وأوضحت المصادر أن طالبان الأفغانية تتعرض حالياً لضغوط بسبب سوء إدارة هذه المساعدات، خاصة ما يتعلق بإسكان عائلات طالبان باكستان في ولاية غزني، جنوب شرق أفغانستان.
وجاء تعليق الدعم بعدما امتنعت طالبان عن تقديم أي كشف مالي أو تفاصيل حول عملية النقل والإسكان.
وكانت إحدى دول المنطقة منحت لطالبان، في إطار مشروع تجريبي، مبلغ 6 ملايين دولار لإسكان نحو ألفَي عائلة من حركة طالبان باكستان، إلا أن استمرار الدعم بات مشروطاً بمستوى الشفافية والمحاسبة الذي تقدمه الحركة.
ووفق المعلومات، قامت طالبان بنقل عشرات العائلات من "مخيمات غلن" في ولاية خوست، ومن مناطق حدودية في ولاية بكتيكا، إلى مخيمات اللاجئين في غزني، وخصصت لكل فرد من هذه العائلات مبلغاً شهرياً يصل إلى 40 دولاراً.
وكانت طالبان قد طلبت سابقاً من باكستان دعم خطة لنقل مقاتلي طالبان باكستان من الولايات الشرقية والجنوبية إلى مناطق أخرى داخل البلاد. لكن، بحسب المصادر، لم تنجح في كسب دعم المجتمع الدولي لتنفيذ هذا المشروع.
ويُعتقد أن مقاتلي طالبان باكستان يتركزون حالياً في ولايات ننغرهار، خوست، بكتيا، بكتيكا وكنر.
ورغم تعهد طالبان بنقلهم إلى ولايات غزني وهلمند، ومناطق شمال أفغانستان، إلا أن المقاتلين الباكستانيين رفضوا مغادرة تلك المناطق.
وفي وقت سابق، ناقش وزير الدفاع في طالبان محمد يعقوب مجاهد هذه القضية مع مسؤولين باكستانيين.
وتشير المعلومات إلى أن باكستان كانت تدرس خطة لإسكان العائلات بتكلفة 30 مليار روبية، لكنها تراجعت بسبب عدم الثقة بقيادة طالبان.
وكشف وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف أن طالبان طالبت بـ10 مليارات روبية مقابل نقل طالبان باكستان بعيداً عن المناطق الحدودية، لكنها لم تقدم أي ضمانات بعدم عودة المقاتلين إلى داخل باكستان.
وتتّهم إسلام آباد حركة طالبان الأفغانية بإيواء مقاتلي طالبان باكستان والانفصاليين البلوش، وتقول إن جزءاً من قيادة طالبان الأفغانية يتعاون مع طالبان باكستان.
وكان من المقرر طرح ملف إعادة التوطين خلال زيارة مرتقبة لوزير خارجية طالبان أمير خان متقي إلى إسلام آباد، لكن مجلس الأمن الدولي رفض منحه الإذن بالسفر، ويُقال إن الرفض جاء نتيجة ضغوط أميركية، إذ لا يزال متقي خاضعاً للعقوبات الدولية ويحتاج إلى استثناء خاص للسفر.
وفي عام 2023، أكدت مصادر من داخل حركة طالبان لقناة "أفغانستان إنترنشيونال" للمرة الأولى، أن اتفاقاً جرى مع باكستان بشأن نقل عناصر طالبان باكستان إلى شمال أفغانستان.
وتُقدّر السلطات الباكستانية عدد مقاتلي طالبان باكستان داخل الأراضي الأفغانية بنحو 6 آلاف عنصر.
ونفّذ الجيش الباكستاني عدة ضربات جوية ضدهم، كان آخرها يوم الثلاثاء حين قصفت الطائرات مواقع للحركة في ولايتي خوست وننغرهار، ما دفع طالبان إلى تحذير باكستان من "عواقب" هذه الهجمات، واستدعاء السفير الباكستاني في كابل، في حين لم تُصدر إسلام آباد أي تعليق رسمي حتى الآن.