وأشار التقرير إلى أنّ ياسين ضياء، مؤسس جبهة حرية أفغانستان، وداوود ناجي، المسؤول عن القسم السياسي في هذه الجبهة، سافرا خلال العام الماضي إلى عدة دول سعياً لكسب الدعم السياسي والمالي. ويُذكر أنّ هذين الشخصين، على الرغم من تاريخهما في الجانبين المتضادين خلال الحرب الأهلية، أصبحا مرة أخرى في محور سياسي واحد بعد سقوط الحكومة السابقة في أفغانستان.
وذكرت المجلة أنّه مع زيادة الفجوة بين طالبان وباكستان، هناك احتمال بأن تحصل جبهة حرية أفغانستان على فرصة جديدة للعب دور سياسي، وقد ظهرت شائعات حول إنشاء مكتب للجبهة في باكستان.
وأضاف التقرير أنّه رغم النشاط المسلح الطويل الذي قام به ضياء ضد طالبان، إلا أنّ هذه الهجمات لم تُحدث تأثيراً كبيراً، وحافظت طالبان على سيطرتها على البلاد.
وأشار التقرير أيضاً إلى أنّ طالبان حققت بعض الإنجازات الدبلوماسية، بما في ذلك اعتراف روسيا بإدارة طالبان في يوليو 2025، وسيطرتها على عدد من السفارات التابعة للحكومة السابقة.
وفي جانب آخر، أشار التقرير إلى أنّ جهود باكستان لإنشاء معارضة موحدة ستستغرق وقتاً، إذ إن معارضي طالبان لا يزالون مجزّأين ومنقسمين. وذكر التقرير اجتماع المعارضة في فيينا عام 2024، وأوضح أنّه رغم جهود أحمد مسعود لجمع المزيد من الشخصيات، فإن دولاً مثل فرنسا وبريطانيا ما زالت تتجنب الاقتراب من هذه الجبهة.
وأضاف التقرير أنّه لم يتشكل أي دعم حكومي رسمي لمعارضي طالبان، وأن هذه المجموعات ليست لديها الوسائل الكافية لتحدي طالبان.
كما ذكرت المجلة أنّ باكستان، بعد انسحاب الناتو، كانت الدولة الوحيدة القادرة على التأثير المباشر في أفغانستان، لكن هذه القدرة تراجعت مع تغير السياسة الخارجية لطالبان وتقاربها مع إيران والهند.
وأشار التقرير إلى أنّ مقاطع فيديو تظهر نشاط حركة طالبان الباكستانية في ضواحي بيشاور زادت من قلق إسلامآباد، وأن موقف طالبان المحايد في الحرب القصيرة بين باكستان والهند زاد من تعقيد الوضع.
وذكر التقرير أنّ لقاء أميرخان متقي، وزير خارجية طالبان، مع نظيره الهندي في نيودلهي، ووصف الهند بأنها «صديق قريب» من قبل متقي، كان أحد نقاط الخلاف الرئيسية.
كما رفعت الهند تمثيلها في كابل إلى مستوى سفارة في الوقت نفسه، بينما شهدت الحدود تبادلاً لإطلاق النار بين قوات باكستان وطالبان، ولم تنجح إلا وساطة تركيا في تحقيق وقف لإطلاق النار.
وذكرت "نيو لاينز" أنّه من وجهة نظر باكستان، تقارب طالبان مع الهند يمثل خطراً مباشراً على عقيدتها الأمنية، إذ تحتاج باكستان، بسبب موقعها الجغرافي، إلى حكومة في كابل تتناغم مع مصالحها الأمنية. لذلك، بدأت إسلامآباد في دراسة خيارات سياسية جديدة وتسعى لإيجاد بديل سياسي لطالبان.
وأشار الكاتب إلى جذور عدم الثقة التاريخية لطالبان تجاه باكستان، موضحاً أنّ طالبان لا تعترف بخط دوراند، وأن العمليات العسكرية الباكستانية في وزيرستان وتسليم بعض أعضاء طالبان للولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر زادت من هذه الثقة. كما أنّ طالبان، من خلال إيواء حركة طالبان الباكستانية، تمكنت من خلق أداة ضغط ضد باكستان.