طالبان تفصل موظفين حكوميين في خوست بسبب تقصير اللحية

قال عدد من الموظفين الحكوميين في ولاية خوست لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" إن حركة طالبان تعمد إلى احتجازهم لمدة تصل إلى 24 ساعة بسبب تقصيرهم اللحية، ثم تفصلهم من وظائفهم بهذه الذريعة.

قال عدد من الموظفين الحكوميين في ولاية خوست لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" إن حركة طالبان تعمد إلى احتجازهم لمدة تصل إلى 24 ساعة بسبب تقصيرهم اللحية، ثم تفصلهم من وظائفهم بهذه الذريعة.
وأضافوا أن الرئيس الجديد لإدارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الولاية يسعى إلى إقصاء ما تبقى من موظفي الحكومة السابقة عبر مبررات مختلفة.
وأوضح موظفون، في تواصلهم مع "أفغانستان إنترناشيونال"، أن محتسبي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بتوجيه من رئيس الإدارة في خوست، يتوجهون إلى الدوائر الحكومية ويفحصون مظهر الموظفين السابقين، ولا سيما اللحية.وبحسب هؤلاء، يتعرض موظفون في بعض الإدارات لإهانات وتهديدات وإذلال لمجرد تقصير اللحية، رغم أنهم موظفون مدنيون ولا يملكون أي خلفية سياسية أو سجلاً جنائياً.وأكدوا أن أي موظف لا تتوافق لحيته مع ذوق رئيس الأمر بالمعروف في طالبان، أو لا تربطه به علاقة شخصية، يتعرض للضغط وينتهي به الأمر إلى الإقالة. وقال أحدهم: "النية الواضحة لطالبان هي إقصاؤنا بهذه الذرائع وتعيين عناصرهم بدلاً منا".وأشار موظف فني في رئاسة الاتصالات في خوست إلى أن التعليمات المفروضة عليهم تنص على أن "تكون اللحية بطول قبضة اليد، وألا تُقص الأجزاء أسفل الأذنين، وأن تُترك بالكامل دون مسّها".وبحسب المصادر، تُطبّق هذه الإجراءات في عدد من الإدارات، بينها بلدية خوست، ورئاسة الاتصالات، ورئاسة العمل والشؤون الاجتماعية.ويأتي ذلك في وقت أفادت فيه مصادر بأن عناصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لطالبان في قندهار أوقفوا، خلال اليومين الماضيين، نحو 15 شاباً من المطاعم ومحال بيع الطعام، لمجرد تقصيرهم اللحية أو حلقها.






حذر ندا محمد نديم، وزير التعليم العالي في حكومة طالبان، خلال كلمة ألقاها في مدرسة جهادية بالعاصمة كابل، من «انعدام الثقة» و«الخلافات» داخل صفوف الحركة، مؤكداً أن استمرار إدارة طالبان يعتمد بشكل أساسي على الحفاظ على «الوحدة».
ويعد نديم من الشخصيات المقربة من هبة الله آخندزاده، وقد شدد مجدداً على «الطاعة» و«البيعة» لزعيم طالبان، وذلك في أعقاب انتقادات أطلقها سراج الدين حقاني حول أسلوب التخويف والفجوة بين إدارة طالبان والشعب.
وطالب نديم، يوم الثلاثاء، قوات طالبان بعدم الانجرار وراء ما وصفه بـ«دعاية الأعداء»، محذراً من محاولات لزرع «انعدام الثقة» و«الخلافات» داخل الحركة. وقال إن على أعضاء طالبان تجاهل ما يسميه «دعاية أعداء الإسلام».
وأكد وزير التعليم العالي أن طالبان يمكنها الحفاظ على نظامها فقط من خلال «الوحدة» و«الطاعة» لقادتهم، محذراً في الوقت نفسه من حدوث فجوة بين إدارة الحركة والشعب.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها نديم من الانقسامات داخل طالبان، فقد سبق له التعبير عن قلقه إزاء التوترات والاختلافات بين قيادات الحركة وتأثيرها على استقرار الإدارة.
وتأتي تصريحات نديم في وقت أعاد فيه سراج الدين حقاني، وزير الداخلية في طالبان، خلال كلمة ألقاها الأسبوع الماضي في ولاية خوست، انتقاد طريقة تعامل الحركة مع المواطنين.
واستنكر حقاني ما وصفه بـ«حكم الخوف والترهيب»، وقال: «نحن الذين حُكم علينا من قبل إمبراطوريات العالم في الماضي، الآن لا نتسامح مع الآخرين ونعامل الناس بالقهر والإذلال».
ودعا حقاني طالبان إلى التعامل مع الناس بطريقة تقلل من العداوات وتزيل أسباب الصراع.

قالت مصادر محلية في ولاية هلمند لقناة «أفغانستان إنترناشيونال» إن شاباً يُدعى فلكناز توفي داخل السجن نتيجة تعرضه للتعذيب على يد جهاز استخبارات طالبان.
وكانت الحركة قد اعتقلته بتهمة شراء دراجة نارية مسروقة، غير أن أقاربه يؤكدون أنه اشتراها مقابل مبلغ مالي.
وأفادت المصادر المحلية، يوم الثلاثاء 17 دیسمبر، بأن عناصر استخبارات طالبان قاموا في الشهر الماضي من العام الجاري باعتقال فلكناز من منزله.
وقال أقارب الشاب لـ«أفغانستان إنترناشيونال»: «في الساعة الحادية عشرة ليلاً داهمت الشرطة التابعة للدائرة الخامسة في مدينة لشكرگاه، برفقة عناصر الاستخبارات، منزل العائلة. جرى اعتقاله بتهمة شراء دراجة نارية مسروقة، وبقي محتجزاً ثلاثة أيام في مديرية استخبارات طالبان، وفي اليوم الرابع فارق الحياة نتيجة التعذيب الشديد».
وبحسب المعلومات المتوفرة، سلّمت مديرية استخبارات طالبان في هلمند جثمان فلكناز إلى عائلته يوم أمس.
وأضاف أقاربه أن استخبارات طالبان تدّعي أن سبب وفاته نوبة قلبية، إلا أن «أفغانستان إنترناشيونال» حصلت على صور لجثمانه تظهر آثار تعذيب شديد على جسده.
وقالت العائلة: «فلكناز لم يكن يعاني من أي مرض، وقد قُتل عمداً نتيجة التعذيب».
كما اعتقلت استخبارات طالبان شقيقيه، روزالدين وحميد الله، بالتهمة نفسها، مدعية أنهما تعاونا معه في شراء الدراجة النارية. ووفقاً لأقاربه، لم تسمح استخبارات طالبان حتى بالإفراج عن الشقيقين للمشاركة في مراسم جنازته.
وطالبت عائلة الشاب، الذي ينحدر من هلمند، المؤسسات العدلية والقضائية التابعة لطالبان بتحقيق العدالة، وقدمت عريضة إلى المحكمة العسكرية لطالبان في هلمند، وصلت نسخة منها إلى «أفغانستان إنترناشيونال».
وطالبت العائلة المحكمة بإجراء تحقيق شفاف في ملابسات مقتل فلكناز.
وقال أقاربه إن دائرة الطب العدلي في الولاية، وتحت ضغوط من استخبارات طالبان، اكتفت بتدوين أن الوفاة لم تكن نتيجة إصابات.
وكان فلكناز يعمل دهّاناً، وخلّف وراءه أربعة أبناء وبنتاً واحدة.

أُفرج عن خليل الرحمن حقاني عام 2007 في صفقة تبادل ضخمة قادتها حركة طالبان باكستان، ليعود إلى ساحات القتال في أفغانستان؛ وبعد سنوات من النفوذ داخل طالبان، قُتل في تفجير انتحاري ما تزال ملابساته غامضة رغم مرور عام على الحادثة.
في أغسطس 2007 نقلت مروحية باكستانية نحو 27 سجيناً إلى منطقة ديرة إسماعيل خان قبل أن تتوجه لاحقاً إلى "وانّا"، وكان من بينهم القيادي البارز في طالبان خليل الرحمن حقاني.
حيث قُتل خليل الرحمن حقاني، في 11 ديسمبر العام الماضي، على يد انتحاري تابع لتنظيم داعش داخل مكتبه في الوزارة، غير أن الجوانب الغامضة للحادثة ما تزال غير واضحة رغم مرور عام كامل عليها.
كان شهر أغسطس2007 يوماً مفصلياً في مسيرة خليل حقاني، إذ أُطلق سراحه نتيجة عملية تبادل كبيرة للرهائن قادتها حركة طالبان باكستان، ليعود بعدها إلى ساحات القتال من جديد.
وبعد فشل محادثات لجنة مكوّنة من 21 عضوًا من قبيلة محسود، برئاسة عضو المجلس الوطني الباكستاني السابق مولانا معراج الدين محسود، والمتعلقة بتبادل الأسرى بين الجنود الباكستانيين ومقاتلي طالبان، أقدم زعيم طالبان باكستان بيت الله محسود على قتل ثلاثة جنود أسرى، وألقى بجثثهم على طريق وانا - جندوله، رداً على رفض الحكومة الباكستانية إطلاق سراح مقاتلي طالبان الأفغان والباكستانيين. وهدّد محسود حينها قائلًا: «إذا لم تطلقوا سراح أسرانا، فسنقدّم لكم مثل هذه الهدايا كل يوم».
وكان من أبرز مطالب حركة طالبان باكستان في تلك المفاوضات إطلاق سراح خليل الرحمن حقاني وعدد من أفراد شبكة حقاني.
بعد مقتل الجنود الباكستانيين، أبدت الحكومة الباكستانية استعدادًا للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقد جرت المحادثات بين الجيش وطالبان برئاسة مولوي معاوية وزيرغي، المسؤول عن الشؤون الاقتصادية لدى حركة طالبان باكستان، وذلك في منطقة ديلا جنوبي وزيرستان.
وفي إطار هذه الصفقة أفرج الجيش عن عدد من شيوخ القبائل في وزيرستان، و43 مقاتلًا من طالبان، بينهم الحاج خليل الرحمن حقاني، إضافة إلى الدكتور نصیر الدين حقاني، وأمير خان حقاني، وشقيقي أختر محمد عثماني، ومالي خان زدران.
وقد عززت عملية خطف 350 جنديًا باكستانيًا على يد 20 مقاتلًا من طالبان في جنوب وزيرستان، والإفراج لاحقًا عن مجموعة كبيرة من قيادات شبكة حقاني مقابل إطلاق سراح الجنود، الشكوك الشعبية بأن العملية كانت جزءًا من خطة مزدوجة تهدف إلى تحرير كبار قادة الشبكة المحتجزين.

في تلك السنوات، كان خليل حقاني وعدد من قادة شبكة حقاني عرضة لخطر الاعتقال من قبل القوات الأميركية وإرسالهم إلى سجني باغرام أو غوانتانامو.
خليل الرحمن حقاني، الذي قُتل في 11 ديسمبر العام الماضي على يد انتحاري من داعش داخل وزارة شؤون اللاجئين، كان قد اعتُقل أول مرة عام 2003 على يد القوات الباكستانية. وكان يشرف من خلال بيوت الضيافة التابعة لشبكة حقاني في مناطق باكستانية مثل بورد، يونيفرسيتي تاون، حيات آباد، طريق كوهات، في بيشاور، وعلى جبهات القتال ضد القوات الأفغانية والأميركية، كما تولى قيادة مجموعة بيشاور تحت اسم «حاجي لالا».
وقد حافظ منذ أيام الجهاد الأفغاني على علاقات وثيقة مع الاستخبارات الباكستانية، إضافة إلى قادة الجماعات الدينية والمسلحة في البلاد.
يُعد خليل الرحمن حقاني شقيق مؤسس شبكة حقاني مولوي جلال الدين حقاني، وعمّ وزير الداخلية في طالبان حالياً سراج الدين حقاني، وكان من أبرز الشخصيات القيادية في الشبكة. كما كان هذا القيادي المُسنّ منخرطًا بشكل دائم في جهود الوساطة القبلية وتسوية الخلافات بين المجموعات.
ولعب أيضًا دورًا محوريًا في توسعة نفوذ شبكة حقاني.
وفي فبراير 2011 أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه على قائمة الإرهاب، ورصدت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يقدّم معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
وفي التاسع من الشهر نفسه أدرجه مجلس الأمن في قوائم العقوبات استنادًا إلى الفقرة الثانية من القرار 1904 (2009)، واتّهمه بإقامة علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن. كما اتهم بنقل عائلات ومقاتلين أجانب من شاهيكوت وبكتيا وبكتیکا وخوست إلى وزيرستان في باكستان.

مكانته داخل حركة طالبان
كان خليل الرحمن حقاني يُعتبر من أبرز الوزراء النشطين في حكومة طالبان خلال فترة حكمها الثانية، حيث تولى منصب وزير شؤون اللاجئين والعائدين. وأهم مهامه في هذا المنصب كانت إعادة ملايين الأفغان الذين طردوا أو فرّوا إلى إيران وباكستان نتيجة سنوات الحرب الطويلة. ووفقًا لمصادر طالبان، أشرف حقاني خلال فترة توليه الوزارة على عملية إعادة حوالي 1.5 مليون لاجئ أفغاني، ما شكّل مهمة ذات أهمية سياسية كبيرة للحركة.
إلى جانب كونه وزيرًا في حكومة طالبان، لعب خليل حقاني دورًا محوريًا في توسيع نفوذ شبكة حقاني. وقد اعتُبر اليد اليمنى لسراج الدين حقاني، نظرًا لعلاقاته الوثيقة مع الشيوخ القبليين والهياكل القبلية والفصائل المتشددة التابعة لطالبان. كما عمل على خلق بيئة داعمة لطالبان في ولايات خوست وبكتيا وبكتيكا من خلال عقد الملتقيات والوساطات القبلية، وهو ما ساهم بشكل حيوي في تعزيز حكم طالبان.
خلال فترة وزارته، أرسل وفود من شيوخ القبائل من جنوب أفغانستان إلى شمال البلاد لتعزيز الروابط بين القبائل، وملء الفراغ الديني لشبكة حقاني داخل الإدارة عبر النفوذ القبلي.
وأشار حاجي اعربار (71 عامًا)، الذي حارب إلى جانب خليل حقاني ضد حكومة الدكتور نجیب الله، لمراسل أفغانستان إنترناشيونال – البشتو، إلى أن حقاني لعب دورًا مهمًا في سقوط خوست خلال حكم الدكتور نجیب الله. وكان أيضًا اليد اليمنى لمولوي جلال الدين حقاني، وعندما استولت شبكة حقاني على عدة دبابات في المعارك، أسس تحت قيادته كتيبة مصفحة.
كانت مسؤولياته الأساسية تشمل توسيع نفوذ شبكة حقاني، الحفاظ على الروابط مع القيادة المركزية لطالبان، وخلق شرعية للحركة عبر الهياكل القبلية، وقد برع في هذه المهام.
وأشار عضو في مركز الدراسات الإقليمية، طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن خليل حقاني بعد سقوط نظام طالبان الأول، عمل على حماية وتوسيع مراكز شبكة حقاني في شمال وزيرستان. كما أدار عمليات نقل وتموضع المقاتلين الأجانب، وهو ما كان ذا أهمية حيوية لتنظيم القاعدة وشبكات جهادية عالمية أخرى.
وقال: «أذكر أن خليل حقاني خلال الحكم الأول لطالبان كان على صلة وثيقة بأسامة بن لادن، الحسامي، وعدد من أعضاء القاعدة، وكان من الأشخاص الموثوقين لديهم».
كما لعب دورًا حاسمًا في تأمين خطوط الإمداد لشبكة حقاني، وتوفير الأسلحة والمعدات، وإدارة الموارد المالية، حيث كانت جهوده مركزة بشكل كبير في المناطق الحضرية الباكستانية، وكانت شبكة علاقاته وأنشطته واسعة النطاق.
وأضاف عضو مركز الدراسات الإقليمية: «علاقاته مع القبائل في باكستان كانت مستمرة منذ أيام الجهاد السابقة. في منطقة كورم، كانت له علاقات قوية مع القبائل السنية، وفي الوقت ذاته حافظ على علاقات بنّاءة مع السلطات الباكستانية. وقد مهد اتفاق كورم، الذي أُبرم لإنهاء النزاعات الدينية، لمواقع استراتيجية لشبكة حقاني، وكل ذلك كان نتيجة الوساطة والنفوذ الذي مارسه خليل حقاني».
اتفاق كورم والنزاعات الدينية
لعب خليل الرحمن حقاني وإبراهيم حقاني دورًا محوريًا في معاهدة 2008 التي هدفت إلى حل النزاعات الطائفية في كورم بإقليم خيبر بختونخوا. وبموجب هذه المعاهدة، توقفت النزاعات الدينية مؤقتًا، ما أتاح لشبكة حقاني فرصة التمركز في المناطق الاستراتيجية لكورم.
ووفقًا لتقرير أفغانستان إنترناشيونال – البشتو، كان لكل من الجيش الباكستاني وإبراهيم وخليل حقاني دور بارز في تنفيذ الاتفاق، كما تمكنوا من توسيع نفوذهم بين السكان المحليين. وقد قدم الشيعة والسنة مبلغًا قدره 40 مليون روبية كضمان، كما تم وضع شروط وقيود إضافية.
تمكنت شبكة حقاني من إعادة القبائل السنية عن طريق النزاع، وفي المقابل فتحوا طرقًا آمنة للوصول والإمدادات من مناطق الشيعة إلى أفغانستان.
في الأسبوع الأول من ديسمبر 2010، انعقدت جلسة تنسيقية أخرى لمدة ثلاثة أيام جمعت خليل حقاني وعددًا من قادة حركة طالبان باكستان، شيوخ القبائل، والمسؤولين المحليين الباكستانيين، وكان لخليل حقاني دور حاسم فيها أيضًا.
وبموجب هذه الجلسة، تعهد شيوخ قبائل أبريديو المقيمين في جمرود، سيري كمر، تخته بيك، وغوندي بالتعاون مع خليل حقاني، وعدم إغلاق الطرق الإمدادية أمامه.
وقد وفرت هذه الجلسة لشبكة حقاني وطالبان فرصة لتنظيم الشباب من المدارس الدينية المحلية لمصلحتهم، واستخدام خطوط الإمداد المتاحة بأمان وفاعلية.
وكانت إحدى الفوائد الأخرى لجلسة جمرود جذب أعضاء جدد لحركة طالبان باكستان، حيث انضم بعض الشباب من مدارس أبريديو وأوركزاي وتيراه إلى صفوف الحركة، وساهموا بدعم شبكة حقاني في تنفيذ الهجمات والعمليات داخل أفغانستان.

الريادة في العلاقات الاجتماعية والسياسية
في أغسطس2021، عندما دخلت طالبان إلى كابل واقتربت الحكومة الأفغانية من السقوط، كان خليل حقاني أحد ممثلي طالبان الذين أجروا محادثات مباشرة مع كبار مسؤولي الحكومة السابقة والزعماء السياسيين. ووفقًا لمصادر طالبان، كانت أهداف هذه المحادثات منع توسع الحرب، وتقليل إراقة الدماء خلال سقوط كابل، وإيجاد طريق سلس لانتقال السلطة.
تشير التقارير إلى أن خليل حقاني حضر بعض الاجتماعات في قصر الرئاسة، والتقى بشخصيات نافذة، بما في ذلك إرسال رسائل للرئيس السابق أشرف غني، بالإضافة إلى حامد كرزي وعبد الله عبد الله.
وفي مقابلته الأخيرة، ذكر أن حاكم ولاية بلخ السابق عطا محمد نور وعده بالتعاون إذا سيطرت طالبان على أفغانستان، كما أشاد بالمعارض السابق لطالبان أحمد شاه مسعود، وأبدى استعداده للقاء مع أحمد مسعود.
سعى حقاني لمنع ظهور مقاومة محتملة ضد طالبان، لكنه في الوقت ذاته كان ناقدًا لسياسات زعيم طالبان، ملا هبة الله أخوند زاده، وانتقد السياسات في قندهار قبل مقتله. ولهذا السبب يرى بعض المحللين أن اغتياله قد يكون نتيجة الخلافات الداخلية داخل طالبان.
بعد ترسيخ حكم طالبان في فترتها الثانية، شكّل قتل خليل حقاني على يد داعش ضربة كبيرة للحركة، نظرًا لأن طالبان تنكر وجود داعش في أفغانستان وتؤكد أنها قضت على التنظيم.
ومع مرور عام على مقتله، لم تتمكن إدارة طالبان حتى الآن من توضيح نتائج تحقيقاتها حول اغتياله وتحديد العوامل الحقيقية وراء الهجوم. وتبقى أكبر نقاط الغموض في الحادثة هي وصول الانتحاري إلى داخل الوزارة وتعطل أجهزة الماسح الضوئي. وقد أعلنت طالبان رسميًا أنّ الحادثة نفذتها داعش، وهو ما أكده التنظيم نفسه بتحمل المسؤولية عن الاغتيال.

أفادت مصادر قناة «أفغانستان إنترناشیونال» بأن أبوبكر برهاني، لاعب المنتخب الوطني في رياضة كمال الأجسام، قد تم توقيفه مؤقتاً على يد عناصر جهاز «الأمر بالمعروف» بسبب تقصير لحيته.
وذكر التقرير أن برهاني بقي يومًا واحدًا في منطقة الأمن الخامسة بمدينة هرات قبل أن يُفرج عنه بكفالة. ويعد برهاني من أبرز الرياضيين الأفغان وحائز على ميداليات في بطولات جنوب آسيا.
وبحسب المصادر، وقع الحادث يوم 13 نوفمبر 2025 في مكان عمله، حيث قال أحد المقربين من برهاني إن عناصر «الأمر بالمعروف» قاموا بجوله في المدينة على متن دراجة نارية قبل نقله إلى مركز الشرطة. وقد تم الإفراج عنه مساء ذلك اليوم بضمانة عدد من أقاربه.
ويُشار إلى أن برهاني مثّل أفغانستان في بطولات آسيوية وعالمية في الأعوام 2023 و2025، وحصل على ميداليات في مسابقات جنوب آسيا 2023، لكنه لم يتمكن من المشاركة في العديد من المنافسات هذا العام بسبب عدم صرف إدارة الرياضة تكاليف سفره.
ويعتقد عدد من الرياضيين أن مثل هذه الإجراءات القاسية تستهدف غالبًا أصحاب الدخل المحدود والفئات الضعيفة في المجتمع، في حين أن الشخصيات المؤثرة أو القريبة من طالبان لا تواجه مثل هذه المضايقات. وأضافوا أن هذه السياسات تخلق جواً من الخوف والقلق بين الشباب والرياضيين.
وسبق أن تداولت وسائل الإعلام تقارير وصورًا تظهر تدخل عناصر «الأمر بالمعروف» في الملاعب وإحداث اضطرابات أثناء المسابقات الرياضية.

قالت مصادر مطلعة لـ«أفغانستان إنترناشيونال» إنه سُمِع دويُّ انفجارٍ قوي قرب أحد مقارّ طالبان في ولاية بنجشير. ووقع الحادث مساء الاثنين، في قرية منجنستو بوادي عبد اللهخيل.
ويُقال إنّ طالبان طوّقت موقع الانفجار ومنعت سكان المنطقة من الاقتراب.
ولم تتضح حصيلة الخسائر والأضرار الناتجة عن الانفجار بسبب الرقابة على المعلومات والإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها طالبان.
وتشير المصادر إلى أن تنفيذ هجمات صاروخية أو زرع الألغام في هذه المنطقة العسكرية يُعدّ أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة لمعارضي طالبان، ولذلك طُرحت فرضية استخدام طائرات مسيّرة صغيرة، وهو أمر غير مسبوق حتى الآن بين الجماعات المسلحة المناوئة لطالبان.
في 6 قوس، أعلنت وزارة الخارجية في طاجيكستان أن ثلاثة مواطنين صينيين قُتلوا نتيجة هجومٍ انطلق من الأراضي الأفغانية على موقع عمل موظفي شركة استخراج الذهب «شاهين إس إم» في المنطقة الحدودية التابعة لولاية ختلان. وقالت الوزارة إن «الهجوم نُفِّذ باستخدام أسلحة نارية وطائرة مسيّرة مزوّدة بقنبلة يدوية».
ويقع مقر طالبان الذي وقع الانفجار بالقرب منه في منزل مولوي ملك، نائب الرئيس السابق لمجلس علماء بنجشير، والذي حوّلته طالبان إلى قاعدة عسكرية.
وكان عدد من سكان بنجشير قد قالوا سابقاً لـ«أفغانستان إنترناشيونال» إن منازل عدد من أهالي الولاية في عدة قرى قد حوّلتها طالبان إلى مقارّ عسكرية.