رغم "العفو العام".. طالبان تواصل ملاحقة العسكريين السابقين في أفغانستان

أفادت مصادر خاصة لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" أنّ حركة طالبان أقدمت مجدداً على اعتقال العسكريين السابقين فريد سيدخيلي وبرويز سيدخيلي في العاصمة كابل.

أفادت مصادر خاصة لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" أنّ حركة طالبان أقدمت مجدداً على اعتقال العسكريين السابقين فريد سيدخيلي وبرويز سيدخيلي في العاصمة كابل.
وكان فريد يشغل منصب قائد لواء، فيما تولّى برويز قيادة كتيبة للجيش في ولاية بغلان.
ووفقاً للمصادر، فإن جهاز استخبارات طالبان نقل المعتقلين إلى جهة مجهولة عقب توقيفهما، حيث جرى اعتقال فريد يوم الجمعة من منزله في المنطقة التابعة للدائرة الحادية عشرة، بينما اعتُقل برويز مساء الخميس من أحد المستشفيات في الدائرة الرابعة بكابول، بعد أيام قليلة من عودته من إيران إثر ترحيله منها.
المصادر أشارت إلى أنّ عائلات الرجلين لا تملك حتى الآن أي معلومات عن مصيرهما، مؤكدة أنّ طالبان قامت أيضاً بتفتيش منزليهما واعتقلت شقيق برويز سيدخيلي.
يُذكر أنّ الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن اعتقلت طالبان الرجلين في مطلع عام ۲۰۲۲، وأطلقت النار عليهما، ما أسفر عن إصابة برويز بجروح. وتوضح المعطيات أنّ فريد بقي في البلاد بعد إعلان "العفو العام"، فيما كان برويز قد غادر إلى إيران قبل ستة أشهر ليُرحَّل مؤخراً ويعود إلى أفغانستان.

حذّر حاكم طالبان في ننغرهار، ملا نعيم آخوند، المنظمات الإغاثية من تصوير النساء، ودعاها للالتزام بالقيم الإسلامية والأفغانية عند توزيع المساعدات.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحاكم طالبان في ننغرهار، اليوم السبت، أن "المنظمات الإغاثية مطالبة بشدة بعدم تصوير النساء أثناء توزيع المساعدات على المتضررين من الزلزال".
ولم يوضح البيان المقصود بـ"حساسيات المجتمع"، لكن القيود المفروضة بموجب قانون "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذي تطبقه حركة طالبان، جعلت من الصعب على العاملين الإغاثيين الوصول إلى النساء أو تقديم المساعدة لهنّ.
ويُسجَّل حضور ضعيف للنساء في فرق الإغاثة المتجهة إلى ولايتي كنر وننغرهار، بسبب السياسات التي تمنع عمل النساء وتقيّد حركتهن.
وبموجب القوانين المفروضة من طالبان، لا يُسمح للرجال من غير المحارم بتقديم المساعدة للنساء أو الحديث معهن، ما جعل من المستحيل عملياً إيصال الإغاثة إلى النساء دون وجود كادر نسائي.
وفاة نساء حوامل بسبب نقص الكوادر الطبية النسائية
وكشفت مصادر محلية في ولاية كنر لقناة "أفغانستان إنترناشيونال"، أن ست نساء حوامل فارقن الحياة منذ وقوع الزلزال، بسبب نقص العاملات الصحيات وعدم توفّر التجهيزات الطبية اللازمة في مستشفيات الولاية.
وبحسب المصادر، فإن المساعدات الأولية، وخصوصاً الصحية، لم تصل بعد إلى العديد من المناطق المتضررة، رغم الوعود المتكررة، ويواجه السكان ظروفاً إنسانية صعبة.
"حساسيات طالبان" تمنع إنقاذ النساء
وأشار عدد من السكان المحليين إلى أن القيود الصارمة التي تفرضها حركة طالبان تسببت في إعطاء الأولوية لعلاج الرجال على حساب النساء، ما جعل الكثير من النساء غير قادرات على التعبير عن احتياجاتهن الصحية أو الحصول على الرعاية اللازمة.
وقال أحد العاملين في القطاع الصحي بولاية كنر لـ"أفغانستان إنترناشيونال"، إن "عدد فرق الإغاثة النسائية قليل جداً، وقد توفيت العديد من النساء لأن الرجال لم يُسمح لهم بانتشالهن من تحت الأنقاض. وفي اليوم الثالث بعد الزلزال، اضطرت بعض العائلات إلى إرسال نساء مدرَّبات على التوليد إلى المناطق المتضررة للمساعدة".
وحذّر ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفغانستان من أن القيود المفروضة على عمل النساء تُعيق بشكل مباشر جهود التعافي في أعقاب الزلزال.

اعترف عرفان بهاتي، المواطن النرويجي المتهم بالمشاركة في هجوم مسلح استهدف مهرجاناً للمثليين في أوسلو عام 2022، بأنه سبق أن بايع حركة طالبان قبل 13 عام، وجدّد بيعته لاحقاً، دون أي يقدم أي تفاصيل.
وقال عرفان بهاتي، البالغ من العمر 48 عاماً، أمام المحكمة في العاصمة النرويجية يوم الجمعة، إنه أدى قسم الولاء لطالبان عام 2012 أثناء وجوده في أفغانستان وباكستان، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام المحلية.
وأضاف أنه جدد بيعته في السنوات التالية، لكنه رفض الإفصاح عن توقيت آخر مبايعة له، مكتفياً بالقول: "في كل الأحوال، المبايعة لا تزال سارية".
وخلال الاستجواب الذي أجراه المدعي العام النرويجي، أقرّ بهاتي بأنه حاول نشر مبايعة المتهم الثاني في القضية، زانيار متاع بور، لتنظيم داعش، عبر تسليمها لشخص كان يظنه ممثلاً للتنظيم، وتبين لاحقاً أنه عنصر في جهاز الاستخبارات النرويجي، لكنه نفى أن تكون له صلة مباشرة بداعش.
كما رفض عرفان بهاتي الإجابة على سؤال مباشر حول ما إذا كان قد شارك في القتال داخل أفغانستان.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن بهاتي متهم بلعب دور رئيسي في الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح بالغة في أوسلو.
كما يواجه اتهامات بمحاولة تشكيل جماعة إرهابية، على خلفية مشاركته في محادثات عبر تطبيق "تلغرام" تضمنت خططاً لهجمات، قال إنها "لم تكن جدية".
الجدير بالذكر أن عرفان بهاتي، المولود في أوسلو لأبوين باكستانيين مهاجرين، عُرف بنشاطه بين المتطرفين خلال السنوات الماضية، كما سبق أن تورط في أنشطة إجرامية ضمن عصابات محلية.
وكانت السلطات النرويجية تمكنت من استعادته من باكستان إلى أوسلو في مايو من العام الماضي، بناءً على طلب رسمي من الشرطة، لمواصلة التحقيق في القضية.

رفضت الحكومة البريطانية طلب اللجوء الذي تقدم به وزير الصحة الأفغاني السابق، فيروز الدين فيروز، الذي يعيش حالياً في أحد مساكن اللاجئين في بريطانيا منذ مغادرته البلاد بعد سيطرة حركة طالبان عام 2021.
وفي تصريحات لصحيفة "ديلي ميل"، قال فيروز الدين فيروز إنه قدّم اعتراضاً رسمياً على القرار، ويأمل بإعادة النظر فيه قريباً.
وكان الوزير السابق وصل إلى بريطانيا عبر تركيا، بعد مغادرته أفغانستان، حيث عمل سابقاً كجرّاح على مدى تسع سنوات، ثم تولى وزارة الصحة بين عامي 2015 و2020.
الجدير بالذكر أن فيروز الدين فيروز نال عام 2019 جائزة "أفضل وزير صحة في العالم"، خلال القمة العالمية للحكومات في دبي.
وعبّر الوزير السابق عن أمله في أن يُسهم بخبراته في دعم منظومة الصحة البريطانية، والمجالس المحلية، والمنظمات الخيرية التي تقدم المساعدة للمشردين.
كما يشارك حالياً في أنشطة اجتماعية تطوعية مع منظمات محلية، مؤكداً أن على طالبي اللجوء الاندماج في المجتمع لفهم ثقافته وقيمه.
ورغم أن بريطانيا منحت حق اللجوء لعشرات الآلاف من الأفغان الذين تم إجلاؤهم بعد سقوط كابل، فإن وزير الصحة السابق فيروز الدين فيروز لم يكن من بين المستفيدين من برنامج الإجلاء الرسمي الذي خُصص للموظفين السابقين والمتعاونين مع الحكومة البريطانية.
وتواجه الحكومة البريطانية ضغوطاً داخلية متزايدة من الناخبين المعارضين لاستقبال مهاجرين، لاسيما القادمين عبر طرق غير نظامية كالقنال الإنجليزي.
ويعيش فيروز حالياً في فندق يتعرّض لاحتجاجات أسبوعية مناهضة للمهاجرين، وأفاد لصحيفة "ديلي ميل" بأن المحتجين وصفوه بـ"الشيطان"، وطالبوه بمغادرة بريطانيا.
ولم تُقدّم السلطات البريطانية توضيحاً رسمياً لأسباب رفض طلب لجوء الوزير الأفغاني السابق، رغم مكانته البارزة في الحكومة السابقة.

رغم مرور نحو أسبوع على الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان، لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض، وسط نقص حاد في فرق الإنقاذ والمساعدات، خصوصاً في المناطق الجبلية والنائية بولاية كنر.
وأكد عدد من السكان في مديرية نورغل أن جثث أقاربهم لم تُنتشل بعد، بسبب ضعف الإمكانيات ونقص الكوادر الطبية، مشيرين إلى أن فرق الإنقاذ والطواقم الصحية "قليلة جداً"، فيما لا يزال العشرات تحت الركام.
وقال رجل مسن من المنطقة لصحيفة "الغارديان": "فقد الناس منازلهم، وليس لديهم حتى أواني للطهي. نحتاج إلى مزيد من الأطباء، وهناك مصابون لا يزالون تحت الأنقاض".
وبحسب إحصاءات حركة طالبان، أسفر الزلزال الذي وقع يوم الأحد الماضي في ولاية كنر، عن مقتل أكثر من 2200 شخص، بينهم أكثر من ألف قتيل في محافظة نورغل وحدها، كما دُمّر أكثر من 5700 منزل في الولاية.
ومع تراجع حجم المساعدات الدولية وصعوبة الوصول بسبب وعورة الطرق، يقول سكان القرى المتضررة إنهم ما زالوا يفتقرون إلى الغذاء والخيام والرعاية الصحية الأساسية.
وقالت امرأة من الناجيات: "ما زلنا نجلس تحت الشمس، لأنه لا توجد خيام. لو كانت لدينا خيمة، لتمكنت على الأقل من حماية أحفادي من الشمس".
بينما تقول امرأة أخرى فقدت أكثر من 30 فرداً من عائلتها: "فقدت زوجي وأبنائي وأحفادي. لم يتبقّ لي سوى قطعة قماش. لا أملك حتى ثمن حبة دواء واحدة".
ووفق تقارير منظمات إغاثية، تواجه النساء صعوبات خاصة في الحصول على الرعاية الصحية، حيث لا يمكنهن طلب المساعدة من الرجال في مجتمع محافظ كولاية كنر، ما يؤدي إلى تفاقم أوضاعهن.
كما تعاني المنظمات الدولية من تراجع حاد في التمويل بسبب تعليق الدعم الخارجي، نتيجة السياسات التقييدية التي تفرضها حركة طالبان على النساء.
ومنذ فبراير 2025، تم إغلاق 422 مركزاً صحياً في عموم البلاد، بينها 80 مركزاً في شرق أفغانستان فقط، منها 15 في كنر و29 في ننغرهار.
وقال المجلس النرويجي للاجئين إن "الوضع في الميدان حرج جداً، والمناطق المنكوبة تحتاج إلى مساعدات عاجلة، لكن نقص التمويل يقيّد سرعة الاستجابة واتساع نطاقها”، مشيراً إلى أن بعض العائلات تعيش في خيام تضم أكثر من 100 امرأة وطفل، وتفتقر إلى المياه النظيفة ودورات المياه.
من جهتها، أوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن تقليص الميزانية حدّ من قدرة فرقها على الوصول إلى المناطق المتضررة، حيث تُرسل معظم المساعدات من كابل، ما يؤدي إلى تأخير وزيادة في التكاليف.
ورغم إرسال منظمة الصحة العالمية وبعض المنظمات الدولية فرقاً طبية متنقلة وسيارات إسعاف إضافية، إلا أن الوصول إلى القرى الجبلية لا يزال صعباً أو مستحيلاً.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 25 فريقاً مشتركاً وصلوا إلى عدد من المديريات المتضررة، لكن الظروف المناخية ما زالت تُعيق عمليات الإغاثة في مناطق أخرى.
وكانت الأمم المتحدة خصصت 10 ملايين دولار كمساعدات طارئة، إلا أن مسؤولين إغاثيين حذّروا من أن هذا المبلغ لا يغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية.

أعلنت السفارة السعودية في كابل اختتام المرحلة الثانية من برنامج "نور السعودية التطوعي" لمكافحة العمى والأمراض المسببة له، الذي ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في ولايتي كابل وننغرهار شرقي أفغانستان.
وقالت السفارة السعودية، إن المخيم الطبي الثاني اختُتم يوم الخميس 4 سبتمبر في مدينة جلال آباد بولاية ننغرهار، وقدم خلاله الفريق الطبي خدمات المعاينة والفحص وتقديم الأدوية لـ5022 حالة، إلى جانب إجراء 405 عمليات جراحية في العيون، وصرف 600 نظارة طبية للمرضى المصابين بضعف في البصر.
وكان المخيم الأول أقيم في العاصمة كابل بين 24 و28 أغسطس، فيما استمر المخيم الثاني في ننغرهار من 29 أغسطس حتى 4 سبتمبر، ضمن جهود السعودية لتوفير العلاج المجاني والرعاية الطبية المتخصصة للفئات الأكثر احتياجاً.
ويُعد برنامج "نور السعودية التطوعي" من المبادرات الصحية النوعية التي يُنفذها مركز الملك سلمان للإغاثة في عدد من الدول، بهدف مكافحة أمراض العيون وتخفيف معاناة المرضى.




