وقال أمير قطر إن الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة تحوّلت إلى "حرب إبادة"، مؤكداً أن الدوحة كانت تستضيف في تلك اللحظة وفوداً من حماس وإسرائيل، ضمن جهود الوساطة التي أنجزت سابقاً عمليات تبادل شملت رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين.
وأوضح أن قيادة حماس كانت، وقت وقوع القصف، تدرس اقتراحاً أميركياً سلّمته قطر بالتنسيق مع مصر، مشيراً إلى أن موقع الاجتماع "كان معروفاً للجميع".
وتساءل: "إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس، فلماذا تفاوضها؟".
وشدّد على أن استهداف إسرائيل لوفد تفاوضي "ينسف كل أسس الحوار"، ويُظهر أن الحكومة الإسرائيلية تعمل "على نحو مثابر ومنهجي لإفشال المفاوضات"، مضيفاً: "العدوان الإسرائيلي غادر وجبان، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام استهداف سيادتنا".
وأكد الشيخ تميم أن إسرائيل تسعى إلى جعل قطاع غزة غير صالح للعيش تمهيداً لتهجير سكانه قسراً، وتابع: "تظن إسرائيل أنها تفرض على العرب وقائع جديدة في كل مرة، وأن بإمكانها تحويل المنطقة إلى ساحة نفوذ دائمة.. وهذا وهم خطير".
وفي رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال: "نتنياهو يحلم بأن تتحوّل المنطقة العربية إلى منطقة نفوذ إسرائيلية.. ومخططاته في سوريا لن تمر".
ولفت إلى أن حكومة المتطرفين في إسرائيل تمارس "سياسات إرهابية وعنصرية في آن واحد"، مؤكدًا أن المنطقة كانت ستتجنّب مآسي كثيرة "لو أن إسرائيل قبلت بمبادرة السلام العربية منذ البداية".
كما شدد الشيخ تميم على أن قطر "عازمة على فعل كل ما يلزم للحفاظ على سيادتها ومواجهة العدوان الإسرائيلي"، داعياً إلى موقف عربي وإسلامي حازم أمام هذه السياسات التصعيدية.
من جهته، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، إلى موقف موحد وحازم تجاه "الاعتداء الإسرائيلي الآثم" على الأراضي القطرية، مجدداً الإدانة الشديدة لـ"العدوان السافر" على سيادة دولة قطر.
وأكد حسين إيراهيم طه دعم المنظمة الكامل لمخرجات المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية، بما في ذلك حل الدولتين، مشددًا على ضرورة تحرك مجلس الأمن الدولي ومساءلة إسرائيل عن "جرائمها"، ومعربًا عن ثقته بأن هذه القمة ستعزز من التضامن العربي والإسلامي.
بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن العدوان الإسرائيلي على الأراضي القطرية "فاق كل الحدود وتجاوز كل مبدأ إنساني"، محذراً من أن غياب المحاسبة الدولية يشجّع قادة إسرائيل على ارتكاب المزيد من الجرائم.
وأضاف أن تبريرات إسرائيل لهجومها على قطر تمثّل "سقوطاً أخلاقياً مدوّياً"، مشددًا على أن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم "يُقوّض النظام الدولي بأسره"، وقال: "رسالتنا إلى العالم اليوم هي: كفى صمتاً على جرائم إسرائيل".
وكانت إسرائيل قصفت منطقة سكنية في الدوحة يوم الثلاثاء الماضي، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم رجل أمن قطري.
وشملت حصيلة القتلى نجل خليل الحية، أبرز قياديي حماس في الخارج، ومدير مكتبه، وقالت حماس إن قيادتها العليا نجت من محاولة الاغتيال.
وأثار الهجوم إدانة دولية واسعة، وانتقاداً من الرئيس الأميركي ترامب، الذي وصف قطر بالحليف المهم للولايات المتحدة.