وقالت اللجنة، عبر حسابها في منصة "إكس" اليوم الجمعة الموافق 28 نوفمبر، إن التحقيقات التي أجريت بين عامي 2022 و2024 كشفت عن "نواقص خطيرة" في إجراءات تدقيق خلفيات آلاف المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم.
ثغرات في التحقق الأمني وغياب الوثائق
وأفاد التقرير بأن التحديات القنصلية في مطار حامد كرزاي—ومنها غياب الوثائق ونقص أنظمة تسجيل البيانات—أدت إلى خلل كبير في عملية التحقق من الهويات، ما ترك آلاف الأشخاص في وضع قانوني غير واضح بعد انتهاء الإجلاء.
وأشار التقرير إلى شهادة موظفين في مطار كابول، أكدوا فيها أن خمسة مسافرين كانوا يحملون جوازات سفر أميركية لا تعود لهم، إضافة إلى حادثة أخرى أعيد فيها طائرة إلى كابول بعد اكتشاف إشارات "حمراء" على عدد من المسافرين خلال الفحص الثانوي.
كما نقل التقرير عن غريتا هولتز، السفيرة الأميركية في الدوحة، قولها إن عدداً كبيراً من الأفغان الذين وصلوا إلى قطر بعد الإجلاء "لم يحملوا أي وثائق تعريفية حقيقية"، مؤكدةً أن الكثير من العائلات كانت تضم شخصاً واحداً فقط يمتلك وثيقة رسمية، بينما دخل بقية أفراد العائلة بدون مستندات.
حرق جوازات ووثائق داخل السفارة الأميركية
وأورد التقرير أيضاً رواية موظف في وزارة الخارجية الأميركية قال إن موظفي السفارة في كابول اضطروا إلى جمع جوازات السفر والملصقات القنصلية في حاويات بلاستيكية وحرقها بعد وصول طالبان إلى بوابة السفارة، لمنع وقوعها في أيدي الحركة.
وأدى ذلك إلى ضياع جوازات خاصة بمواطنين أميركيين، ومتقدمين لبرنامج الهجرة الخاصة، وأفراد من دول أخرى.
ووفق التقرير، لجأت وزارة الخارجية لاحقاً إلى إصدار ما عرف بـ"جوازات الدخول الإلكترونية" عبر رسائل بريدية أُرسلت لبعض الأفغان المؤهلين، تتضمن إذناً يسمح لهم بدخول المطار.
غير أن هذه الرسائل تعرّضت للتزوير سريعاً، ما أدى إلى تدفق أعداد كبيرة من غير المؤهلين نحو المطار وتعقيد عملية التمييز بين المستحقين وغيرهم.
تهديد مباشر وارتباط بهجوم "آبي غيت"
وأكد التقرير أن فشل أنظمة التحقق وضع القوات الأميركية وموظفي وزارة الخارجية في مواجهة تهديدات مباشرة، وانتهى الأمر بوقوع الهجوم الدامي الذي نفذه تنظيم "داعش – خراسان" عند بوابة "آبي غيت". وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 13 جندياً أميركياً وأكثر من 170 مدنياً أفغانياً.
كما ادعى التقرير أن الانسحاب من أفغانستان أدى إلى "إضعاف الأمن القومي الأميركي"، وأن البلاد تحولت مجدداً إلى "ملاذ للجماعات الإرهابية"، فيما تضررت صورة الولايات المتحدة أمام العالم.
ونقل التقرير عن مسؤول كبير في مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن القومي وصفه لعملية الإجلاء بأنها "قطار بطيء يسير نحو كارثة"، مؤكداً أن الفشل كان محسوماً، "ولم يكن السؤال سوى عن حجم ذلك الفشل".
ورغم أن التقرير اكتمل إعداده العام الماضي، أعادت اللجنة نشره اليوم، بالتزامن مع موجة انتقادات أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب ضد بايدن وهاريس، متهماً إياهما بإدخال "عشرات الآلاف من الأفغان" إلى الولايات المتحدة "دون تقييم كافٍ". وجاء ذلك بعد ساعات فقط من هجوم نفّذه مواطن أفغاني، عبد الرحمن لكانوال، ضد اثنين من عناصر الحرس الوطني في واشنطن، ما أدى إلى وفاة أحدهما.
قلق في أوساط الجالية الأفغانية في أميركا
وأثار الهجوم الأخير مخاوف لدى الجالية الأفغانية في الولايات المتحدة، إذ عبّر كثير من المهاجرين الأفغان عن خشيتهم من تصاعد ما وصفوه بـ"الموجة المتزايدة من الأفغانوفوبيا"، مؤكدين أن الأجواء العامة باتت أصعب عليهم خلال الأيام الماضية.