ورغم أن البيان لم يذكر أي مجموعة بعينها، إلا أن حركة طالبان الباكستانية متهمة باستخدام أراضي أفغانستان ضد باكستان. وكانت باكستان قد طالبت في إحدى المفاوضات مع وفد طالبان أن تصدر الحركة فتوى تمنع انضمام الميليشيات الأفغانية إلى الميليشيات الباكستانية.
المصادر أفادت بأن الاجتماع حضره ما لا يقل عن ألف عالم ديني من مختلف أنحاء أفغانستان، بينما لم تكشف إدارة طالبان عن مكان انعقاد الاجتماع. وقد تمكنت قناة أفغانستان إنترناشونال من الحصول على نسخة من البيان الصادر عن العلماء.
وأوضح العلماء أن أي استخدام لأراضي أفغانستان ضد دول أخرى غير مشروع، وحذروا من اتخاذ إجراءات ضد من يخالف ذلك. وشددوا على أن طالبان تعهدت بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية ضد دول أجنبية، وأن تنفيذ هذا الالتزام يقع على عاتق الجميع، وأن من يتجاهل ذلك يُعتبر «عاصيًا ومخالفًا»، وسيتم اتخاذ «الإجراءات اللازمة» بحقه.
وتشير التقارير إلى أن حركة طالبان الباكستانية تنشط بشكل خاص في ولايات خوست وبكتيا وبكتكا وننكرهار وكونر شرق أفغانستان.
وفي تطور متصل، أعلنت باكستان يوم الأربعاء، 10 ديسمبر 2025، أمام مجلس الأمن أن الميليشيات تهاجم أراضيها من أفغانستان، مشيرة إلى أن 1,200 شخص قتلوا خلال العام الماضي في هجمات هذه الميليشيات.
وأكد البيان أن اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي من يستخدم الأراضي الأفغانية لأغراض عسكرية أو ضد دول أخرى أصبح أمرًا واجبًا. كما وصف العلماء إدارة طالبان بأنها «شرعية» و«صالحة»، وشددوا على وجوب الطاعة لها، مؤكدين في الختام على وحدة المسلمين ومنع الخلاف والصراع بينهم.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل توتر شديد بين طالبان وباكستان، حيث أدت زيادة هجمات الميليشيات على الأراضي الباكستانية إلى تصعيد التوتر والصراع مع الجيش الباكستاني، الذي رد بقصف مناطق في أفغانستان، بما في ذلك كابل. وعقد الطرفان عدة جولات من المفاوضات برعاية بعض الدول، لكنها لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن.