طالبان: أفغانستان لا تواجه نقصاً في الأدوية

قال وزير الصحة في حركة طالبان، نور جلال جلالي، إن وقف استيراد الأدوية من باكستان لم يتسبب في أي نقص داخل أفغانستان، مشيراً إلى أن دولاً عدة قدّمت طلبات لتصدير الأدوية إلى البلاد.

قال وزير الصحة في حركة طالبان، نور جلال جلالي، إن وقف استيراد الأدوية من باكستان لم يتسبب في أي نقص داخل أفغانستان، مشيراً إلى أن دولاً عدة قدّمت طلبات لتصدير الأدوية إلى البلاد.
وأوضح جلالي، خلال مراسم افتتاح مستشفى بسعة 200 سرير في ولاية كنر أمس الجمعة، أن طالبان تحذّر من احتكار الدواء ورفع الأسعار، مؤكداً أن "احتكار وجشع بيع الدواء يُعدّان من الكبائر ولا يجوز السماح بهما".
وتحظر حركة طالبان استيراد الأدوية من باكستان، وتطالب المستوردين بتأمين احتياجات السوق من دول أخرى.
ووقّعت شركات أفغانية وهندية، بحضور مسؤولين من طالبان، عقداً بقيمة 100 مليون دولار لتوريد الأدوية.
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الهندية إرسال 73 طناً من الأدوية المنقذة للحياة واللقاحات والمواد الطبية الأساسية إلى كابل، موضحة أن الشحنة مخصصة للاستجابة العاجلة لاحتياجات القطاع الصحي في أفغانستان.
ومنحت طالبان تجار الأدوية مهلة ثلاثة أشهر لتسوية حساباتهم مع الشركات الباكستانية، مؤكدة أنه بعد انتهاء المهلة لن تُخلي الجمارك الأفغانية أي شحنة دواء مصدرها باكستان.
وتعمل طالبان على تعويض غياب الدواء الباكستاني عبر واردات من الهند وإيران ودول أخرى.

أدانت باكستان يوم الخميس مقتل ثلاثة عمال صينيين يعملون في شركة «شاهين إس إم» لتعدين الذهب في منطقة حدودية بتاجيكستان، وذلك نتيجة هجوم جوي نفذ من أراضي أفغانستان.
وأعلنت وزارة الخارجية التاجيكية أن الهجوم استهدف مقر عمل هؤلاء العمال في منطقة شمس الدين شاهين بولاية ختلان، مؤكدة أن الهجوم تم باستخدام أسلحة نارية وطائرة مسيرة مجهزة بقنابل يدوية، ووصفت الهجوم بأنه عمل «مجموعات إجرامية» في أفغانستان.
ولم تصدر إدارة طالبان أي تعليق على الحادث أو على بيان الحكومة التاجيكية حتى الآن، رغم أن المسؤولين في طالبان كانوا قد وعدوا سابقًا الدول المجاورة بمنع أي هجمات من الأراضي الأفغانية تستهدف مصالحها.
وفي خطوة سياسية مرتبطة بالتوترات الأخيرة بين إدارة طالبان وإسلام آباد، حذرت وزارة الخارجية الباكستانية الصين والدول الأخرى من التهديدات الإرهابية القادمة من أفغانستان تحت سيطرة طالبان، مؤكدة أن استخدام الطائرات المسيرة المسلحة يظهر حجم الخطر وجرأة منفذي الهجوم.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيانها: «بصفتنا دولة مجاورة تعرضت مرارًا لهجمات إرهابية من الأراضي الأفغانية، فإننا نتفهم تمامًا الحزن والأسى الذي يشعر به أصدقاؤنا الصينيون والتاجيكيون». وأضاف البيان أن طالبان يجب أن تتخذ «إجراءات حازمة وصادقة ضد المنفذين والمساعدين والداعمين والممولين للجماعات الإرهابية النشطة في أفغانستان».
يُذكر أن طالبان تنفي وجود جماعات إرهابية في أفغانستان، إلا أن الصين سبق أن رفضت هذه التصريحات خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي، وطالبت في اجتماع عقد في شهر جوزا مع قادة الصين وخمس دول في آسيا الوسطى في كازاخستان، بأن تكون أفغانستان خالية من الجماعات الإرهابية.
حتى الآن، لم تصدر طالبان أي بيان حول ما إذا كانت ستفتح تحقيقاً في الهجوم القادم من أراضيها أم لا.

أعلنت حركة طالبان، في ظلّ تصاعد التوتر مع باكستان، عن تخرّج مئات من عناصر الكوماندوز. وقال نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية خلال مراسم تخريج قوات الكوماندوز بوزارة الدفاع: «لن نسمح لأحد بالاعتداء على أرض أفغانستان، ونحن مستعدون للرد على أي تجاوز».
وحذّر عبد الغني برادر «أعداء» أفغانستان من النظر إلى «أرض البلاد وحرمتها بنظرة عدائية».
وأضاف أنّ حكومة طالبان ملتزمة بـ«احترام الحدود» وبإقامة علاقات متبادلة مع جميع الدول التي تفي بتعهداتها. ووصف قوات الكوماندوز بـ«حُماة الإسلام والوطن».
ورغم حديثه عن الرد على أي اعتداء، لم يسمِّ أي دولة بشكل مباشر. غير أنّ مسؤولي طالبان اتهموا باكستان بالوقوف خلف الغارات الجوية الأخيرة على ثلاث ولايات أفغانية. وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إن الهجمات على ولايات خوست وكونَر وبكتیکا «سيُردّ عليها في الوقت المناسب».
من جانبها، لم تتبنَّ باكستان مسؤولية الغارات الجوية التي استهدفت الولايات الشرقية الثلاث.

انتقد ياسين ضياء، قائد «جبهة الحرية»، التصريحات الأخيرة للرئيس الأفغاني السابق أشرف غني بشأن الأوضاع الجارية في أفغانستان، مؤكداً أنّ القتال الدائر بين قوات المقاومة وحركة طالبان «ليس حرباً للتقسيم»، بل «كفاح مشروع من أجل تحرير البلاد».
وقال ضياء في رسالة نشرها عبر منصة إكس موجهاً كلامه إلى غني: «تحدّثتم في مذكّرتكم الأخيرة عن خطر الحرب والتقسيم، بينما النضال المسلّح للشعب الأفغاني ضدّ نظام طالبان هو حرب عادلة وحق شرعي لأفغانستان».
وكان أشرف غني قد حذّر في تصريحات سابقة من تنامي التوتر بين طالبان وباكستان، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، ومحذّراً من مخاطر «تفكّك» البلاد.
واتّهم ضياء الرئيس السابق بالتقصير في أداء مسؤولياته حين كان القائد الأعلى للقوات المسلحة وحامياً للدستور، مشيراً إلى أنه التزم الصمت خلال السنوات الأربع الماضية تجاه مصير العسكريين السابقين. ووصف ضياء «صمت» غني بأنه شكلٌ من أشكال «التماهي» مع طالبان.
وأضاف رئيس الأركان الأسبق أنّ «هزيمة عام 2021 لم تكن هزيمة عسكرية، بل سياسية، وكان أشرف غني في مقدّمتها»، مؤكداً أنّ القوات المسلحة الأفغانية تعيد تنظيم صفوفها استعداداً لمواجهة طالبان من جديد، وأنه «لا مبرر للقبول بهزيمة 2021».
وختم ضياء بالقول: «سنواصل معركتنا العادلة حتى يتحوّل ذلك الفشل السياسي إلى انتصار كامل للشعب الأفغاني. وفي النهاية سيحقق الشعب النصر ويقرر مصيره بيده.»

أعلنت وزارة الخارجية الطاجيكية، مقتل ثلاثة من مواطني الصين جراء هجوم استهدف مقرّ عمل موظفي شركة استخراج الذهب «شاهين إس–إم» في المنطقة الحدودية التابعة لولاية ختلان، وذلك بعد إطلاق نار واستخدام طائرة مسيّرة مُحمّلة بقنبلة انتحارية.
وقالت الوزارة في بيان إن «الهجوم وقع ليل الخمیس من داخل الأراضي الأفغانية، واستهدف مقر الشركة في منطقة شمس الدين شاهين، مستخدمين أسلحة نارية وطائرة مسيّرة مجهزة بقنبلة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من العاملين الصينيين».
وأدانت طاجيكستان بشدة «الاعتداء على أراضيها» ومقتل المواطنين الصينيين، داعيةً سلطات طالبان في أفغانستان إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة وفعّالة» لضمان الأمن والاستقرار على الحدود المشتركة.
وأشار البيان إلى أنه «رغم الجهود التي تبذلها دوشنبه للحفاظ على الأمن وتعزيز التعاون في المناطق الحدودية، فإن الجماعات الإجرامية داخل الأراضي الأفغانية لا تزال تُواصل أنشطتها لزعزعة الاستقرار».
ولم تصدر الصين ولا حكومة طالبان حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن الهجوم.
في السياق ذاته، وصل وفد من طالبان برئاسة والي بدخشان، محمد إسماعيل غزنوي، إلى طاجيكستان لعقد مباحثات مع كبار المسؤولين الأمنيين، بهدف تعزيز التنسيق في المعابر الحدودية ومناقشة القضايا العالقة بين الجانبين.

أصيب يوم الأربعاء اثنان من عناصر الحرس الوطني الأميركي في حادثة إطلاق نار قرب البيت الأبيض، بعد أن استهدفهما المشتبه به، رحمن الله لكنوال، وهو مواطن أفغاني يبلغ من العمر 29 عاماً.
وذكرت السلطات الأميركية أن لكنوال خدم سابقاً في الجيش الأفغاني، وتم نقله إلى الولايات المتحدة عام 2021 بصفته من المتعاونين مع القوات الأميركية.
وتقول شرطة واشنطن إن المشتبه به نفّذ الهجوم من دون أي احتكاك لفظي، و”نصب كميناً” للجنديين، قبل أن يصيبهما بالرصاص في منطقة الرأس.
وبحسب تقارير إعلامية أميركية، استخدم المهاجم مسدساً تمت مصادرته لاحقاً من قبل فرق التحقيق. كما أكدت السلطات أن رحمن الله لكنوال أصيب بدوره بأربع طلقات نارية، ووُصفت جروحه بأنها “غير قاتلة”، وفق ما نقلته مجلتا “تايم” و”إن بي سي” عن مصادر أمنية.
صديق لكنوال: “لا أصدق ما حدث”
بحسب رواية نشرتها مجلة “تايم” نقلاً عن أحد أصدقائه المقربين، نشأ لكنوال في ولاية خوست شرق أفغانستان، ثم التحق بالجيش الأفغاني، وأمضى جزءاً من خدمته في ولاية قندهار إلى جانب القوات الأميركية الخاصة.
ويقول إن كلاً منهما كان من “الأهداف المباشرة لطالبان” باعتبارهما من المتعاونين مع القوات الأميركية، وإن حياتهما أصبحت في خطر كبير بعد سيطرة طالبان على كابل في عام 2021.
وأضاف في حديثه لشبكة “إن بي سي”: “كنا من الأشخاص الذين كانت طالبان تستهدفهم في أفغانستان. لا أصدق أنه قد يفعل شيئاً كهذا”. وأوضح أن آخر تواصل بينهما كان قبل أشهر، حين علم أن لكنوال يعمل في شركة “أمازون” ضمن برنامج “أمازون فليكس”، حيث يقدّم خدمات توصيل باستخدام مركبته الخاصة. ولم ترد الشركة على طلبات التعليق حتى وقت نشر التقارير.
مدير “سي آي إيه” السابق: تعاون مع الوكالة
وقال رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، جون راتكليف، لقناة “فوكس نيوز” إن المشتبه به كان متعاوناً مع مؤسسات حكومية أميركية في أفغانستان، من بينها وكالة الاستخبارات المركزية.
وأضاف: “بعد الانسحاب الكارثي لإدارة بايدن من أفغانستان، برّرت الحكومة الأميركية في سبتمبر 2021 نقل المشتبه به إلى الولايات المتحدة باعتباره متعاوناً سابقاً مع الحكومة الأميركية، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية، بصفته عضواً في قوة شريكة في قندهار”.
ونقلت شبكة “إن دي تي في” عن مصادر في إدارة طالبان قولها إن لكنوال كان في السابق عضواً في “الوحدة 01”، وهي وحدة من القوات الخاصة التابعة للحكومة الأفغانية السابقة، وكان تدريبها وتجهيزها يجريان بإشراف أجهزة استخبارات أميركية. كما ادعت تلك المصادر أن عدداً من أفراد هذه الوحدة واجهوا في السنوات الأخيرة مشاكل نفسية خطيرة انتهت في حالات معينة بالانتحار أو العنف، وهي ادعاءات لم تؤكدها أي جهات أميركية.
وتقدم تقارير “تايم” و”إن بي سي” صورة متطابقة تقريباً عن حياة لكنوال في الولايات المتحدة؛ إذ تشير إلى أنه استقر بعد وصوله في مدينة بلينغهام بولاية واشنطن، حيث عاش مع زوجته وأطفاله الخمسة.
كيف دخل الولايات المتحدة وما وضعه القانوني؟
تظهر الوثائق الرسمية الأميركية أن نقل رحمن الله لكنوال إلى الولايات المتحدة جرى في سبتمبر 2021 في إطار برنامج “عملية الترحيب بالحلفاء” المخصص لإجلاء المتعاونين الأفغان “المعرّضين للخطر”.
وبحسب وزارة الأمن الداخلي الأميركية، تم قبوله عند وصوله بصفة “قبول إنساني” يمنحه إقامة مؤقتة وحقاً محدوداً في العمل. وذكرت شبكة “سي إن إن” أن لكنوال تقدّم بطلب اللجوء عام 2024، وحصل عليه رسمياً في أبريل 2025، ليصبح مقيماً شرعياً في الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت.
وبعد حادثة إطلاق النار، أعلنت دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية وقف جميع طلبات الهجرة المتعلقة بالمواطنين الأفغان “حتى إشعار آخر”، وهي خطوة ربطتها وسائل إعلام أميركية مباشرة بقضية لكنوال، الأمر الذي أثار غضب منظمات حقوق المهاجرين الأفغان.
وتقول السلطات الأميركية لمكافحة الإرهاب إن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يتعامل مع الحادثة باعتبارها “عملاً إرهابياً محتملاً”، بينما لم تُحدد بعد الدوافع التي قادت إلى الهجوم. كما أكدت الجهات الأمنية عدم وجود أي مشتبه به آخر، وأن رحمن الله لكنوال كان المنفذ الوحيد للحادثة.




