل تهديداً لأمن منطقة جنوب آسيا ووسطها.
وأضاف المبعوث الباكستاني السابق أن سياسات طالبان أدت إلى زيادة عزلتها على المستوى الإقليمي والدولي، وأن تعامل الحركة مع قضية تعليم الفتيات والنساء عمّق هذا العزل.
وأشار إلى أن الجماعات المسلحة المعارضة لطالبان في الشمال، خصوصاً في بدخشان، أصبحت أكثر نشاطاً، وأن استمرار سياسات طالبان قد يعزز من قوتها واتحادها.
وشدد الدبلوماسي السابق على أن باكستان، في ضوء تجاربها السابقة، لا ينبغي أن تتورط في مسألة تغيير النظام في أفغانستان، وهو محور الندوة التي عُقدت بهذا الشأن. وقال أيضاً إن تعامل طالبان مع النساء جعل الحركة “مكروهة عالمياً”.
المقاومة في الشمال مستمرة
من جهته، ذكر السفير الباكستاني السابق في كمبوديا، أمجد علي شير، أن قوات “جبهة الحرية” بقيادة ياسين ضياء تنشط حالياً في شمال أفغانستان وبدخشان. وأشار إلى أهمية بدخشان كونها منطقة متاخمة لحدود الصين وطاجيكستان وباكستان.
وأضاف شير أن محاولات الجماعات المعارضة لطالبان جرى صدّها حتى الآن، “لكن هذا مجرد بداية”، مؤكداً أن الجهود الرامية إلى تغيير النظام “ستستمر ولن تتوقف”.
وفي الأشهر الأخيرة، كثّفت وسائل الإعلام الباكستانية تقاريرها عن احتمال حدوث تغيير للنظام في أفغانستان.
ومع تصاعد التوتر بين الجانبين، بات المسؤولون الباكستانيون يستخدمون تعبير “نظام طالبان” بدلاً من “الحكومة المؤقتة” أو “حكومة طالبان”. كما أكدت إسلام آباد مراراً أن حكومة طالبان تفتقر للشرعية وتستبعد الأقليات والفئات العرقية والنساء من هياكل السلطة.
ودخلت العلاقات بين طالبان وباكستان مرحلة أزمة، بعد فشل ثلاث جولات من المحادثات بينهما. وطالبت باكستان طالبان بضمانات مكتوبة بوقف هجمات حركة طالبان باكستان داخل الأراضي الباكستانية، وإصدار فتوى تحرّم القتال ضد الحكومة الباكستانية، وتسليم قادة الحركة، وهي مطالب رفضتها طالبان التي تصرّ على أن قضية “طالبان باكستان” شأن داخلي لباكستان.
وبعد إغلاق المعابر الحدودية من جانب باكستان، قررت طالبان خفض العلاقات التجارية مع إسلام آباد، وأمرت بوقف استيراد الأدوية من باكستان، وبدأت حوارات مع الهند لإيجاد بدائل للسلع الباكستانية.
مع ذلك، شدد الدبلوماسيون الباكستانيون المشاركون في الندوة على أن الهند لا تستطيع أن تحل محل باكستان اقتصادياً، “لأن الجغرافيا لا يمكن تغييرها”. فالهند لا تملك حدوداً مباشرة مع أفغانستان، وتعتمد في تجارتها مع كابل على موانئ باكستان أو إيران.
وترى طالبان أن ميناء تشابهار يمثّل بديلاً مناسباً، لكن هذا الميناء يخضع لضغوط العقوبات الدولية، مما يعيق توسعه واستخدامه كممر تجاري مستقر.