وحذّرت الهيئة من أنّ هذا التوجّه يؤدي إلى زيادة الحمل بين المراهقات، وبالتالي ارتفاع معدلات وفيات الأمهات.
ويُظهر التقرير أنّ ما يقرب من 30% من الفتيات الأفغانيات تزوّجن قبل بلوغهنّ الثامنة عشرة في عام 2023، فيما كانت نحو 10% منهنّ دون سن الخامسة عشرة. وبحسب الهيئة، فإنّ العديد من الأسر، تحت ضغط الفقر وغياب فرص التعليم أو العمل للفتيات، اختارت الزواج كـ «وسيلة بقاء».
وحذّرت الأمم المتحدة من أنّ تبعات هذا الوضع على صحة النساء والأطفال ستكون بالغة الخطورة. وتشير تقديراتها إلى أنّ حالات الحمل المبكر في أفغانستان سترتفع بنسبة 45% بحلول عام 2026، فيما سيرتفع خطر وفيات الأمهات بأكثر من 50%.
وأضافت الهيئة أنّ الفتيات المحرومات من التعليم أكثر عرضة للزواج القسري والحمل المبكر.
كما حذّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أنّ إغلاق المدارس الثانوية والجامعات أمام الفتيات، إلى جانب حرمانهنّ من العمل ونقص الخدمات الصحية، خلق ظروفاً تزيد بشكل حاد من مخاطر وفيات الأمهات والمواليد.
وأشار التقرير إلى أنّ حظر تعليم الفتيات في تخصصات الطب والقبالة في ديسمبر 2024 أغلق آخر المسارات المتاحة لتأهيل كوادر صحية نسائية. هذا القرار قيّد وصول النساء إلى الخدمات العلاجية، ومع تزايد الزواج المبكر، أنتج أزمة صحية معقّدة وخطيرة تهدد النساء والأطفال.
وأكدت الهيئة أنّ هذه الحلقة المفرغة قد تدفع بأفغانستان نحو جيل محروم من التعليم، يتزوّج في سن الطفولة، ويواجه خطراً جدّياً من الوفيات. ورأت أنّ على المجتمع الدولي التحرّك العاجل لدعم النساء والفتيات الأفغانيات، وإلا فإنّ العواقب الإنسانية والتنموية ستكون «أشدّ خطورة».
وكانت هيئة الأمم المتحدة للمرأة قد دعت في وقت سابق المجتمع الدولي إلى إعادة تصميم برامجه ومساعداته في أفغانستان بحيث تضع النساء في صلب الأولويات. وأكدت أنّ الموارد يجب أن تُمنح للمنظمات النسائية المحلية على نحو طويل الأمد ومرن، مع تخصيص 30% على الأقل من المساعدات لبرامج المساواة بين الجنسين.
وشدّدت الهيئة على ضرورة وقف أي إجراء أو تعاون يؤدي إلى تطبيع التمييز ضد النساء، مشيرة إلى أنّ تجاهل حقوق النساء وتعليمهنّ وصحتهنّ سيعرّض أفغانستان لخطر فقدان جيل كامل، إلى جانب عواقب إنسانية وتنموية «أكثر خطورة».
يُذكر أنّ طالبان، ومنذ عودتها إلى السلطة في عام 2021، أصدرت سلسلة من المراسيم التي حرمت النساء الأفغانيات من التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة.