رئيس وزراء بلوشستان: طالبان تدعم الانفصاليين البلوش

سرفراز بغتي، الوزير الأعلى لإقليم بلوشستان في باكستان، صرّح بأن الجماعات الانفصالية البلوشية تتلقى دعماً من حركة طالبان في أفغانستان.

سرفراز بغتي، الوزير الأعلى لإقليم بلوشستان في باكستان، صرّح بأن الجماعات الانفصالية البلوشية تتلقى دعماً من حركة طالبان في أفغانستان.
وأضاف أن بعض الدول تعمل على نشر الكراهية ضد باكستان وتسعى إلى تقسيمها.
وبحسب ما نقلته صحيفة جَنگ الباكستانية الصادرة في إسلام آباد، قال الوزير الأعلى لبلوشستان يوم الخميس إن الإقليم كان يتمتع بهدوء نسبي حتى عام 2016، غير أن عدداً من الأشخاص الذين أُفرج عنهم عام 2018 عادوا وانضموا مجدداً إلى الجماعات المسلحة. واتّهم بغتي حكومة طالبان في أفغانستان بدعم هذه الجماعات، محذّراً من أن باكستان لن تُقسَّم.
وقال: «باكستان لن تُقسَّم. الجماعات الإرهابية لا علاقة لها ببلوشستان، لكن هناك من يريد تمزيق هذا الإقليم.»
وكانت السلطات الباكستانية قد اتهمت في وقت سابق الهند وطالبان بدعم حركة طالبان الباكستانية.
كما أضاف بغتي أن الروايات التي طُرحت خلال العقود الأربعة الماضية بشأن بلوشستان غير صحيحة، مؤكداً أن «الإرهاب لا قبيلة له». وأوضح: «حقوق بلوشستان ينبغي أن تُنال عبر المسار السياسي والبرلمان، لا عبر العنف. من الظلم أن يُضطر شاب في التاسعة عشرة من عمره إلى حمل السلاح بسبب البطالة.»
يُذكر أن الولايات المتحدة أعلنت مؤخراً جماعة «جيش تحرير بلوشستان» وفرعها العسكري المعروف بـ«لواء مجيد» كمنظمة إرهابية أجنبية.

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في كلمته أمام الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن العامين الماضيين شهدا "إبادة في غزة، ودماراً في سوريا، ومجاعة في اليمن، وانتهاك سيادة الدول"، من دون التطرق إلى الوضع في أفغانستان تحت حكم طالبان.
وحذّر الرئيس الإيراني من أن إسرائيل "لا تؤمن بخيار تطبيع العلاقات، بل تلجأ إلى سياسة الغطرسة"، مؤكداً أن استمرار الهجمات الإسرائيلية والأميركية على إيران "وجّه ضربة قاسية لثقة المجتمع الدولي".
وخلال كلمته، عرض بزشكيان صوراً لضحايا ما قال إنها هجمات إسرائيلية وأميركية على إيران، مشيراً إلى أن "هذه الدول تسعى لخلق الفوضى داخل بلاده".
كما أكد أن تداعيات الحرب على غزة "لن تقتصر على الفلسطينيين"، وقال: "إذا لم يُوقف هذا العدوان، فإن الخطر سيهدد الجميع".
وفي الملف النووي، شدد بزشكيان على أن إيران "لم تسعَ يوماً إلى امتلاك سلاح نووي ولن تسعى إليه".
واختتم بزشكيان كلمته بالتشديد على أن بلاده "وقفت ثابتة في وجه العواصف"، داعياً إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، كما دان الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر، دون الإشارة إلى هجوم إيران على الدوحة بعد الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية.

قال مسؤولان رفيعا المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، في مقابلة مع أفغانستان انترناشیونال، إن الولايات المتحدة تراجع حالياً سياستها تجاه أفغانستان، مؤكّدين حرص واشنطن على منع وصول أي مساعدات مباشرة إلى طالبان.
ووصف المسؤولان الوضع في أفغانستان بأنه «كارثي»، مؤكدين أن انسحاب الولايات المتحدة في أغسطس 2021 «لم يكن ينبغي أن يتم بهذه الطريقة».
وأضافا أن أولويات الولايات المتحدة الحالية تتمثل في هدفين رئيسيين: منع تحويل أفغانستان مرة أخرى إلى ملاذ آمن للإرهابيين، وإنهاء ما وصفوه بـ «ديبلوماسية الرهائن» من قبل طالبان، وضمان إعادة المواطنين الأمريكيين المحتجزين.
وأشار المسؤولان إلى زيارة آدم بولر، الممثل الخاص للرئيس ترامب لشؤون الرهائن، إلى كابل ومباحثاته مع طالبان حول إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، مؤكدين أن هذه القضية تظل على رأس الأولويات الأمريكية.
الوضع الإنساني وحقوق النساء
ووصف المسؤولان وضع النساء والفتيات في أفغانستان بأنه مقلق للغاية، موضحين أن طالبان، كمنظمة إرهابية مصنفة رسمياً من قبل الولايات المتحدة، لا تلتزم بحقوق الإنسان، ولا سيما حقوق النساء والفتيات. وأضافا أن طالبان أعاقت جهود الإغاثة بعد الزلزال الأخير في شرق أفغانستان، مما أسفر عن مزيد من الوفيات المؤسفة.
وأكد المسؤولان أن الولايات المتحدة ستستمر في دعم برامج مخصصة للنساء والفتيات الأفغانيات خارج أفغانستان، لضمان وصول المساعدات إلى المستفيدين الفعليين دون أن تستغلها طالبان.
وأشار المسؤولان إلى الصين باعتبارها تحدياً عالمياً، موضحين أنها تسعى لتوسيع نفوذها، بما في ذلك دراسة الفرص في قطاع التعدين بأفغانستان.
وفيما يخص قاعدة باغرام، قال المسؤولان إن تصريحات الرئيس ترامب أوضحت موقفه بجلاء، وأنه أوضح بدقة ما يطلبه من طالبان بشأن القاعدة.

حذّرت مصادر دبلوماسية وأمنية تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أن تنظيم "داعش خراسان" يسعى لاستغلال موجات الترحيل الجماعي للاجئين الأفغان من إيران وباكستان، بغرض تجنيدهم في صفوفه.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، يوم الخميس، عن تلك المصادر أن نحو مليونين و600 ألف لاجئ أفغاني عادوا إلى البلاد منذ مطلع العام الجاري، بينهم من عاش لعقود خارج أفغانستان، وآخرون تطأ أقدامهم تراب الوطن للمرة الأولى.
وقال هانس ياكوب شندلر، المنسق السابق للجنة الأممية لمراقبة الجماعات المسلحة، في مقابلة مع الوكالة: "هناك خطر كبير من أن ينظر داعش خراسان إلى العائدين الجدد كمصدر محتمل لتجنيد عناصر جديدة".
وأشار إلى أن التنظيم، منذ عام 2021، يسعى لتجنيد أفراد من حركة طالبان غير الراضين عن سياساتها، إضافة إلى أفغان لا يجدون لأنفسهم مكاناً في الهيكلية الحالية للحكم.
كما صرّح دبلوماسي أوروبي للوكالة بأن بعض الأفغان لا ينضمون إلى الجماعات المتطرفة عن قناعة فكرية، بل بسبب "الضرورة الاقتصادية".
ورغم تحسّن الوضع الأمني نسبياً منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم وتوقف المعارك، لا يزال تنظيم "داعش خراسان" الناشط في شرق البلاد يشكّل تهديداً دائماً من خلال هجماته المتفرقة ضد طالبان واستقرار المنطقة.
وقد صعّدت إيران في الأشهر الأخيرة من إجراءاتها المناهضة للمهاجرين الأفغان، وطردت أعداداً كبيرة منهم، الأمر الذي استدعى انتقادات منظمات حقوقية، بينها العفو الدولية، التي دعت في يوليو الماضي طهران إلى وقف فوري لترحيلهم.
الفقر.. وعودة الخطر
تُقدّر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن عدد العائدين إلى أفغانستان قد يصل إلى 4 ملايين لاجئ بحلول نهاية عام 2025.
وحذّرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في أفغانستان، إندريكا راتواته، من أن المرحلين سيواجهون "تحديات واسعة، مثل غياب فرص العمل، والمأوى، والخدمات الأساسية".
وأضافت أن هؤلاء قد يصبحون عرضة "لاستراتيجيات بقاء سلبية، مثل الاستغلال من قبل الجماعات المسلحة".
وبحسب البنك الدولي، يعيش قرابة نصف سكان أفغانستان -البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة- تحت خط الفقر، فيما تبلغ نسبة البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً نحو 25٪.
وحذّرت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر في يوليو من أن أفغانستان باتت تمثّل بيئة خصبة لنشاط جماعات إرهابية متعددة، ما يشكّل تهديداً خطيراً لأمن آسيا الوسطى ودول أخرى.
وأشار التقرير إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في تنظيم "داعش"، الذي يضم نحو ألفي مقاتل، ونفّذ خلال السنوات الأخيرة هجمات في روسيا، وإيران، وباكستان.
وقالت أمينة خان، الباحثة في معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام آباد، إن كثيراً من الأفغان الذين عاشوا لعقود في الخارج يُنظر إليهم عند عودتهم "كغرباء"، وإن بعضهم فقد ممتلكاته وأعماله، ما جعله يشعر بالغضب والضغينة، ويصبح "فريسة مثالية للجماعات الإرهابية العابرة للحدود الناشطة في المنطقة".
وقد عبّرت دول آسيا الوسطى مراراً في السنوات الأخيرة عن قلقها من تصاعد خطر الجماعات المتطرفة، وتأثيرها على استقرار المنطقة.
وتقدّر روسيا أن نحو 23 ألف مقاتل من 20 تنظيماً إرهابياً مختلفاً ينشطون داخل أفغانستان.
وفي أغسطس الماضي، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، أن "أكبر مصدر للقلق يتمثل في نشاط فرع داعش داخل أفغانستان، حيث يمتلك معسكرات تدريب في الشرق والشمال والشمال الشرقي من البلاد".
وتقول موسكو إنها اعترفت بإدارة طالبان من أجل "تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة التهديدات الإرهابية".
قنبلة موقوتة
وأفادت الأمم المتحدة أن "العديد من الهجمات التي تم إحباطها في أوروبا بين عامي 2023 و2025 كانت على صلة بتنظيم داعش".
ووصف مصدر دبلوماسي أوروبي الوضع بأنه "قنبلة موقوتة حقيقية" بالنسبة للعديد من الدول الأوروبية.
وأكدت الأمم المتحدة أن السبيل الوحيد لمنع وقوع اللاجئين العائدين فريسة للجماعات المتطرفة هو "بناء مستقبل كريم لهم" من خلال الدعم الدولي.
ورغم ذلك، قلّصت واشنطن بشكل كبير من مساعداتها الإنسانية لأفغانستان، خشية أن تقع تلك الأموال في يد حركة طالبان.

توعّد عضو مجلس الشورى الإيراني، أبو الفضل ظهره وند، بتحويل قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان "مقبرة للجنود الأميركيين" على يد الصين وروسيا وإيران، إذا قررت الولايات المتحدة العودة إليها.
وحذّر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، من أنّ عودة الولايات المتحدة إلى قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان ستدفع دول المنطقة إلى مرحلة جديدة من المواجهة مع أميركا.
وفي مقابلة مع وسيلة إعلام إيرانية، اعتبر عضو مجلس الشورى الإيراني أن واشنطن تحاول من خلال هذه الخطوة تعويض ما وصفه بـ"الانسحاب المهين" من أفغانستان في عام 2021، وقال إن "الولايات المتحدة أدركت أنها خاسرة من كل النواحي، وتسعى لإعادة التموضع في باغرام من أجل تصحيح هزيمتها السابقة".
ووصف ظهره وند خطة العودة الأميركية إلى باغرام بأنها تتعارض مع مصالح منظمة شنغهاي للتعاون، مؤكداً أن الصين أبدت قلقاً من هذه التحركات، وناقشت الأمر مباشرة مع وزير دفاع طالبان، يعقوب مجاهد.
وأضاف أن "باغرام تمثل خنجراً موجهاً نحو الصين وروسيا وإيران، وتشكل تهديداً محتملاً لدول تعارض سياسة واشنطن الأحادية"، مشدداً على أن دولاً مثل الصين وروسيا وإيران وطاجيكستان وأوزبكستان تملك إمكانات إقليمية كافية للرد على أي خطوة أميركية جديدة.
وتابع أبو الفضل ظهره وند أن واشنطن تخطط لمشروع جديد في باكستان ضمن استراتيجيتها الإقليمية، لكنه لم يوضح تفاصيل إضافية، مشيراً في المقابل إلى أن دول الخليج بدأت تدرك أن “الاستثمار في الحماية العسكرية الأميركية لا يجدي في الأزمات”، خصوصاً بعد ما وصفه بـ”عجز” الولايات المتحدة عن منع الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطر.
وفي السياق، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالبة طالبان بتسليم قاعدة باغرام إلى بلاده، محذّراً من “عواقب وخيمة” في حال الرفض، قائلاً: “إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام إلى من بناها، أي الولايات المتحدة، فستحدث أمور سيئة”.
وأثارت تصريحات ترامب ردود فعل متعددة، إذ أعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن “باغرام جزء من الأراضي الأفغانية، وليست ملكاً للصين أو أميركا”، داعياً واشنطن إلى التعامل مع الأفغان بمنطق دبلوماسي.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الصينية أن مصير أفغانستان يجب أن يبقى بيد شعبها، محذّرة من أن أي تصعيد في التوترات سيكون “أمراً غير مرغوب فيه في المنطقة”، ومجددة الدعوة إلى احترام سيادة البلاد.

أعرب وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، يوم الأربعاء، في افتتاحية اجتماع مجموعة الاتصال التابع لمنظمة التعاون الإسلامي حول أفغانستان، عن قلق بلاده العميق إزاء أكثر من 20 جماعة إرهابية تستخدم الأراضي الأفغانية.
أعرب اسحاقدار عن خشية باكستان من تعاون بعض هذه الجماعات مع تنظيم القاعدة، بما يشكل تهديداً لأمن جميع الدول.
وأوضح دار أن باكستان تتابع بقلق نشاط جماعات مثل حركة طالبان باكستان، جيش تحرير بلوشستان، وحركة تركستان الشرقية الإسلامية في أفغانستان، مؤكداً أن قواته وأفراد المجتمع المدني ما زالوا ضحايا هجمات إرهابية تنطلق من الأراضي الأفغانية. وأضاف أن 12 جندياً باكستانياً قُتلوا في بداية الشهر الجاري أثناء مواجهات مع مسلحين من حركة طالبان باكستان عبر الحدود.
وحذر وزير الخارجية من استغلال الجماعات الإرهابية للفضاء الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية والتحريض على العنف، مؤكداً أن هذا الوضع غير مقبول تحت أي ظرف.
كما شدد دار على أن أفغانستان لا يجب أن تبقى معزولة عن المجتمع الدولي، معتبراً أن الجمود الحالي في علاقات كابل مع العالم لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. واقترح تشكيل مجموعة عمل من خبراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لإعداد خارطة طريق لمعالجة التحديات العاجلة في أفغانستان.
وأكد وزير الخارجية أن باكستان تدعم كل الجهود لتحقيق السلام والتنمية في أفغانستان، مشدداً على أن ذلك يتطلب احتراماً متبادلاً، صدقاً، وإرادة سياسية من طالبان، مضيفاً: «لا دولة أكثر من باكستان حرصاً على استقرار أفغانستان وعلاقات طبيعية معها، فمصير شعبينا مرتبط ارتباطاً وثيقاً».
وحذر دار من أن تغير الأولويات العالمية قد يؤدي إلى تجاهل الأزمة الأفغانية، داعياً منظمة التعاون الإسلامي إلى التركيز على الأزمات المتعددة في البلاد، بما فيها العقوبات المشلّة، الإرهاب، تهريب المخدرات، انهيار النظام المصرفي، البطالة، الفقر، الانتهاكات الحقوقية، وعدم الاعتراف بحكومة طالبان.
كما أكد على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية دون أجندة سياسية، وتعزيز الاقتصاد والنظام المصرفي، وحث طالبان على الحوار والالتزام بالاتفاقيات الدولية، ورفع القيود عن النساء والفتيات. وقال: «يجب أن تشجع منظمة التعاون الإسلامي طالبان على إلغاء القيود غير المبررة والمخالفة للمبادئ الإسلامية بحق النساء والفتيات».




