وأوضح دراني أنه من المبكر الجزم بشأن كيفية انتهاء الأزمة، مضيفاً: «نأمل أن تُحلّ قضية تحريك طالبان باكستان (TTP) عبر تعاون طالبان ومشاركتها في السلطة.»
وأكد أن عناصر TTP يتحركون بحرية داخل الأراضي الأفغانية، وأن عدداً من الأفغان انضموا إلى صفوف هذا التنظيم.
اتهامات مباشرة لطالبان
وبحسب دراني، فإن الهجمات المنطلقة من داخل أفغانستان تجاه باكستان تُسهّلها "طالبان الأفغانية"، لكنه أوضح أن العمليات التي تقع داخل الأراضي الباكستانية "لا صلة لطالبان بها ولا تتم مناقشتها معهم".
وأشار إلى أن أفغانستان شهدت خلال أربعين عاماً تغيرات متكررة في السلطة، مؤكداً أن "حكومة طالبان ليست أبدية".
تأتي تصريحات دراني وسط تدهور غير مسبوق في العلاقات بين الجانبين، عقب إغلاق المعابر الحدودية، وتوقف التبادل التجاري، والضربات الجوية في شرق أفغانستان. وتنفي باكستان تنفيذ ضربات داخل الأراضي الأفغانية، لكنها تؤكد حقها في الرد على الهجمات التي تُشن من داخل أفغانستان.
"تصرفات طالبان تقودهم نحو العزلة والانهيار"
وحمل دراني حركة طالبان مسؤولية التوتر، قائلاً إن دعمها لـ TTP وتجاهلها مخاوف دول المنطقة "يدفعها نحو العزلة والزوال".
وانتقد كذلك الأطراف التي رحبت بعودة طالبان إلى الحكم، معتبراً أنهم "كانوا مخطئين"، كما انتقد الذين يلجؤون حالياً إلى "العداء اللفظي" مع الحركة.
وأكد أن المشكلة الأساسية لباكستان تتمثل في "ضبط TTP"، وهي عملية تحتاج إلى وقت.
ونفى الدبلوماسي السابق دعمه لتغيير النظام في أفغانستان، موضحاً أنه حذّر فقط من أن "سياسات طالبان قد تقودهم إلى ذلك المصير".
كما اعتبر أن من حق أفغانستان بناء علاقات مع أي دولة، بما فيها الهند، لكنه شدد على أن هذه العلاقات يجب ألا تُستخدم "ضد باكستان".
وأضاف أنه في حال تمكن طالبان من ضبط TTP، فإن إسلام آباد مستعدة لإعادة العلاقات إلى «ما كانت عليه سابقاً»، لافتاً إلى أن طالبان الأفغانية وعناصر TTP "متقاربان فكرياً ولا يختلفان كثيراً".
"البشتون جزء أصيل من الواقع الباكستاني"
وردّ دراني على ما يُثار حول التمييز ضد البشتون في خیبر بختونخوا، واصفاً هذه الاتهامات بأنها "ترّهات"، مؤكداً أن جميع القوميات في باكستان تتمتع بحقوق متساوية.
كما نفى وجود رغبة لدى بشتون باكستان في الالتحاق بأفغانستان، قائلاً:
«البشتون في باكستان لا ينظرون إلى أفغانستان كنموذج يُحتذى به، بل العكس هو الصحيح. الغالبية الساحقة منهم لا ترغب بالانضمام إلى أفغانستان. والحدود بين البلدين حدود دولية معترف بها.»
وفي ختام حديثه، جدد دراني التأكيد على أن الأزمة الراهنة "قابلة للحل"، وقال: «هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها باكستان تحديات كهذه، وقد نجحت في حلّها سابقاً وستنجح هذه المرة أيضاً.»