طالبان تأمر وسائل الإعلام في هرات بوقف نشر صور البشر والكائنات الحية
أفادت مصادر محلية أن إدارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التابعة لحركة طالبان استدعت، صباح الثلاثاء، مسؤولي جميع وسائل الإعلام المرئية في ولاية هرات، وأبلغتهم بقرار يقضي بوقف نشر صور الأشخاص والكائنات الحية.
وأكدت عدة مصادر شاركت في الاجتماع صحة هذه التعليمات، موضحة أن بعض مسؤولي القنوات اعترضوا على القرار، مشيرين إلى أن التلفزيون الوطني التابع لطالبان في كابل لا يزال يبث مثل هذه المواد، ما يستدعي تطبيق المعايير نفسها على جميع المؤسسات الإعلامية.
من جانبهم، قال عدد من اليوتيوبرز إن محتواهم موجه بالأساس إلى جمهور خارج أفغانستان، ولا يرتبط بالداخل، غير أن مسؤولي "الأمر بالمعروف" شددوا على ضرورة الالتزام بالحظر، خاصة في ما يتعلق بخدمات البث المباشر.
وأفاد مصدر إعلامي في هرات بأن وسائل الإعلام المحلية ستقبل بهذا القيد فقط إذا تم تطبيقه بشكل موحد في جميع أنحاء البلاد.
يذكر أن طالبان كانت قد فرضت في وقت سابق قيودًا مشابهة على وسائل الإعلام في كابل وعدد من الولايات الأخرى. وتُعد هرات ثاني أكبر ولاية من حيث عدد المؤسسات الإعلامية المرئية بعد العاصمة كابول.
أعلنت حركة طالبان قطع خدمات الإنترنت في ولايات قندوز، بلخ، بدخشان، تخار وبغلان شمالي أفغانستان، مبررة القرار بالسعي إلى "منع الأنشطة غير الأخلاقية".
وكالة "رويترز" ذكرت أن هذا الإجراء أدى إلى شل آلاف الأنشطة التجارية والتعليمية عبر الإنترنت، وخاصة تلك التي تعتمد عليها النساء في أعمالهن المنزلية ودراساتهن.
عدد من النساء في قندهار أكدن أن مشاريعهن الحرفية، وعلى رأسها صناعة السجاد، توقفت بشكل شبه كامل، بعدما كان الإنترنت وسيلتهن الوحيدة للتواصل مع المشترين داخل البلاد وخارجها. كما تحدثت أخريات عن ارتفاع تكاليف باقات الإنترنت عبر الهاتف المحمول ثلاثة أضعاف، نتيجة فقدان خدمة الفايبر.
مصادر محلية في قندهار وهرات وبروان أفادت أيضًا بوجود اضطرابات مماثلة، إلا أن هذه الشكاوى لم تؤكد رسميًا من قبل سلطات طالبان.
إلى ذلك، حذّر ناشطون في مجال الحقوق الرقمية من أن ما قامت به طالبان ليس سوى خطوة جديدة لتعزيز السيطرة والرقابة، معتبرين أن الحركة تستخدم مبررات "الأخلاق" لفرض مزيد من القيود على المجتمع، خاصة النساء.
من جانبه، قال أستاذ جامعي إن القرار يعبّر عن "رؤية طالبان المعادية للحداثة"، مضيفًا أن الحركة تكرر سياسة تقييد التعليم والعمل للنساء بذريعة "الحفاظ على القيم"، لكنها لا تفي بوعود الإصلاح.
ويأتي هذا الإجراء في وقت يُعد فيه الإنترنت الشريان الأساسي للطلبة، خصوصًا الفتيات الممنوعات من التعليم الجامعي والثانوي، مما يزيد من تعقيد المشهد التعليمي والمعيشي في البلاد.
طلب مكتب شؤون المرأة في الأمم المتحدة تمويلاً عاجلاً بقيمة 2.5 مليون دولار لتنفيذ برنامج طارئ يمتد من 6 إلى 12 شهراً، يهدف إلى دعم النساء والفتيات المتضررات من الزلزال في شرق أفغانستان، وتحديداً في ولاية كنر، ويشمل نحو 30 ألف شخص.
وذكرت الأمم المتحدة أن هذا التمويل سيُستخدم لتعزيز مشاركة النساء في جهود الإغاثة، وضمان حصولهن على خدمات أوسع، في ظل القيود المفروضة على وصول المساعدات إلى النساء بسبب العوائق الاجتماعية ونقص الموظفات في فرق الإغاثة.
وحذّرت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في شؤون المرأة بأفغانستان، سوزان فيرغوسن، قائلة: "قد تكون الهزات الأرضية العنيفة قد توقفت، لكن النساء والفتيات المتضررات ما لم يحصلن على مساعدات فورية، فإنهن سيواجهن كارثة طويلة الأمد".
وأكدت الأمم المتحدة أن البرنامج يركّز على التعاون مع منظمات تقودها نساء أو تضع قضايا النساء في صلب أولوياتها، لتلبية الاحتياجات العاجلة للمجتمعات النسائية في المناطق المنكوبة.
كما أوضح البيان أن نحو 80 ألف دولار من إجمالي المبلغ المطلوب ستُخصص لدعم مشاركة النساء في عمليات الاستجابة، وجمع وتحليل بيانات خاصة باحتياجات النساء والفتيات المتأثرات بالزلزال.
قطعت شركات الإنترنت في ولاية هرات، مساء الاثنين، جميع خدماتها بشكل مفاجئ استجابة لأوامر من حركة طالبان، ما أدى إلى انقطاع تام للإنترنت من الساعة الثامنة مساء وحتى الثامنة من صباح الثلاثاء.
وأكدت مصادر من داخل شركات الاتصالات لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" أن هذا الانقطاع شمل الإنترنت الثابت بشكل كامل، وتم تنفيذه بأمر مباشر من سلطات طالبان في الولاية، من دون تقديم مبررات رسمية حتى الآن.
وعادت خدمات الإنترنت إلى هرات صباح الثلاثاء بعد انقطاع دام 12 ساعة، إلا أن دافع طالبان وراء هذا القرار ما زال غير واضح.
وفي حين ترجّح بعض المصادر أن القرار يعود إلى أسباب أمنية، نفت مصادر محلية ارتباطه المباشر بأوامر زعيم طالبان بشأن وقف الإنترنت عبر الألياف البصرية.
ويُعد هذا أول انقطاع كامل للإنترنت تُقدِم عليه طالبان في ولاية كبرى منذ سيطرتها على الحكم، رغم أن الحركة كانت تقوم سابقاً، قبل عودتها إلى السلطة، بإجبار مزودي الخدمة على قطع الإنترنت ليلاً في بعض المناطق الريفية.
وخلال الأيام العشرة الماضية، نفّذت طالبان سلسلة من عمليات فصل الإنترنت عبر شبكة الألياف البصرية في عدة ولايات، ما أثار انتقادات واسعة.
واضطرت بعض المناطق، مثل هرات، إلى الاعتماد على خدمة الإنترنت DSL عبر خطوط الهاتف الأرضي كبديل مؤقت.
وتسبّب قطع الإنترنت في اضطرابات كبيرة على صعيد الحياة اليومية للمواطنين، فيما تتواصل ردود الفعل الغاضبة إزاء القرار الذي تراه منظمات مدنية وسكان محليون بمثابة تقييد صارخ لحرية الوصول إلى المعلومات.
أعلن مكتب والي طالبان في ننغرهار، مساء الاثنين، أن معبر تورخم الحدودي مع باكستان أُغلق أمام المسافرين نتيجة "مشكلة إنترنتية في الجانب الباكستاني"، مضيفاً أن الجهود جارية لإعادة فتحه اعتباراً من يوم الثلاثاء، الأول من ميزان.
وجاء في بيان للمكتب نُشر عبر منصة "إكس" أن المعبر ظل يوم الاثنين 31 سنبله مفتوحاً أمام المهاجرين المرحّلين وحركة الترانزيت، لكنه كان مغلقاً أمام بقية المسافرين.
وفي وقت سابق، قال قريشي بدلون، مسؤول الإعلام لدى طالبان في ننغرهار، إن معبر تورخم أُغلق "لأسباب غير معلومة" من قبل الجانب الباكستاني، داعياً المواطنين إلى تجنب السفر عبر المعبر حتى إشعار آخر.
ولم تصدر السلطات الباكستانية حتى الآن أي توضيحات بشأن أسباب الإغلاق.
يُذكر أن معبر تورخم، الذي يُعد أحد أبرز المنافذ الحدودية بين أفغانستان وباكستان، شهد خلال السنوات الأربع الماضية عمليات إغلاق متكررة نتيجة خلافات بين الطرفين.
نجا فتى أفغاني 13 عاماً من موت محقق، بعدما حاول التسلل إلى إيران، فاختبأ في حجرة عجلة طائرة تابعة لشركة "كام إير"، إلا أنه صعد بالخطأ على متن رحلة متجهة من كابل إلى دلهي، واستمر في الجو 94 دقيقة قبل أن يهبط بسلام في العاصمة الهندية.
وقالت مصادر في شركة الطيران لـ"أفغانستان إنترناشيونال" إن الحادثة وقعت يوم الأحد على متن الرحلة رقم RQ-4401، حيث أقلعت طائرة إيرباص في الساعة 8:46 صباحاً من مطار كابل، ووصلت إلى مطار "إنديرا غاندي" الدولي في دلهي عند الساعة 10:20 صباحاً.
المصادر أوضحت أن الفتى، المنحدر من إقليم قندوز، وصل إلى كابل قبل يوم من الحادثة، وتمكن من الوصول إلى الطائرة ليختبئ داخل حجرة العجلات. وأشارت إلى أنه أُعيد على الفور إلى كابل عبر رحلة العودة.
وعُثر بحوزة الفتى على مواد محظورة مثل السجائر والولاعة، فيما أثارت الحادثة تساؤلات جدية حول الإجراءات الأمنية في مطار كابل، خاصة مع عدم انتباه قوات الأمن التابعة لطالبان والشركة الأمنية المسؤولة لعبوره عدة نقاط تفتيش.
وقال مصدر في "كام إير": «لو كان يحمل متفجرات، لتمكّن من اجتياز جميع نقاط التفتيش من دون أي عائق»، مشيراً إلى أن تداعيات الحادث كانت ستصبح بالغة الخطورة لو تعلق الأمر بشركة طيران أجنبية.
ووفق السلطات الهندية، فقد شوهد الفتى بعد هبوط الطائرة في ساحة مبنى الركاب رقم 3 بدلهي، وتم تسليمه إلى شرطة المطار. وأكدت أن حالته الصحية مستقرة، ولن يُلاحق قانونياً لكونه قاصراً.
ويُجمع خبراء الطيران على أن الاختباء في حجرات عجلات الطائرات يعد من أخطر وسائل الهجرة غير الشرعية، إذ غالباً ما يؤدي إلى الوفاة بسبب نقص الأوكسجين ودرجات الحرارة شديدة الانخفاض.
وقال خبير طيران لصحيفة "نيو إنديان إكسبرس" إن الفتى الأفغاني نجا على الأرجح بفضل بقاء الحجرة في وضعية جزئية من الضغط والحرارة المشابهة لقمرة الطائرة، مؤكداً أن البقاء حياً على ارتفاع 30 ألف قدم يكاد يكون مستحيلاً.
الأطباء بدورهم أوضحوا أن تجاوز ارتفاع 10 آلاف قدم يؤدي إلى انخفاض حاد في مستويات الأوكسجين، فيما تتراوح درجات الحرارة بين 40 و60 درجة مئوية تحت الصفر، ما يتسبب بفقدان الوعي ثم الوفاة خلال دقائق معدودة.
وتشير الإحصاءات الدولية إلى أن واحداً فقط من بين كل خمسة أشخاص يحاولون السفر بهذه الطريقة ينجو من الموت.