إدارة ترامب تتراجع عن شرط رفض مقاطعة إسرائيل مقابل تمويل الكوارث
في تحوّل ملحوظ في نهجها تجاه القضايا المرتبطة بإسرائيل، ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب شرطاً مثيراً للجدل كان يربط بين تمويل الطوارئ الفيدرالي وموقف الولايات والمدن الأميركية من مقاطعة الشركات الإسرائيلية.
الوثائق الرسمية التي ظهرت يوم الإثنين أظهرت أن وزارة الأمن الداخلي الأميركية قامت بحذف بند من موقعها الإلكتروني كان يُلزم الولايات بتأكيد عدم انخراطها في مقاطعة الشركات الإسرائيلية، كشرط للحصول على منح تتعلق بالتأهب للكوارث.
هذا الشرط، الذي كان يُطبّق على مساعدات تصل إلى 1.9 مليار دولار، شمل مجالات حيوية مثل شراء معدات البحث والإنقاذ، ودفع أجور العاملين في خدمات الطوارئ، إضافة إلى تزويد مرافق البنية التحتية بأنظمة كهرباء احتياطية.
الخطوة تأتي في وقت تُتهم فيه إدارة ترامب باتباع سياسة صارمة تجاه المؤسسات والجهات التي تتبنى مواقف تنتقد إسرائيل أو تدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS). وقد أثار هذا النهج جدلاً واسعاً، لا سيما في الأوساط الأكاديمية والحقوقية داخل الولايات المتحدة.
وتُعد حملة المقاطعة من أبرز أشكال الضغط السلمي على إسرائيل، وتستهدف سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد لقيت زخماً جديداً في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل.
صورة من التظاهرات الأسبوعية في نيويورك
ويأتي التراجع عن هذا الشرط في وقت تشهد فيه الجامعات الأميركية ونقابات الطلبة تصاعداً في الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية، حيث طالبت حركات طلابية مؤثرة في جامعات مثل هارفارد وكولومبيا بوقف الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل، في إطار حملة أوسع لمساءلة سياسات الاحتلال.
ورغم أهمية التراجع، تُشير تقارير إلى أن تأثيره العملي قد يكون محدوداً، خاصة وأن أكثر من 30 ولاية أميركية لا تزال تطبق قوانين ضد حركة المقاطعة، مما يعكس انقساماً أميركياً مستمراً بين المستويين الفيدرالي والمحلي في التعامل مع ملف إسرائيل وفلسطين.
كشفت وكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة ورواندا توصلتا إلى اتفاق يقضي باستقبال كيغالي لعشرات المهاجرين الذين تقرر ترحيلهم من الأراضي الأميركية، في خطوة تعكس تصعيداً في سياسات إدارة ترامب تجاه الهجرة غير النظامية.
وبحسب ما نقلته الوكالة عن مسؤولَين رواندي وأميركي، فقد تم توقيع الاتفاق في شهر يونيو الماضي في العاصمة الرواندية كيغالي. ووفقاً للاتفاق، ستستقبل رواندا ما يصل إلى 250 مهاجراً من الذين صدر بحقهم قرار ترحيل من الولايات المتحدة.
وقالت يولاندي ماكولو، المتحدثة باسم الحكومة الرواندية، إن بلادها وافقت على هذه الخطوة "انطلاقاً من قِيَمها المجتمعية التي تقوم على الاندماج وإعادة التأهيل"، مضيفة: "كل أسرة في رواندا مرت يوماً بتجربة النزوح، ونحن نعي تماماً معاناة اللاجئين".
وذكرت ماكولو أن رواندا تلقت بالفعل "قائمة أولية من 10 أسماء لدراستها والموافقة عليها"، مؤكدة أن لكل حالة فردية سيتم اتخاذ قرار بشأن قبولها من عدمه، ضمن صلاحيات الحكومة الرواندية.
وأوضحت أن من يتم قبولهم سيحصلون على خدمات تشمل التدريب المهني، والرعاية الصحية، والمساعدات الأساسية للبدء بحياة جديدة في رواندا، كما سيُمنحون فرصة للمساهمة في ما وصفته بـ"أحد أسرع الاقتصادات نمواً في إفريقيا خلال العقد الماضي".
ويأتي هذا الاتفاق في إطار خطة أوسع لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تهدف إلى ترحيل ملايين المهاجرين غير القانونيين إلى دول ثالثة. وكانت إدارة ترامب قد رحّلت في وقت سابق مهاجرين إلى جنوب السودان وإسواتيني (المعروفة سابقاً بسوازيلاند)، ضمن توجهاتها المشددة في ملف الهجرة.
أعلنت وزيرة الدفاع الهولندية، روبن بروخلمانس، أن بلادها ستكون أول دولة تساهم في آلية التمويل الجديدة التي أطلقها حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحت اسم "قائمة أولويات أوكرانيا"، والمخصصة لتأمين احتياجات كييف من الأسلحة والذخائر.
وكتبت الوزيرة، يوم الإثنين، عبر منصة "إكس"، أن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى أنظمة دفاع جوي وذخيرة، وأن هولندا ستبدأ المساهمة من خلال دفع 500 مليون يورو (ما يعادل 578 مليون دولار).
وقالت وزارة الدفاع الهولندية إن هذه الآلية الجديدة تتيح لأوكرانيا الاستفادة من مخزونات الأسلحة الأميركية، شرط أن يتم تغطية تكاليفها من قبل دول حليفة ضمن الناتو.
ووفقاً للوزارة، فإن الولايات المتحدة ستقدم حزم دعم عسكري بقيمة تقديرية تصل إلى 500 مليون دولار، تشمل معدات للدفاع الجوي وذخائر ومستلزمات عسكرية أساسية تتوافق مع احتياجات أوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قد أعلن الشهر الماضي أن بلاده ستواصل تزويد أوكرانيا بالسلاح، لكن على الدول الأوروبية دفع تكاليف تلك المعدات، متهماً الإدارات السابقة بانتهاج دبلوماسية "غبية" يجب تجاوزها.
من جهته، أشاد الأمين العام للناتو، مارك روته، بهولندا لدورها "الرائد في تحويل المبادرة إلى دعم ملموس"، مؤكداً أنه وجّه رسائل إلى جميع دول الحلف لحثها على المشاركة في هذه الآلية الجديدة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن السفير الأميركي لدى الناتو، ماثيو ويتاكر، قوله إن مزيداً من الدول يُتوقع أن تعلن قريباً مساهماتها المالية لتوفير الأسلحة الأميركية لأوكرانيا، مضيفاً: "نحن نتحرك بأقصى سرعة ممكنة".
السفير الأميركي لدى الناتو، ماثيو ويتاكر
وجود المرتزقة الأجانب في الحرب
وفي سياق ميداني، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، عن وجود مرتزقة أجانب في صفوف القوات الروسية المقاتلة في منطقة خاركيف، شمال شرق البلاد.
وقال زيلينسكي، عقب زيارته لخطوط القتال الأمامية، إن الجيش الأوكراني رصد مقاتلين من الصين، طاجيكستان، أوزبكستان، باكستان وعدة دول أفريقية، مضيفاً: "نتحدث مع القادة عن الوضع الميداني والدفاع عن مدينة فوشانسك، ونواجه أنواعاً متعددة من المرتزقة، وسنرد على ذلك".
فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا
وسبق لزيلينسكي أن تحدث عن وجود جنود من كوريا الشمالية في ساحة المعركة، وقال إن هناك تقارير تؤكد أن بعض هؤلاء الجنود أُعدموا، وأن روسيا تبذل كل جهدها لمنع وقوعهم أسرى بيد القوات الأوكرانية.
عبّر مسؤول بارز في وزارة الداخلية الباكستانية عن قلق بلاده من تزايد الهجمات في إقليمي خيبر بختونخوا وبلوشستان، مطالباً حركة طالبان في أفغانستان بالتعاون مع الحكومة الباكستانية لضمان أمن المنطقة.
وقال طلال شودري، نائب وزير الداخلية الباكستاني، خلال مؤتمر عُقد يوم الإثنين في العاصمة إسلام آباد، إن الهجمات الإرهابية في المناطق الحدودية شهدت تصاعداً ملحوظاً، مؤكداً أن قوات الأمن تكبّدت خسائر بشرية كبيرة نتيجة لذلك.
وشدد شودري على أن "قوات الأمن لا يمكنها التصدي بفعالية لهذه التهديدات من دون دعم سياسي كامل من الحكومة"، مشيراً إلى أن التحديات الأمنية تتطلب تنسيقاً أكبر على المستوى الإقليمي.
وفي حديثه عن العلاقات مع طالبان، قال: "نحن جيران وإخوة، وقدّمنا تضحيات كبيرة في سبيل السلام في أفغانستان. وحان الوقت لكي تتحمل أفغانستان مسؤولياتها أيضاً".
وأضاف أن أكثر من 90 ألف مواطن باكستاني قُتلوا حتى الآن نتيجة الهجمات الإرهابية، محذّراً من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى تداعيات تتجاوز حدود باكستان.
وتتهم الحكومة الباكستانية طالبان الأفغانية بتوفير ملاذات آمنة لعناصر "تحريك طالبان باكستان" التي تشن هجمات داخل الأراضي الباكستانية، إلا أن حركة طالبان تنفي هذه الاتهامات بشكل متكرر.
حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الإثنين، من أن أفغانستان تشهد حالياً أشد موجة من سوء تغذية الأطفال في تاريخها، مشيراً إلى الحاجة الملحّة لتوفير 539 مليون دولار لدعم العائلات الأكثر هشاشة في البلاد.
وأفاد البرنامج أن نحو ربع سكان أفغانستان، أي ما يقرب من 10 ملايين شخص، يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي، مضيفاً أن طفلاً من كل ثلاثة أطفال يعاني من اضطرابات في النمو الجسدي.
وأشار التقرير إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لتفاقم أزمة سوء التغذية خلال العامين الماضيين هو تراجع حجم المساعدات الغذائية الطارئة، نتيجة انخفاض تمويل الجهات المانحة الدولية.
وفي هذا السياق، لفت البرنامج إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوقفت المساعدات الغذائية لأفغانستان في شهر أبريل الماضي، علماً أن الولايات المتحدة كانت أكبر جهة مانحة لبرنامج الأغذية العالمي عام 2024، إذ ساهمت بنحو 4.5 مليار دولار من أصل 9.8 مليار دولار تلقاها البرنامج.
كما أشار التقرير إلى أن عودة أعداد كبيرة من اللاجئين الأفغان من دول الجوار ساهمت في تعقيد الأزمة الغذائية. وذكر أن 60 ألف أفغاني عادوا من إيران خلال الشهرين الماضيين فقط، وقد تمكن البرنامج من تقديم المساعدة لهم، لكنه يعاني حالياً من نقص حاد في التمويل اللازم لتغطية جميع العائدين.
وأوضح ضياء الدين صافي، مسؤول الاتصال في برنامج الأغذية العالمي، في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس"، أن البرنامج يحتاج إلى 15 مليون دولار إضافية لتلبية احتياجات العائدين من إيران، وإلى 539 مليون دولار لتأمين المساعدات للفئات الضعيفة في عموم البلاد حتى شهر يناير المقبل.
من جانبها، أعربت سلطات طالبان عن قلقها من تداعيات التغير المناخي على حياة المواطنين، حيث أشار مطيع الله خالص، رئيس الهيئة الوطنية لحماية البيئة، إلى أن الجفاف، ونقص المياه، وتقلص الأراضي الصالحة للزراعة، والسيول المفاجئة، ألحقت أضراراً جسيمة بمعيشة السكان واقتصاد البلاد.
اتهم كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيفن ميلر، الحكومة الهندية بأنها تساهم في تمويل الحملة العسكرية الروسية ضد أوكرانيا من خلال شراء النفط من موسكو.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الضغوط الأميركية على نيودلهي لوقف تعاونها النفطي مع روسيا. وقال ستيفن ميلر، خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، الأحد، إن "ما أعلنه ترامب بشكل واضح هو أن استمرار الهند في شراء النفط من روسيا لدعم هذه الحرب أمر غير مقبول".
الهند في صدارة مستوردي النفط الروسي وأضاف ميلر: "سيُصدم كثيرون عندما يعلمون أن حجم واردات الهند من النفط الروسي بات يقارب ما تستورده الصين، هذا في الواقع مذهل للغاية". ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي بشكل لافت، وأصبحت تمثل اليوم أكثر من ثلث إجمالي واردات الهند النفطية، بعد أن كانت أقل من 1٪ قبل الحرب. وتشير التقديرات إلى أن الهند تستورد يومياً أكثر من مليوني برميل من النفط الخام من روسيا، مما يجعلها ثاني أكبر مستورد للنفط الروسي بعد الصين.
ولم تصدر السفارة الهندية في واشنطن أي تعليق رسمي حتى الآن على تصريحات ميلر.
ويُعد ستيفن ميلر أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في دائرة ترامب، وكان يشغل منصب نائب رئيس موظفي البيت الأبيض خلال ولايته الأولى. وتُعتبر هذه التصريحات من بين أشد الانتقادات العلنية التي يوجهها مسؤول رفيع في إدارة ترامب ضد أحد أبرز شركاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وكانت مصادر حكومية هندية أفادت في وقت سابق بأن نيودلهي ستواصل شراء النفط من روسيا رغم التهديدات الأميركية.
تصعيد تجاري أميركي ضد الهند وبالتزامن مع تصاعد التوتر بين واشنطن ونيودلهي، فرضت الولايات المتحدة، اعتباراً من 1 أغسطس، رسوماً جمركية بنسبة 25٪ على واردات بعض السلع الهندية، في خطوة اعتبرتها الإدارة الأميركية رداً على استمرار الهند في شراء الطاقة والأسلحة من روسيا. كما هدّد ترامب مؤخراً بفرض تعرفة جمركية بنسبة 100٪ على واردات الولايات المتحدة من الدول التي تواصل استيراد النفط الروسي، ما لم تتوصل موسكو إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا.
رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة
ورغم هذه التهديدات، شدد ميلر على أن ترامب يعتبر علاقته مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "علاقة ممتازة". ويعتقد بعض المحللين أن هذه الضغوط قد تكون جزءاً من تكتيكات تفاوضية في سياق المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة والهند للتوصل إلى اتفاق تجاري ثنائي. واللافت أن دولًا كالصين وتركيا، وهما من كبار مستوردي النفط الروسي، لم تواجه تهديدات مماثلة من جانب واشنطن حتى الآن.