وأشار آصف آشنا، الناشط السياسي، إلى أن طالبان مهدت مرتين لعمليات قصف كابل لأنها «أعطت ملاذًا للإرهابيين» في كلتا الحالتين، مؤكدًا أن تكرار هذا السلوك يدل على أن طالبان لم تتعلم من التجارب السابقة وعرّضت أفغانستان مجددًا للخطر.
من جانبه، ذكر نجیبالله عليخیل، الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية الأفغانية، أن باكستان كانت تشن هجمات على أفغانستان حتى في عهد الجمهورية، قبل ظهور مسألة تحريك طالبان باكستان (تي تي بي)، مؤكدًا أن باكستان دائمًا تسعى للتدخل في الشؤون الأفغانية. وأضاف أن تي تي بي نتاج سياسات باكستان الخاطئة، وأن سياسة إسلام آباد تمتد «أبعد من حدود ديرند»، بهدف السيطرة على أفغانستان واعتبارها جزءًا من مجال نفوذها.
من جانبها، قالت لينا روزبه، الصحفية، إن علاقة طالبان مع باكستان تغيرت بعد اعتراف روسيا بها وإقامتها علاقات مع بعض دول المنطقة، معتبرة أن طالبان بعد هذه التحولات شعرت بعدم حاجتها لباكستان. وأوضحت أن زيارة أمير خان متقي الأخيرة إلى نيودلهي كانت بمثابة «المسمار الأخير» في علاقات الطرفين، مشيرة إلى أن طالبان باتت مستقلة اليوم نظرًا لامتلاكها الموارد المالية والسلطة الحاكمة. وأضافت روزبه أن الهند، التي لطالما اعتبرها الأفغان صديقة، قدمت «فرشًا أحمر» لطالبان، مؤكدة أن «لا توجد دولة صديقة أو عدو دائم لأفغانستان».
وأكد غلام جيلاني زواک، الناشط السياسي، أن الوقوف ضد اعتداءات باكستان لا يعني دعم طالبان، ولفت إلى احتمال أن تكون هجمات باكستان في أفغانستان منسقة مع الولايات المتحدة. وأضاف أن مسألة ديرند لم تُحل بعد، و«بدون حوار وطني، لن تتشكل أي رؤية موحدة حولها».
في المقابل، اعتبر مجیب مهرداد، الصحفي المقيم في الولايات المتحدة، أن هذه الحرب ليست حرب أفغانستان بل حرب طالبان، مؤكدًا أنها «غير مشروعة لأن الشعب الأفغاني لم يطلبها، ولن تؤدي إلا إلى الموت والدمار». وأضاف أن على الأفغان خلق ظروف تجعل بلادهم «غير ملاذ للهجمات الجوية الخارجية». وأوضح أن الاستمرار في النقاش حول ديرند بلا جدوى، إذ «تم حل القضية من منظور القانون الدولي».
وأشار شفیق همدرد، المحلل السياسي، إلى أن مشكلة باكستان ليست مع طالبان فقط، بل مع أي نظام حكم في أفغانستان، مستشهدًا بمثال صبغتالله مجددي الذي حكم شهرين فقط وتعرضت طائرته لهجوم باكستاني. وأضاف أن باكستان تسعى دائمًا لتحقيق عمق استراتيجي في أفغانستان بغض النظر عن نوع الحكم، سواء كان شيوعيًا أو مجاهدًا أو غيره.
وتطرق سيد سليمان آشنا، الصحفي، إلى علاقة طالبان في أفغانستان مع تي تي بي، مشيرًا إلى أن الأخيرة تتحرك بسهولة عبر الحدود بسبب الروابط القبلية المشتركة. وأكد أن طالبان الحالية، نظرًا لاستقلالها المالي والسياسي وحواراتها مع الولايات المتحدة، لم تعد تطيع إسلام آباد كما كان في السابق. وأضاف أن أفغانستان، لو كانت قوة كبيرة مثل الهند، «كان بإمكانها استعادة أراضيها كما فعلت الهند مع جامو وكشمير».
وتأتي هذه المناقشات في ظل اتهامات باكستان لطالبان بإيواء الجماعات المسلحة المعارضة لها داخل أفغانستان، وتنفيذها سلسلة من الهجمات الجوية خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك على العاصمة كابل.