فيما حذرت الحكومة الإسرائيلية الولايات المتحدة من أن هذه التحركات قد تكون «غطاءً للتحضير لهجوم محتمل» على إسرائيل.
وذكرت الشبكة الأميركية، في تقرير نُشر يوم الأحد 21 ديسمبر، نقلاً عن مصدر إسرائيلي، أن تل أبيب كانت قد أبلغت واشنطن في الأسبوع الماضي عن تحركات صاروخية مماثلة، لكنها لم تفضِ حينها إلى أي إجراء ملموس.
وقال المصدر المطلع لقناة إيران إنترناشيونال يوم السبت 20 ديسمبر إن أجهزة الاستخبارات الغربية رصدت نشاطات غير اعتيادية في وحدات الطائرات المسيرة والصواريخ والدفاع الجوي التابعة للجمهورية الإسلامية، مما رفع مستوى اليقظة والرصد للأنشطة العسكرية الإيرانية. وأضاف أن الجهات الرقابية الأوروبية لاحظت تحركات وتنسيقًا خارج النمط المعتاد بين هذه الوحدات، ما أثار قلقًا لدى الجيش الإسرائيلي، رغم أن التحركات تقتصر على داخل الأراضي الإيرانية.
وأشار مصدر آخر لإكسيوس إلى أن التقديرات الإسرائيلية تقلل احتمال هجوم إيران على إسرائيل إلى أقل من 50٪، لكنه شدد على أنه «لا يمكن لأحد التأكد أن هذه التحركات مجرد تمرين عسكري».
وأكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي والموساد يعتقدان أن وتيرة إعادة بناء إيران لمنشآت الدفاع الجوي والصاروخي لا تشكل تهديدًا عاجلًا خلال الشهرين إلى الثلاثة المقبلة، إلا أنها قد تتحول إلى مسألة جدية في العام المقبل.
وكان الحرس الثوري قد أجرى يومي 4 و5 ديسمبر تمرينًا صاروخيًا في الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان، حيث أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن «أنظمة الدفاع الجوي البحري وُضعت في حالة تشغيل تحت ظروف الحرب الإلكترونية»، وأُجريت اختبارات لإطلاق صواريخ كروز وباليستية.
وفي الوقت نفسه، قال مصدر أميركي لإكسيوس إن الولايات المتحدة لم ترصد أي مؤشرات على هجوم وشيك من إيران ضد إسرائيل، مؤكداً أن «أكبر خطر حالي هو نشوب حرب جديدة نتيجة حساب خاطئ».
وأفادت شبكة إن بي سي أن السلطات الإسرائيلية تعتبر أن إيران توسع برنامجها الصاروخي الباليستي، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى النظر في خيارات لإشراك واشنطن في أي ضربة محتملة لإيران خلال لقائه المرتقب بالرئيس الأميركي. وأشارت الشبكة إلى أن القلق الأكبر لدى إسرائيل لا يقتصر على إعادة تشغيل منشآت التخصيب المستهدفة في الحرب التي دامت 12 يومًا، بل يشمل إعادة بناء مواقع إنتاج الصواريخ الباليستية وإصلاح أنظمة الدفاع الجوي المتضررة.
وقال ياكي دايان، القنصل الإسرائيلي السابق في لوس أنجلوس، إن إقناع دونالد ترامب خلال اللقاء المرتقب معه في منتصف يناير/كانون الثاني سيكون «صعبًا»، نظرًا لأن ترامب يميل الآن أكثر إلى سياسة السلام مع إيران، ويعتبر برنامجها النووي تهديدًا «أكثر إلحاحًا» من برنامجها الصاروخي.
كما أفاد تقرير إكسيوس أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، أجرى يوم السبت 20 ديسمبر اتصالًا هاتفيًا مع قيادة سنتكوم الأميركية، وأعرب عن قلقه من أن التمرين الصاروخي للحرس الثوري «قد يكون غطاءً لهجوم مفاجئ»، وتم خلال زيارة قائد سنتكوم، برد كوبر، إلى تل أبيب يوم الأحد، بحث الوضع في اجتماع خاص مع المسؤولين الإسرائيليين.