الهند ترفع مستوى بعثتها الدبلوماسية في كابل إلى سفارة كاملة

أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن نيودلهي قررت رفع مستوى بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابل إلى مستوى سفارة كاملة، في خطوة تعكس توجهاً جديداً نحو تعزيز العلاقات مع حكومة طالبان.

أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن نيودلهي قررت رفع مستوى بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابل إلى مستوى سفارة كاملة، في خطوة تعكس توجهاً جديداً نحو تعزيز العلاقات مع حكومة طالبان.
جاء الإعلان خلال لقاء وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشنكر بنظيره في حكومة طالبان أمير خان متقي، الذي يزور الهند للمرة الأولى منذ تولي الحركة السلطة في أفغانستان.
ووصف جايشنكر زيارة متقي إلى نيودلهي بأنها "خطوة مهمة في تطوير العلاقات وتأكيد الصداقة الدائمة بين البلدين"، مؤكداً أن التزام الهند وطالبان المشترك بـ"النمو والازدهار" يواجه تحديات أمنية أبرزها الإرهاب العابر للحدود.
وقال الوزير الهندي في تصريحاته: "علينا أن ننسّق الجهود لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره"، مشيراً إلى اتصاله الهاتفي السابق بمتقي عقب الهجوم الدموي الذي وقع في منطقة بَهلَغام، حيث أعرب عن تقديره لتفهم طالبان لمخاوف الهند الأمنية.
وفي سياق التعاون الثنائي، أعلن جايشنكر عن إطلاق ستة مشاريع جديدة في أفغانستان، سيتم الكشف عن تفاصيلها عقب المفاوضات الجارية بين الجانبين. وأضاف أن المساعدات تشمل تبرع الهند بـ20 سيارة إسعاف للمستشفيات الأفغانية، خمسٌ منها ستُسلَّم شخصياً خلال زيارة متقي، إضافةً إلى شحنة غذائية من المقرر أن تصل إلى كابل يوم الجمعة.
كما أوضح أن الهند ستقدم أيضاً معدات طبية متطورة من بينها أجهزة تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وأجهزة الأشعة المقطعية (CT Scan)، إلى جانب استعداد نيودلهي للتعاون مع السلطات الأفغانية في مجال إدارة الموارد المائية.
وفي ختام تصريحاته، أشاد جايشنكر بـتطور لعبة الكريكيت في أفغانستان، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعمها للمنتخب الوطني الأفغاني وتوسيع التعاون الرياضي بين البلدين.

دان وزير الخارجية الأفغاني السابق، حنيف أتمر، الغارات الجوية التي شنّها الجيش الباكستاني على كابل وعدد من المناطق الأخرى، مساء أمس الخميس، معتبراً أنها "تجاوز سافر وانتهاك صارخ لسيادة أفغانستان".
وقال وزير الخارجية السابق في منشور على منصة "إكس" اليوم الجمعة، إن "أيّ هجوم مسلّح يشنّه الأجانب على قلب بلادنا، كابل، تحت أي ذريعة كانت، غير مقبول على الإطلاق، ويُعدّ عملاً عدائياً يتنافى كلياً مع الأعراف الدولية ويعرّض أرواح المدنيين الأبرياء للخطر".
ووصف حنيف أتمر هذه الهجمات بأنها "إشعالٌ للحرب"، مؤكداً أن "أيّ محاولة من قِبل أطراف داخلية أو خارجية لإرسال أو إيواء الجماعات الإرهابية داخل الأراضي الأفغانية تُشكّل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار البلاد، وستخلّف تبعات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي".
وأضاف أتمر أن "باكستان تحاول تصدير عدم الاستقرار إلى أفغانستان بأسلوب جديد، لكنها اليوم وقعت في فخّ الوحش الذي صنعته بنفسها".
ودعا حركة طالبان إلى عدم السماح بتحويل أفغانستان إلى ساحةٍ لجولةٍ جديدة من الحروب بالوكالة، مشدداً على أن استقرار البلاد رهنٌ بتغيير جذري في سياسات طالبان، وبالتزامها مكافحة الإرهاب وضمان حقوق جميع المواطنين، نساءً ورجالاً.

تزامناً مع الغارات الجوية التي استهدفت العاصمة الأفغانية كابل، تعرّضت ولاية بكتيكا، شرق أفغانستان، لضربات جوية، بحسب ما أفادت به مصادر لقناة "أفغانستان إنترناشيونال"، موضحة أن الغارة وقعت منتصف الليل من يوم الجمعة، واستهدفت منطقة "مرغه بازار" في محافظة برمل بالولاية.
ولم تتضح بعد الجهة التي نفذت الهجوم، إلا أن باكستان سبق وأن شنّت في وقتٍ سابق غارات على عدد من المحافظات والمناطق شرقي أفغانستان.
وأشارت المصادر إلى أن القصف دمّر 29 متجراً في سوق "مرغه بازار"، فيما لم تُعرف بعد حصيلة الضحايا، كما لم تُصدر حركة طالبان أي تعليق على الحادث.
وكان المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، أكد الليلة الماضية وقوع انفجار في كابل، وسط تقارير تفيد بأن طائرات مجهولة استهدفت سيارة تقلّ زعيم حركة طالبان باكستان نور ولي محسود.
وتزعم إسلام آباد أن قادة حركة طالبان باكستان والانفصاليين البلوش يقيمون داخل الأراضي الأفغانية، إذ سبق لمندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة أن قال إن نحو ستة آلاف من مقاتلي الحركة وقرابة عشرين جماعة متشددة أخرى ينتشرون في نحو 60 معسكراً داخل أفغانستان.
في المقابل، تنفي طالبان بشكل قاطع وجود أو نشاط أي جماعات إرهابية على الأراضي الأفغانية، وتؤكد أن بلادها "لن تكون مصدر تهديد لدول المنطقة أو للعالم".

أثار القصف الجوي الذي هزّ مساء الخميس العاصمة كابل وولاية بكتيكا ردود فعل واسعة في أفغانستان وباكستان، وهذه ليست المرة الأولى التي تخترق فيها المقاتلات الباكستانية الأجواء الأفغانية وتقصف أراضيها، لكن الهجوم على العاصمة يُعدّ سابقة في تاريخ البلدين.
حيث أفاد سكان في كابل عن سماع دوي انفجارين قويين، عند الساعة 9:50 مساءً بالتوقيت المحلي، تزامناً مع سماع أصوات طائرات حربية تحلّق في سماء المدينة.
في الوقت نفسه، قالت مصادر لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" إن منطقة "مرغه بازار" في محافظة برمل بولاية بكتيكا شرق البلاد، تعرّضت لغارات جوية بعد منتصف الليل.
وكتب الناشط الأفغاني حبيب خان على منصة "إكس" أن "كابل تعرّضت للمرة الأولى في التاريخ لقصف من مقاتلات باكستانية، لكن حكومة طالبان العميلة لن تردّ على ذلك".
وقال حبيب خان في منشوره: "في الظروف العادية، كانت أي حكومة أفغانية شرعية ستردّ عسكرياً على مثل هذا العمل العدواني، لكن اليوم تُدار البلاد من قبل ممثلين عن باكستان، أي حركة طالبان، ما منح إسلام آباد حرية انتهاك السيادة الأفغانية من دون أي عواقب".
وألقى سياسيون أفغان باللوم مباشرة على باكستان، التي لم تعلن رسمياً مسؤوليتها حتى الآن، وقالت مصادر رسمية باكستانية لقناة "أفغانستان إنترناشيونال": "اطّلعنا على التقارير الإعلامية وتصريحات المسؤولين الأفغان بشأن الانفجارات في كابل، لكن ليس لدينا تفاصيل إضافية في الوقت الراهن".
ووصف عبد اللطيف بدرام، زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفغاني، القصف بأنه "عدوان سافر"، مؤكداً في منشور على منصة "إكس" أن "هذا الهجوم يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".
وجاء القصف بينما كان وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، في أول زيارة رسمية له إلى الهند، حيث التقى نظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكر، الذي أعلن رفع مستوى البعثة الهندية في كابل من "بعثة فنية" إلى "سفارة".
من جانبه، أكد المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، وقوع الانفجارات في كابل، مشيراً إلى أن "التحقيقات جارية لمعرفة التفاصيل".
وفي باكستان، أثارت الضربات أيضاً ردود فعل سياسية، حيث كتب وزير الإعلام السابق في حكومة إقليم بلوشستان، جان أتشكزي، على "إكس": "الهجوم على كابل حدث تاريخي يوجّه رسالة واضحة: على أفغانستان أن تبقى محايدة في الصراعات الإقليمية بين الهند وباكستان".
ورغم الغضب الشعبي والسياسي الواسع في أفغانستان، يرى محللون أن من غير المرجّح أن ترد طالبان عسكرياً على القصف، إذ لم يسبق لها أن واجهت هجمات باكستان السابقة برد مماثل، كما أن قدراتها العسكرية لا تسمح بمواجهة مباشرة مع الجيش الباكستاني.
وكان الجيش الباكستاني شنّ غارات على ولايتي ننغرهار وخوست، شرق أفغانستان، واكتفت وزارة الدفاع التابعة لطالبان بإدانة تلك الهجمات ووصفتها بأنها "وحشية وظالمة"، محذّرة من "عواقب"، لكن لم تتخذ أي إجراء أو رد.
وجاء في بيان الوزارة آنذاك: "أدت الغارات الجوية الباكستانية على الأراضي الأفغانية إلى مقتل مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وهو عمل وحشي لن يفيد أي طرف"، وأضافت وزارة الدفاع في طالبان أن هذه الهجمات "تزيد من العداء بين شعبي البلدين وتزرع الكراهية المتبادلة".
مع ذلك، لم تُقدِم طالبان على أي ردّ عملي على تلك الغارات.
ويرى مراقبون أن القصف الجديد قد يزيد من توتر العلاقات بين طالبان وإسلام آباد، لكنه لن يتحول إلى مواجهة مفتوحة، إذ تتهم باكستان طالبان بإيواء قادة "حركة طالبان باكستان"، في حين تؤكد الأخيرة أنها "لن تمنعهم" ما لم تتلقَّ إنذاراً رسمياً من إسلام آباد.
وفي المقابل، حذّر سياسيون باكستانيون، من بينهم قياديون في حزب حركة إنصاف" بزعامة عمران خان، من أن تصعيد العمليات العسكرية سيؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن في ولايتي خيبر بختونخوا وبلوشستان، معتبرين أن "الحوار مع طالبان الأفغانية هو الحلّ الأفضل، لا القصف العسكري".

أكد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزي أن المقاتلات الباكستانية شنت غارات جوية على مناطق في العاصمة كابل وولايات بكتيكا وخوست وننغرهار، شرق أفغانستان، معتبراً ذلك "انتهاكاً للسيادة الأفغانية وتعدّياً صارخاً على حرمة البلاد".
وقال الرئيس السابق في بيان له: "إن سياسات باكستان تجاه أفغانستان والمنطقة غير مسؤولة وتفتقر إلى البصيرة والعاقبة"، مشيراً إلى أن "ما تواجهه باكستان اليوم هو نتيجة لسياساتها الخاطئة في السابق".
ودعا حامد كرزي إسلام آباد إلى احترام التزاماتها الدولية، وعدم اللجوء إلى العنف والتوتر، بل مراجعة "سياساتها الخاطئة والمضرة"، مضيفاً أن "الخلاص من عواقب هذه الأخطاء يكون بالعودة إلى مبادئ حسن الجوار واحترام القوانين الدولية".
وختم كرزي بالقول إن على باكستان أن تتعامل مع أفغانستان "بروحٍ من الصداقة والتحضر"، مؤكداً أن الطريق إلى الاستقرار في المنطقة يمر عبر التعاون لا القصف.
ولم تصدر السلطات الباكستانية حتى الآن أي تأكيد رسمي بشأن الغارات التي استهدفت كابل وعدداً من الولايات الأفغانية، بينما اكتفت طالبان بتأكيد وقوع انفجار في العاصمة كابل، والتزمت الصمت عن الغارات التي استهدفت مناطق أخرى في البلاد في ليلة واحدة.

هزّت انفجارات قوية، مساء الخميس، 9 أكتوبر، أنحاء العاصمة الأفغانية كابل، في وقت أفاد شهود بأنهم سمعوا بعد الانفجارات أصوات طائرات تحلق فوق المدينة، وقال سكان محليون إن دويّ الانفجارات كان عنيفاً إلى درجة سُمع في معظم أحياء العاصمة.
وأعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أن تحقيقات فورية بدأت لمعرفة تفاصيل الحادث.
ونقلت مصادر مطلعة لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" أن طائرات عسكرية نفّذت غارات على أهداف يُعتقد أنها تضم قادة حركة طالبان باكستان داخل كابل.
ولم تعلن أي جهة بعدُ مسؤوليتها عن الهجوم، غير أن باكستان توعدت سابقاً بملاحقة خصومها "في أي مكان يختبئون فيه".
ومن المقرر أن يعقد الجيش الباكستاني مؤتمراً صحفياً غداً للحديث عن الهجوم.
وقالت المصادر إن طائرتين شاركتا في العملية، بينما أعلنت حركة اتجاه أفغانستان الخضراء، التي يقودها نائب الرئيس الأفغاني الأسبق أمر الله صالح أن الغارات استهدفت زعيم حركة طالبان باكستان، نور ولي محسود.
وأكدت مصادر متعددة لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" وقوع الهجوم على قادة الحركة، لكن مصيرهم لا يزال مجهولاً حتى الآن.
وتتهم باكستان منذ فترة طويلة حركة طالبان الأفغانية بإيواء قادة حركة طالبان باكستان، ومن بينهم نور ولي محسود وحافظ غل بهادر، مشيرة إلى أنهم ينشطون داخل الأراضي الأفغانية.
وخلال العامين الماضيين شنّ الجيش الباكستاني عدة غارات شرق أفغانستان، خصوصاً في ولايات خوست وننغرهار وبكتيا، غير أن هذه هي المرة الأولى التي تُستهدف فيها قيادات الحركة في قلب العاصمة كابل.
ويُرجَّح أن تكون الغارات الأخيرة ردّاً مباشراً على تصاعد الهجمات التي أوقعت خسائر فادحة في صفوف القوات الباكستانية، إذ قُتل فجر الأربعاء 11 جندياً بينهم ضابطان في اشتباك مع مقاتلي طالبان باكستان، كما سقط عدد من القتلى في هجوم آخر الخميس في منطقة دره إسماعيل خان بإقليم خيبر بختونخوا، شمال غربي باكستان.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت باكستان ارتفاعاً غير مسبوق في وتيرة العنف، حيث تستهدف هجمات شبه يومية القوات الأمنية، ولا سيما في خيبر بختونخوا وبلوشستان.
وتشير تقارير صادرة عن "معهد أبحاث السلم والأمن الباكستاني" و"مركز الدراسات الأمنية" إلى أن مستوى العنف خلال الربع الأول من عام 2025 يعادل تقريباً مجمل ما سُجّل خلال عام 2024.
وكانت حركة طالبان باكستان أنهت اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة في عام 2022، ما أدى إلى عودة المواجهات واتساع نطاق العمليات المسلحة.
وحذّرت إسلام آباد مراراً من أنها ستضرب معاقل الحركة داخل أفغانستان إذا لم تمنع طالبان نشاطها هناك، مؤكدة أن الهجمات داخل أراضيها تُدار من الجانب الأفغاني.
وفي تصعيد لافت، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف، في جلسة البرلمان الخميس، إن "صبر باكستان تجاه الإرهابيين وداعميهم قد نفد"، معلناً إرسال وفد رسمي إلى كابل الأسبوع المقبل "لوضع النقاط على الحروف" مع طالبان.
وتتهم باكستان طالبان الأفغانية بالتنسيق مع الهند في زعزعة أمنها الداخلي، وتصف حركة طالبان باكستان بأنها "خوارج تابعون للهند"، كما تعتبر الانفصاليين البلوش "أداة بيد نيودلهي".
في المقابل، تنفي طالبان الأفغانية أي علاقة لها بنشاط طالبان باكستان، ويؤكد وزير خارجيتها أميرخان متقي أن "أراضي أفغانستان لا تشكّل تهديداً لأيّ من دول الجوار"، وهو الموقف الذي كرره مؤخراً خلال مشاركته في مؤتمر "صيغة موسكو".
وتأتي الغارات بينما يشهد مسار العلاقات بين طالبان وإسلام آباد توتراً غير مسبوق، تزامناً مع تقارب واضح بين طالبان والهند.
ويجري وزير الخارجية في حكومة طالبان، أمير خان متقي، زيارة رسمية نادرة إلى نيودلهي، حيث من المقرر أن يلتقي كبار المسؤولين الهنود، بينهم وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي.
ويرى مراقبون أن الغارات الجوية في كابل تحمل رسالة سياسية موازية، في سياق الرد على زيارة متقي إلى الهند، مؤكدين أن هذا الهجوم يفتح فصلاً جديداً من المواجهة بين طالبان وباكستان، ويُظهر أن العاصمة الأفغانية نفسها لم تعد خارج مدى الطائرات الباكستانية.




