ذا ديبلومات: إيران جعلت اللاجئين الأفغان "كبش فداء" لأزماتها الداخلية

كشفت مجلة "ذا ديبلومات" أن إيران نفّذت هذا الصيف واحدة من أوسع عمليات الترحيل القسري في القرن الحادي والعشرين، حيث أُجبر نحو نصف مليون أفغاني على مغادرة البلاد خلال ۱۶ يوماً فقط.
كشفت مجلة "ذا ديبلومات" أن إيران نفّذت هذا الصيف واحدة من أوسع عمليات الترحيل القسري في القرن الحادي والعشرين، حيث أُجبر نحو نصف مليون أفغاني على مغادرة البلاد خلال ۱۶ يوماً فقط.
بينما يُقدَّر العدد الإجمالي لمن تم ترحيلهم منذ بداية العام الجاري بنحو ۱.۵ مليون شخص، في وقت تسعى فيه طهران إلى إخراج جميع الأفغان غير القانونيين، والذين يُقدر عددهم بنحو ۴ ملايين شخص، قبل الموعد الذي حددته السلطات في السادس من يوليو.
وأوضحت المجلة أن عمليات الترحيل تمت بأسلوب عنيف وصادم، إذ سحبت السلطات المرضى من المستشفيات، وانتزعت الأطفال من المدارس، وقيّدت الرجال –كباراً وصغاراً، في مواقع العمل منخفضة الأجور قبل نقلهم جماعياً إلى الحدود الأفغانية.
وأن ذلك تم وسط درجات حرارة مرتفعة وأوضاع إنسانية صعبة، ما جعل هذه المشاهد من أبرز موجات الترحيل في العصر الحديث.
وأشار التقرير إلى أن هذه الإجراءات جاءت في سياق أزمة أوسع يعيشها الداخل الإيراني بعد تصاعد التوتر مع إسرائيل وفشل طهران في منع الضربات العسكرية الأخيرة، وهو ما دفع السلطات إلى تصوير اللاجئين الأفغان على أنهم جواسيس محتملون للموساد، ما أثار موجة واسعة من خطاب الكراهية ضدهم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى حدّ اتهام الأفغان بجرائم قتل واغتصاب دون أدلة، بحسب التقرير.
وبيّنت "ذا ديبلومات" أن هذا التوجه ليس جديداً، إذ يعود إلى عقود من السياسات الإيرانية التي منعت اللاجئين الأفغان من التعليم الرسمي والعمل الكريم، بل واستغلت بعضهم في حروبها الخارجية ضمن مليشيات إيرانية مثل "مليشيا فاطميون"، مهددة من يرفض القتال بالترحيل.
كما أشار التقرير إلى أن بعض اللاجئين تعرّضوا للقتل في حوادث وُصفت بأنها مرتبطة بالتحريض العنصري المتزايد.
ونقلت المجلة عن "فاضلة"، وهي أفغانية تم ترحيلها مع أسرتها بينما كانت تستعد لعملية جراحية في إيران، قولها: "كانوا يضربون الناس بقضيب معدني داخل معسكر الترحيل".
وأضافت أن عائلتها رُحّلت قسراً رغم إقامتها لأربع سنوات ودفعها مبالغ مالية كبيرة للعلاج.
وفي ولاية هرات الأفغانية، التي وصلها آلاف المرحّلين سيراً على الأقدام، نظّم السكان مبادرات شعبية لإغاثتهم، وقال قدوس خطابي، أحد السكان المحليين: "غداً الجمعة، يوم جميل لفعل الخير، نرجو ممن لديه مركبة أن يساعد في نقل اللاجئين من الحدود"
وأكدت المجلة أن الأزمة الراهنة تعكس تراكمات أربعة عقود من التهميش والتمييز ضد اللاجئين الأفغان في إيران، محذرة من أن استمرار هذه السياسة سيضاعف من أزمات الاستقرار الإقليمي ويزيد معاناة واحدة من أكثر الفئات ضعفاً في المنطقة.