وخاضت قوات طالبان والجيش الباكستاني مواجهات متكررة على امتداد المناطق الحدودية خلال الأسبوع الأخير، بعد الغارات الجوية التي شنّتها باكستان على كابل وولاية بكتيكا، والتي ردّت عليها طالبان بهجمات واسعة وعنيفة على مواقع حدودية باكستانية.
وكتب الصحفي سميع مهدي في منشور على "فيسبوك": "كانت باكستان تهاجم -الأفغان- عبر طالبان طوال 20 عاماً... واليوم تفعل ذلك بنفسها".
أما الناشط المقيم في فرنسا رسول بارسي فكتب بسخرية: "لو فُتحت باكستان غداً، فبعدها بيومين ستُمنع 21 مليون فتاة من التعليم، و39 مليون امرأة من أي نشاط اجتماعي".
بينما وصفت الصحفية فرحناز فروتن الهجمات الباكستانية بأنها "عدوان على الشعب والأرض لا على طالبان"، مضيفة أن "من يصفّق لقصف كابل وخوست وقندهار، فهو يصفق لقتل الأبرياء".
من جانبه، قال السفير الأفغاني السابق في القاهرة محمد محق إن "الهجوم على أراضي أفغانستان مدان، وقتل الأبرياء جريمة لا تُغتفر"، متسائلاً: "ما الذي جعل هذا البلد بلا قيمة إلى هذا الحد حتى يتعرض لمئات الغارات سنوياً؟ أليس هذا نتاج حكم طالبان؟"
وأضاف السفير السابق أن "حكم طالبان لم يخلّف فقط انعدام الأمن، بل دمّر الثقة بين الناس، وأفقد البلاد مفهوم المصلحة الوطنية"، معتبراً أن "أفغانستان تحولت إلى ساحة حروب بالوكالة، بلا بوصلة وطنية".
أما الصحفي والناشط السياسي آثار حكيمي فكتب أن طالبان "منذ ظهورها تقاتل بوحشية"، مشيراً إلى أن "قواتها وحلفاءها من طالبان باكستان يتمركزون بين المدنيين".
وقال إن مصادر في كابل أكدت أن جماعة كانت تقيم في المنطقة التي قصفتها باكستان أمس قد تكون من عناصر طالبان باكستان.
وكتب وزير الصحة السابق وحيد مجروح بلغة عاطفية: "الوطن لا يُبنى بالكراهية والتخوين... بل بالرحمة وقبول الآخر. الوطن عزيز عليّ، ومن يظلمه -سواء كان غريباً أو من أبنائه- يؤلمني".
كما كتب عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات تعكس التوجّه العام بين الأفغان، حيث قال أحدهم إن "باكستان ربّت طالبان ووفرت لها الملاذات والمدارس، وها هي الآن تواجه الابن العاق. هذه ليست حرب عقيدة ولا دفاعاً عن وطن، بل صراع مصالح بين من كانوا في خندق واحد".
بينما كتب متسخدم آخر: "كل رصاصة تُطلق في أفغانستان، حتى لو أصابت طالبان، موجعة. طالبان أخطأت حين استولت على الحكم، وأخطأت حين أصبحت أداة بيد الهند، وحين وفرت المأوى لطالبان باكستان. هي من حوّلت البلاد إلى أرض رعب".
وانتقد أحد المستخدمين طالبان، قائلاً: "إن الدول التي تتعرض لضغط عسكري كبير هي التي تطلب وقف إطلاق النار، وطالبان الآن في هذا الموقف"، مضيفاً أن "طالبان كانت تسجد لقبلة باكستان، والآن تسجد لقبلة الهند، فغضبت إسلام آباد".
بينما اعتبر حاكم ولاية خوست السابق حليم فدائي، أن "إدانة هجمات باكستان لا تعني الدفاع عن طالبان"، فيما شدد وزير شؤون المهاجرين السابق، نور الرحمن أخلاقي، على أن "حرب طالبان وباكستان ليست حرب الشعب الأفغاني".
من جهتها علّقت الكاتبة حميرا قادري على الاشتباكات بين طالبان وباكستان، وقالت: "فرِّقوا بين الوطن وطالبان الإرهابية"، وأضافت في منشور آخر: "مشكلتنا مع طالبان قائمة، لكن لا شيء يبرر عدوان باكستان على أرضنا".
من جهتها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) أن الاشتباكات في سبين بولدك بولاية قندهار أسفرت عن مقتل 17 مدنياً وإصابة 346 آخرين، مشيرة إلى وقوع ضحايا آخرين في ولايات بكتيا وبكتيكا وكنر وهلمند.
وفيما أعلنت طالبان وباكستان اتفاقاً على وقفٍ لإطلاق النار، قال وزير الدفاع الباكستاني، خواجه آصف، إنه "لا يعتقد أن وقف إطلاق النار سيصمد طويلاً".