أنشأ تنظيم داعش في أفغانستان مدارس انتحارية للأطفال
يقول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن تنظيم داعش – ولاية خراسان أنشأ مدارس في بعض مناطق أفغانستان، ويقدّم تدريبات على العمليات الانتحارية والتلقين الأيديولوجي للأطفال القُصّر، ولا سيما من هم دون سن الرابعة عشرة.
وتعتبر الأمم المتحدة هذا التوجّه مثيرًا للقلق.
وبحسب التقرير، يستخدم تنظيم داعش – ولاية خراسان المدارس الدينية في شمال أفغانستان وفي المناطق القريبة من الحدود مع باكستان للتأثير على الأطفال، وقد أنشأ دورات خاصة لتدريب القُصّر على العمليات الانتحارية.
وتُعدّ هذه التدريبات جزءًا من جهود التنظيم لإعداد جيل جديد من العناصر العملياتية وضمان استمرارية نشاطه على المدى الطويل.
ويشير التقرير إلى أن طالبان قمعت تهديد داعش – ولاية خراسان، لكنها لم تتمكن من القضاء عليه بالكامل.
ووفقًا للتقرير، يعمل تنظيم داعش – ولاية خراسان حاليًا في الغالب من خلال خلايا صغيرة، ولا يزال حضوره مستمرًا، ولا سيما في شمال وشرق أفغانستان. وتقول الأمم المتحدة إنه على الرغم من تراجع عدد هجمات التنظيم داخل أفغانستان في عام 2025، فإنه لا يزال يُوصَف بأنه «قادر على الصمود»، وتعتبره الدول الأعضاء في مجلس الأمن أكبر تهديد إرهابي منطلق من أفغانستان.
ويذكر التقرير أن طالبان نفذت منذ مطلع عام 2025 عدة عمليات لمكافحة الإرهاب ضد داعش – ولاية خراسان، وتحدث مسؤولو الحركة عن «قمع ناجح»، إلا أن التقرير يشير إلى استمرار الهجمات التي يعلنها التنظيم، وزيادة نشاطه الدعائي، وعمليات التجنيد، والمخاوف بشأن قدرته على التغلغل داخل صفوف طالبان.
ويضيف التقرير أن طالبان، رغم ادعائها السيطرة على التهديد، تسعى بشكل منتظم إلى الحصول على مساعدة خارجية في مجال مكافحة داعش – ولاية خراسان.
كما تقول الأمم المتحدة إن داعش – ولاية خراسان لا يزال يحتفظ بالقدرة والنية لتنفيذ هجمات خارجية، ويضع في مقدمة أهدافه استهداف المجتمعات الشيعية، والمسؤولين الحاكمين، والأجانب.
وأشارت الأمم المتحدة إلى مقتل خليل حقاني، وزير شؤون اللاجئين السابق في حكومة طالبان، في هجوم انتحاري بتاريخ 11 ديسمبر/كانون الأول 2024، باعتباره أبرز خسارة على مستوى حكومة طالبان منذ سيطرة الحركة، نُسبت إلى تنظيم داعش.
وتناول التقرير أيضًا دور الدعاية لدى داعش – ولاية خراسان، مشيرًا إلى أن قادة التنظيم يعملون على نزع الشرعية عن طالبان في نظر السكان وتعميق الانقسامات الداخلية. وقد وصفت وسائل إعلام تابعة للتنظيم سياسات طالبان تجاه النساء والفتيات بأنها «غير إسلامية»، كما وصفت تفاعل طالبان مع المجتمع الدولي بأنه «حوار مع الكفار».
ويذكر التقرير أن سناء الله غفاري، المعروف باسم شهاب المهاجر، لا يزال زعيم تنظيم داعش – ولاية خراسان ويتنقل باستمرار. كما قام مسؤولان في التنظيم، يُعرفان باسم أبو منذر وكاكا يونس، بتجنيد نحو 600 متطوع من آسيا الوسطى، ولا سيما من طاجيكستان وأوزبكستان.
وبحسب التقرير، نُقل بعض هؤلاء الأفراد إلى أفغانستان، وبقي بعضهم في بلدانهم، فيما أُرسل آخرون إلى أوروبا. ويُعدّ العديد منهم من الشباب الذين جرى تجنيدهم عبر حوارات دينية على الإنترنت.
وقدّر التقرير عدد مقاتلي داعش – ولاية خراسان بنحو 2000 عنصر.
وأشار التقرير إلى علاقات انتهازية بين داعش – ولاية خراسان وحركة طالبان باكستان، وكذلك مع عناصر ناقمة داخل طالبان، ووصَف مستوى نفوذ التنظيم داخل هياكل طالبان بأنه «غير معلوم» لكنه «واسع».
كما أفاد التقرير بأن شبكة العمليات الخارجية لتنظيم داعش – ولاية خراسان كانت متمركزة في ولاية نيمروز قبل تفكيكها، وقد تولت التخطيط وتسهيل هجمات عام 2024 في كرمان بإيران وقاعة كروكوس سيتي في موسكو.
وأضاف التقرير أن هذه الشبكة جرى تفكيكها بتعاون استخباراتي من عدة دول، باستثناء طالبان التي امتنعت عن التعاون وتبادل المعلومات.
ويقول التقرير إن مصادر تمويل داعش – ولاية خراسان ليست واضحة بدقة، إلا أنه وبناءً على مقابلات مع معتقلين، كان التنظيم يمتلك أدوات تقنية مثل الحواسيب المحمولة والهواتف المحمولة، وكانت تُوفَّر المواد الغذائية لعناصره. وتُعدّ التبرعات المالية، وعمليات الخطف مقابل الفدية مع استهداف التجار المحليين، واستخدام العملات الرقمية من بين مصادر تمويل التنظيم.
كما تطرق التقرير إلى استخدام داعش – ولاية خراسان للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التنظيم كان رائدًا في توظيف التقنيات الحديثة لأغراض الدعاية وإنتاج المحتوى.
وفي أجزاء أخرى من التقرير، أُشير إلى ارتباط اقتصاد المخدرات بالجماعات الإرهابية، حيث ذُكر أن التغييرات في زراعة الخشخاش قد توفّر فرصًا لداعش – ولاية خراسان للاستفادة من العائدات غير المشروعة.
كما أوصى التقرير، في ظل تزايد استخدام التنظيم للعملات الرقمية، بأن تتبادل الدول المعلومات والتحليلات ذات الصلة، بما في ذلك عناوين المحافظ الرقمية.
ويُعدّ تنظيم داعش – ولاية خراسان الفرع الإقليمي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي أعلن عن نفسه عام 2015. ويعتبر التنظيم نفسه جزءًا من الهيكل العالمي لداعش، ويخوض صراعًا مع الحكومات والجماعات والتيارات التي تتبنى تفسيرات مختلفة للإسلام، بما في ذلك حركة طالبان.
قال محمد محقق، زعيم حزب الوحدة الإسلامية لشعب أفغانستان، إن الدول تعارض اندلاع حرب أهلية مع طالبان، داعياً إدارة الحركة إلى التراجع عن التشدد والانخراط في مفاوضات عقلانية.
وأضاف محقق: «العالم قال لا للحرب، الشرق والغرب قالوا لا للحرب، والجيران أيضاً قالوا لا للحرب».
وجاءت هذه التصريحات يوم الثلاثاء 16 ديسمبر خلال حفل إطلاق كتاب مذكراته الذي نُشر مؤخراً.
وأكد الزعيم السياسي أن رغم الدعم المالي الذي تقدمه بعض الدول لطالبان، فإن المجتمع الدولي يبتعد فكرياً عن الحركة، ولا يعترف بسيطرتها على البلاد.
وزعم محقق أن «طالبان ليست حركة دائمة»، مشيراً إلى أن الأحزاب والتيارات السياسية أخيراً أبدت «توافقاً» في هذا السياق.
وكانت بعض الأحزاب والتيارات السياسية قد أصدرت بياناً مشتركاً مؤخراً شددت فيه على أهمية الحوار والمفاوضات مع طالبان، ويعتقد مراقبون أن البيان صدر تحت ضغط بعض الدول الإقليمية، من بينها إيران. وبعد ذلك استضافت إيران اجتماعاً بمشاركة ممثلين عن دول المنطقة لمناقشة الوضع في أفغانستان، إلا أن طالبان امتنعت عن الحضور.
وشدد محمد محقق على أن لا أحد يؤيد الحرب، ودعا طالبان إلى المشاركة في مفاوضات عقلانية وهادفة، كما طالب المجتمع الدولي بتوفير البيئة المناسبة للحوار بين الحركة والمعارضين.
وأكد محقق أن الحل الحقيقي يكمن في التفاوض بين التيارات السياسية الرئيسية وطالبان.
وتؤكد طالبان دائماً أن أزمة أفغانستان قد انتهت، وأن الأمن العام مستتب، وأنه لا حاجة للحوار، مطالبة بعودة الزعماء السياسيين إلى داخل البلاد، في حين أن هؤلاء الزعماء لا يسمح لهم بممارسة أنشطة سياسية أو شعبية.
أفادت وسائل إعلام مرتبطة بطالبان عن شن قوات الحركة عملية ضد «مخابئ تنظيم داعش في مدينة فيض آباد بمحافظة بدخشان».
وأوضحت هذه المصادر أن العملية استهدفت أشخاصاً يُشتبه في تورطهم بهجمات على مواطنين صينيين في المناطق الحدودية مع طاجيكستان.
ولم تصدر طالبان حتى الآن أي بيانات رسمية حول هذه العملية.
وذكر موقع «المرصاد» المقرب من استخبارات طالبان أن «القوات الأمنية في محافظة بدخشان استهدفت مخبأً لأشخاص مشبوهين يُشتبه في تورطهم في الهجمات التي وقعت من مناطق بدخشان الحدودية ضد مواطنين صينيين في أراضي طاجيكستان».
وأشار الموقع إلى أن العملية جرت ليلة الثلاثاء 16 ديسمبر في مدينة فيض آباد، وأسفرت عن القبض على شخص مطلوب حيّاً مع أسلحته ومعداته العسكرية. وادّعت وسائل الإعلام أن الهجمات على المواطنين الصينيين عند حدود طاجيكستان كانت مُخطط لها من خارج أفغانستان.
وكانت وزارة الخارجية الطاجيكية قد أعلنت في 6 ديسمبر مقتل ثلاثة مواطنين صينيين في ولاية ختلان نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة انطلق من أفغانستان، كما وقعت هجمات أخرى على الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين الصينيين.
وأثارت هذه الهجمات قلقاً واسعاً في دول المنطقة، وطالبت الحكومات المجاورة طالبان بوقف أنشطة الجماعات الإرهابية في أفغانستان.
قال ديفيد سيدني، أحد نواب وزير الدفاع الأمريكي السابقين، إن أفغانستان تشهد «فصلًا عنصريًا جنسيًا» حيث تم استبعاد النساء من جميع المجالات.
وأضاف أن العديد من الدول تتردد في إرسال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى أفغانستان بسبب استمرار قمع النساء.
وأوضح سيدني، في حديثه لقناة الجزيرة، أن طالبان من خلال منع النساء من التواجد في أماكن العمل، وخاصة في مكاتب الأمم المتحدة وقطاعات توزيع المساعدات الإنسانية، تجعل عمليًا تقديم المساعدات بشكل فعال أمراً مستحيلاً.
وأشار إلى أن جزءاً كبيراً من الكوادر الفنية والإدارية في أفغانستان قبل وصول طالبان كان يعتمد على النساء المتعلمات، ومع استبعادهن تواجه البلاد أزمة إنسانية حادة ونقصاً في الكوادر المتخصصة.
وأضاف سيدني، الذي شغل أيضًا منصب رئيس الجامعة الأمريكية في أفغانستان، أن استمرار حرمان النساء من أداء دورهن في المجتمع يعرض الشعب الأفغاني لخطر الجوع والحرمان الواسع.
وكانت منظمات حقوق الإنسان قد وصفت الوضع في أفغانستان سابقًا بأنه «أبرز مثال على الفصل الجنسي». كما دعا نشطاء حقوق النساء المجتمع الدولي إلى الاعتراف بهذا الفصل الجنسي في البلاد.
وأشار نشطاء حقوق النساء إلى أن طالبان أصدرت أكثر من 160 قرارًا كتابيًا وشفويًا في إطار جهودها لإقصاء النساء من المجال العام.
أعلنت وزارة الصناعة والتجارة في حكومة طالبان أن زيارة وزير الاقتصاد القرغيزي، بكيت صديقييف، إلى كابل أسفرت عن توقيع مذكرات تفاهم تجارية بقيمة 165 مليون دولار.
وأوضح المسؤولون أن هذه الاتفاقيات أُبرمت بين مختلف قطاعات القطاع الخاص في أفغانستان وقرغيزستان.
وقالت الوزارة، في بيان نشر يوم الأربعاء 17 ديسمبر، إنه عقب زيارة الوفد الاقتصادي القرغيزي، تم عقد اجتماع بعنوان «التواصل التجاري» في كابل. وأضافت الوزارة أن الاجتماع شهد حوارات تجارية بين القطاعين الخاصين في كلا البلدين، شملت مجالات الذهب، والأدوية، والاتصالات، والتعدين، والطاقة، واللوجستيات، والنقل، والمصارف، والزراعة وتربية الماشية.
ووصف نور الدين عزیزی، وزير الصناعة والتجارة في طالبان، العلاقات الاقتصادية مع قرغيزستان بأنها مهمة، مشيراً إلى أن «البلدين مكملان لبعضهما البعض؛ أحدهما يتمتع بموقع استراتيجي في قلب ربط جنوب وغرب آسيا، والآخر يمثل بوابة الدخول إلى آسيا الوسطى وأسواق يوروأوراسيا الاقتصادية».
وأشار الوزير إلى أن توقيع خارطة الطريق ومذكرات التفاهم للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يشكل الإطار العملي للعلاقات الاقتصادية بين أفغانستان وقرغيزستان. كما اعتبر افتتاح «بيت التجارة القرغيزي» في كابل جسر تواصل بين أعضاء القطاع الخاص في كلا البلدين.
وكانت وزارة الصناعة والتجارة قد أعلنت سابقاً أن قرغيزستان افتتحت «بيت التجارة» الخاص بها في كابل خلال زيارة الوفد، واعتبرت هذا الإجراء «خطوة مهمة لتعزيز وتأسيس العلاقات التجارية والاقتصادية بين أفغانستان وقرغيزستان».
قالت مصادر مطلعة في كابل إن طالبان قامت بتدمير مبنى سينما أريانا، الواقع عند تقاطع نافورة المياه في وسط مدينة كابل. وأوضح مالكو الأعمال التجارية في المنطقة أن طالبان تعتزم بناء سوق تجاري مكان السينما.
وأضافت المصادر، يوم الأربعاء 17 ديسمبر، أن طالبان بدأت منذ يومين عملية هدم سينما أريانا، وقد ألحقت بالفعل أضراراً كبيرة ببنية المبنى.
وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة من الموقع أن طالبان قامت بسياج المنطقة المحيطة بالمبنى، بينما تعمل الجرافات على هدم السينما.
وكانت بلدية طالبان في كابل قد أعلنت في شهر مايو 2022 عن إعادة افتتاح السينما وإقامة مهرجان فيها. وتعد سينما أريانا واحدة من أقدم دور السينما في أفغانستان، وترمز إلى مدينة كابل القديمة.
ولم تصدر طالبان حتى الآن أي بيان رسمي حول سبب تدمير هذا المبنى.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها طالبان بهدم مبانٍ سينمائية في كابل، حيث دمرت الحركة عدة سينمات في أنحاء أفغانستان.
وكانت طالبان قد هدمت سابقاً «سينما خيرخانه» في الحصة الثانية من منطقة خيرخانه، معلنة أنها ستبني مكانها مسجداً وسوقاً تجارياً.
وتعتبر سينما أريانا، بعد سينما بهزاد، من أقدم دور السينما في أفغانستان، وتقع في وسط كابل قرب متجر أفغان الكبير.
ويأتي هذا الهدم في ظل تطبيق طالبان لقانون «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، الذي يحظر نشر وعرض الصور الحية ويوقف نشاط دور السينما، كما ألغت الحركة كلية الفنون الجميلة من هيكل التعليم العالي في البلاد.