وخلال كلمة ألقاها في مدرسة دينية جهادية بولاية بكتيكا، قال عبد الكبير إن من أبرز مطالب طالبان «عدم تدخل العالم في إدارة شؤونها»، مؤكداً أنه إذا كان المجتمع الدولي يرغب في التفاهم مع طالبان، وأن «لا تأتيه مشكلات من أفغانستان»، فعليه هو الآخر القبول بالحكام الحاليين في كابل.
وفي إشارة إلى مطالب المجتمع الدولي خلال السنوات الأربع الماضية، قال المسؤول في طالبان: «لا يمكننا، من أجل إرضائكم، أن ننقص آية واحدة من القرآن الكريم، أو أن نُدخل اليهودية أو النصرانية في قوانيننا».
ويطالب المجتمع الدولي طالبان بشكل مستمر باحترام حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق النساء والفتيات، وضمان حقوق القوميات والأقليات الدينية والعرقية، إضافة إلى تشكيل حكومة شاملة. غير أن طالبان تصف هذه المطالب دوماً بأنها «تدخل في الشؤون الداخلية» لأفغانستان.
ومؤخراً، جدّد عدد من الدول، خلال جلسات مجلس الأمن الدولي، التأكيد على ضرورة احترام حقوق الإنسان وتشكيل حكومة جامعة في أفغانستان.
وفي جانب آخر من حديثه، تطرق عبد الكبير إلى التوترات الأخيرة بين طالبان وباكستان، قائلاً إن «الأعداء مستاؤون لأن أفغانستان لا تشهد حرباً عرقية أو فصائلية»، على حد تعبيره، مضيفاً أن خصوم طالبان غير راضين عن حالة الهدوء في البلاد.
ومن دون أن يذكر باكستان بالاسم، دعا عبد الكبير الدول إلى احترام سيادة أفغانستان وعدم انتهاك أراضيها.
انتقادات لسياسات ترحيل المهاجرين
كما وجّه وزير شؤون اللاجئين في طالبان انتقادات حادة لسياسات ترحيل اللاجئين في دول الجوار، مؤكداً أن المهاجرين الأفغان «ليسوا عبئاً على أي دولة». ورداً على تصريحات لمسؤولين إيرانيين وباكستانيين، قال: «المهاجرون يعملون ويتعبون، ولا يمارسون السرقة أو التسول».
ودعا عبد الكبير اللاجئين الأفغان إلى عدم القبول بما وصفه بـ«ذلّ الغربة»، والعودة إلى البلاد.
وفي جزء آخر من كلمته، شدد على أن طالبان لا يمكن تقسيمها على أسس جغرافية أو مناطقية، قائلاً إنها ليست «بكتيكاوية أو قندهارية أو شمالية أو جنوبية».
وخاطب عبد الكبير الدول التي وصفها بـ«الأعداء» قائلاً: «لا تضيعوا وقتكم في هذه المحاولات. الولايات المتحدة لم تستطع خلال 20 عاماً، رغم المال وإنفاق الدولارات، أن تزرع الخلاف بيننا، فكيف ستنجحون وأنتم تعانون من الفقر وقلة الإمكانات؟».