وبحسب التجار، فإن فواكه مثل الموز والبرتقال والجوافة تُدخل إلى الأراضي الأفغانية بواسطة شاحنات تقلّ المهاجرين الأفغان المرحّلين من باكستان.
ووفقًا للمصادر، يتم تهريب نحو ألف كرتون من الفواكه الباكستانية يوميًا عبر المعبر إلى الداخل الأفغاني.
وقال أحد التجار في جلالآباد، في تصريح يوم الأحد 16 نوفمبر، طالبًا عدم الكشف عن هويته، إن الفواكه المهرّبة تُباع بأسعار مرتفعة في الأسواق المحلية.
وأضاف: «الشاحنات التي تنقل المهاجرين الأفغان من بيشاور إلى أفغانستان تدخل تحتها الموز والجوافة بعيدًا عن أعين التفتيش.»
طريق جديد عبر إيران
وتشير مصادر تجارية إلى أن الفواكه الباكستانية تُصدَّر أولًا إلى إيران قبل أن تُنقل إلى أفغانستان، في حين تُصدّر الفواكه الأفغانية، خصوصًا العنب، إلى إيران ومنها إلى باكستان، ما خلق مسارًا تجاريًا جديدًا بين الدول الثلاث.
وقال أحد تجار الفواكه الطازجة: «الموز الباكستاني يصل إلى أفغانستان عبر إيران، وفي المقابل نرسل العنب الأفغاني إلى إيران ليُعاد تصديره لاحقًا إلى باكستان.»
وجاءت هذه التطورات بعد تصاعد التوتر الحدودي بين باكستان وحركة طالبان، ما أدى إلى إغلاق جميع المعابر الحدودية أمام حركة الأشخاص والبضائع، وهو ما ألحق خسائر مالية كبيرة بالتجار والمزارعين في البلدين.
ونقلت صحيفة دان الباكستانية في تقرير لها بتاريخ 11 نوفمبر، عن مصادر رسمية قولها إن إغلاق معبر طورخم خلال شهر واحد تسبب في خسائر تجاوزت 4.5 مليار دولار للاقتصادين الباكستاني والأفغاني، مشيرةً إلى أن باكستان فقدت أكثر من 65% من حصتها في السوق الأفغانية بسبب هذه السياسات.
وكان الملا عبد الغني برادر، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في حكومة طالبان، قد دعا التجار الأفغان إلى وقف جميع التعاملات التجارية مع باكستان، والتركيز على إيجاد طرق بديلة، إضافة إلى الإسراع في تصفية معاملاتهم داخل الأراضي الباكستانية.
وأعرب عدد من التجار الأفغان والباكستانيين عن استيائهم من الوضع القائم، واعتبروا الإجراءات الحالية «ضارة بالتجارة الثنائية»، مؤكدين أن خلط القضايا السياسية والأمنية مع الملفات الاقتصادية ينعكس سلبًا على شعوب المنطقة.