وكان مولانا فضل الرحمن، زعيم جمعية علماء الإسلام وأحد الشخصيات الداعمة لطالبان الأفغان، قد انتقد الضربات الصاروخية والجوية التي نفذها الجيش الباكستاني داخل أفغانستان، وقارنها بالهجمات العسكرية الهندية الأخيرة على باكستان.
وقال وزير الدفاع الباكستاني، في منشور على منصة «إكس» يوم الثلاثاء، إن الهند لم تقدم حتى الآن «أي دليل موثوق» يثبت ادعاءها بتورط باكستان في الهجوم الذي نفذه مسلحون إسلاميون على مجموعة من السياح في منطقة بهلغام، الخاضعة لسيطرة الهند في إقليم كشمير، خلال شهر أبريل الماضي، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا.
وفي أعقاب الهجوم، شنت الهند ضربات انتقامية على أهداف داخل الأراضي الباكستانية، وردّت إسلام آباد بإجراءات عسكرية مقابلة.
وحمّلت الهند جماعات مسلحة إسلامية مدعومة من باكستان مسؤولية الهجوم على بهلغام.
وقال خواجه آصف إن «تقريرًا للأمم المتحدة يُظهر أن التحرك الهندي كان غير قانوني ويفتقر إلى أي أساس، وأن ردّ باكستان كان مبررًا ومشروعًا بالكامل».
وأضاف وزير الدفاع الباكستاني أن دولًا عدة أعربت عن قلقها إزاء وجود جماعات إرهابية داخل أفغانستان.
من جانبها، نفت طالبان، على غرار إسلام آباد، تقديم أي دعم لجماعات مسلحة باكستانية، واتهمت باكستان بانتهاك السيادة الأفغانية.
وشهدت العلاقات بين باكستان وأفغانستان تدهورًا حادًا خلال الأشهر الأخيرة، في ظل توترات تتركز حول استمرار نشاط «تحريك طالبان باكستان» انطلاقًا من الأراضي الأفغانية. وطالبت إسلام آباد مرارًا سلطات طالبان بمنع استخدام أفغانستان كقاعدة لشن هجمات ضد باكستان، في حين تنفي طالبان وجود أو نشاط هذه الجماعة داخل البلاد.
وبعد اشتباكات حدودية وقعت في أكتوبر، بدأ الطرفان جولات من المحادثات بهدف خفض التوتر والتوصل إلى تفاهمات، إلا أن ثلاث جولات من هذه المفاوضات لم تفضِ إلى «أي حلول عملية».