إيران تمنع بيع تذاكر الحافلات للاجئين الأفغان

شددت السلطات الإيرانية على منع بيع تذاكر الحافلات للاجئين الأفغان غير الحاصلين على إقامات قانونية، فيما أكدت أن الحظر يشمل أيضاً من يحملون وثائق رسمية، إذا كانت وجهتهم مدناً محظورة عليهم.

شددت السلطات الإيرانية على منع بيع تذاكر الحافلات للاجئين الأفغان غير الحاصلين على إقامات قانونية، فيما أكدت أن الحظر يشمل أيضاً من يحملون وثائق رسمية، إذا كانت وجهتهم مدناً محظورة عليهم.
وخلال اجتماع عُقد يوم أمس السبت، لمناقشة ملف ترحيل المهاجرين الأفغان، حذّر القائم بأعمال مدير شؤون اللاجئين في محافظة طهران "وحيد غلي كاني"، من أن بيع التذاكر أو نقل الأفغان، حتى الحاصلين على إقامات قانونية، إلى المحافظات الممنوعة يُعدّ "عملاً غير قانوني"، داعياً شركات النقل إلى الامتناع عن بيع التذاكر لهم.
ويحظر القرار الجديد على اللاجئين الأفغان الدخول أو الإقامة في 16 محافظة إيرانية، أبرزها أذربيجان الشرقية والغربية وكردستان وكرمانشاه وإيلام، وخوزستان ولرستان وهمدان وجيلان ومازندران، وسيستان وبلوشستان، وخراسان الشمالية.
وقال "وحيد غلي كاني" إن ترحيل اللاجئين غير القانونيين يجب أن يتم حصراً عبر التنسيق مع الجهات المعنية، ومن خلال معسكرات مؤقتة مخصصة لإعادتهم إلى أفغانستان، مشيراً إلى أن من يرغب منهم في العودة الطوعية يجب أن يسجل بياناته حصراً في مركز "خاوران"، وألّا يحاول العودة مجدداً إلى إيران.
وفي الاجتماع نفسه، شدّد المدير التنفيذي لمنظمة المحطات الإيرانية حميد رضا رحماني، على منع تشغيل الأفغان المخالفين في شركات النقل والمقاولات والمحلات التجارية داخل المحطات، مشيراً إلى أن فرق الحماية تراقب تحركاتهم باستمرار. ونقلت وكالة “إيسنا” عن رحماني قوله إن إجراءات منع بيع التذاكر مستمرة، بالتنسيق مع مختلف الجهات الأمنية.
وتأتي هذه القرارات ضمن حملة أوسع تشنّها السلطات الإيرانية ضد اللاجئين الأفغان، وشملت في الأشهر الماضية أوامر لأصحاب المنازل بعدم تأجير الوحدات السكنية لهم، وتحذيرات مشددة لأصحاب الأعمال من تشغيلهم.
وكانت طالبان أعلنت مؤخراً أن إيران رحّلت قُرابة مليوني لاجئ أفغاني خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أغلبهم بشكل قسري.

حذر حزب الخضر الألماني من تداعيات خطة الحكومة لتسهيل ترحيل اللاجئين الأفغان، معتبراً أنها تمهد للاعتراف التدريجي بحركة طالبان.
وقال أوميد نوريبور، نائب رئيس البرلمان الألماني وعضو الحزب، إن اتصالات برلين مع طالبان، بحجة التنسيق بشأن الترحيل، تعد خطوة مقلقة نحو "تطبيع نظام إرهابي".
وكانت الحكومة الألمانية قد رحّلت مؤخراً 81 لاجئاً أفغانياً إلى كابل، في ثاني عملية ترحيل من نوعها منذ سيطرة طالبان على البلاد. وأكدت وزارة الداخلية أن المرحّلين صدرت بحقهم قرارات ترحيل وكانوا من أصحاب السوابق الجنائية، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى وجود مرضى نفسيين بينهم.
وزارة الخارجية الألمانية كشفت أن الرحلة نُفّذت بوساطة قطرية، وأقرت بوجود تواصل "فني" مع ممثلين عن طالبان.
وفي موقف لافت، سمحت برلين لاثنين من ممثلي طالبان بدخول البلاد لإدارة القنصليات الأفغانية، وهو ما أثار موجة انتقادات من منظمات حقوقية وخبراء قانونيين، الذين رأوا في هذه الخطوة تمهيداً لتطبيع غير معلن مع الحركة.
زعيم حزب الخضر، فيليكس بناتسَك، وصف الترحيل بأنه "استعراض سياسي محفوف بالمخاطر"، محذراً من أن طالبان قد تستخدم هؤلاء المرحّلين وتعيد تصديرهم إلى أوروبا لاحقاً.
وفي المقابل، تظاهر لاجئون أفغان أمام وزارة الخارجية الألمانية في برلين، احتجاجاً على السماح بدخول دبلوماسيين من طالبان، واعتبروا ذلك "تخلياً عن القيم الإنسانية".

وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، السبت، إلى مدينة لاهور شرقي باكستان، في زيارة تستمر يومين، هي الأولى له إلى البلاد منذ توليه منصبه، وتهدف إلى دفع العلاقات بين البلدين، وسط ملفات سياسية وأمنية وتجارية عالقة.
وكان مسعود بزشكيان قد بدأ زيارته من لاهور، حيث استُقبل في مطار "علامة إقبال الدولي" من قبل رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف ورئيسة وزراء إقليم البنجاب مريم نواز، وزار ضريح الشاعر محمد إقبال، الذي يحظى بتقدير واسع في إيران.
ويرافق الرئيس الإيراني وفد يضم وزير الخارجية عباس عراقجي وعدداً من كبار المسؤولين، فيما تُعد الزيارة جزءاً من جهود التقارب بين البلدين بعد أشهر من التوتر الحدودي.
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، وصل بزشكيان إلى العاصمة إسلام آباد، حيث استقبله رئيس الوزراء شهباز شريف وعدد من كبار المسؤولين، وأجريت له مراسم استقبال رسمية، قبل أن يعقد الجانبان لقاء موسعاً حضره أعضاء الوفدين.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "The Express Tribune"الباكستانية، فإن المحادثات تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في مجالات الاقتصاد والطاقة، إلى جانب القضايا الإقليمية ومسائل تتعلق بأمن الحدود، التي كانت مصدر توتر في فترات سابقة.
وكان الجانبان قد تبادلا إطلاق الصواريخ في يناير الماضي على خلفية توتر أمني في المناطق الحدودية، قبل أن يسارعا إلى احتواء الأزمة.
لكن العلاقات شهدت دفئاً نسبياً هذا العام، خاصة بعد أن أبدت باكستان دعمها لإيران خلال الحرب التي اندلعت مع إسرائيل في يونيو الماضي، إثر ضربات استهدفت منشآت إيرانية.
وقال بزشكيان قبل توجهه إلى باكستان إن بلاده تسعى إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار، وإن هناك اهتماماً متجدداً بالمشاركة في مشروع "الحزام والطريق" الصيني الذي يمر عبر باكستان، ويرى فيه الإيرانيون فرصة للربط مع الأسواق الأوروبية.
وتأتي زيارة بزشكيان بعد زيارة سابقة أجراها رئيس الوزراء شهباز شريف إلى طهران في مايو الماضي، التقى خلالها المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني، حيث جرى الاتفاق على تعزيز التعاون الثنائي وتكثيف التنسيق الإقليمي.

اتهم المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركة طالبان، سيف الإسلام خيبر، بعض أعضاء الحركة وعناصرها بالتأثر بالدعاية التي تروّج لها جهات استخباراتية أجنبية، وأن منتقدي الوزارة "يخاف عليهم من الكفر".
وفي منشور له على منصة "إكس" يوم الجمعة، قال سيف الإسلام خيبر إن وسائل إعلام خارجية تبث تقارير ضد وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بينما يتهم بعض عناصر طالبان في الداخل هذه الوزارة بأنها السبب في نفور الناس من الحكومة، قائلاً إنهم وقعوا ضحية لأفكار غربية وعلمانية وديمقراطية بسبب "جهلهم".
وكتب خيبر: "تدّعي هذه الوسائل أن 80٪ من شعب البلاد يواجه خطر الموت جوعاً، وأن الأوضاع كارثية، ولا وجود لأي إعمار أو استقرار، وأن التمييز وسفك الدماء مستمران"، وأضاف مخاطباً أعضاء طالبان ومؤيديها: "تعتبرون هذه التقارير كاذبة، لكنكم تصدّقون ما يُنشر ضد الوزارة؟ هذا وحده دليل على تأثركم غير المباشر بالدعاية".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يزداد فيه السخط داخل طالبان تجاه وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث وُجهت إليها انتقادات بسبب "سوء تعامل" محتسبيها مع المواطنين.
وعبّر عدد من الناشطين الإعلاميين المؤيدين لطالبان مراراً عن قلقهم من أن الوزارة تتسبب في توسيع الفجوة بين الحركة والشعب، بينما أقدمت السلطات على اعتقال بعض كبار علماء طالبان والناشطين المنتقدين، وزجّهم في السجون.
وفي الآونة الأخيرة، بدأ الخلاف الداخلي في صفوف طالبان يظهر إلى العلن تدريجياً، إذ اعتُقل عدد من نشطاء الحركة في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب توجيه انتقادات إلى مؤسساتها، من آخرهم مولوي عبد السميع غزنوي، أحد كبار علماء طالبان.
الجدير بالذكر أن وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هي وزارة استحدثتها طالبان عقب سيطرتها على البلاد عام 2021، وحلّت بدلاً عن وزارة شؤون المرأة.
حيث منح زعيم طالبان ملا هبة الله آخوندزاده، صلاحيات واسعة لموظفي الوزارة ومحتسبيها في فرض القيود على الشباب والفتيات في أفغانستان، وربطها بالشريعة الإسلامية، حسب تفسير طالبان.
وكانت الوزارة أصدرت قانوناً العام الماضي باسم قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فرضت فيه قيود واسعة على الشباب والفتيات في أفغانستان، حيث منعت فيه ارتداء الرياضيين ملابس فوق الركبة، ومنع الشباب من حلق لحاهم، وحتى وصل الأمر إلى اعتبار صوت المرأة عورة.
كما تمنع الوزارة الفتيات من الذهاب إلى الحدائق العامة والمكتبات وتفرض عليهنّ الحجاب، وتمنعهن من السفر والخروج من المنزل بدون محرم، إلى غيرها من القيود التي لاقت إدانات دولية واسعة.

قال المفتش العام الأميركي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (SIGAR)، في تقريره الأخير المقدم إلى الكونغرس، إن جماعات إرهابية مثل القاعدة، وتنظيم داعش خراسان، وحركة طالبان الباكستانية، لا تزال تنشط داخل الأراضي الأفغانية.
وحذر التقرير من أن هذه الجماعات، لا سيما داعش خراسان، تمثّل “أكبر تهديد إرهابي عابر للحدود” في أفغانستان، حيث يشكل خطراً مباشراً على الأقليات الدينية والعرقية، وموظفي الأمم المتحدة، والمواطنين الأجانب، والدبلوماسيين.
وبحسب التقرير، يحتفظ داعش بوجود في ولايات بدخشان ونورستان وكُنر، ويواصل التكيّف والمقاومة رغم الضغوط ضده.
وأشار المفتش الأميركي إلى أن طالبان تؤوي مقاتلي حركة طالبان الباكستانية (TTP)، التي تملك حوالي 6500 عنصر في المناطق الشرقية من البلاد.

وفي ما يتعلق بالعلاقات الدولية، أفاد التقرير بأن طالبان تسعى منذ عودتها إلى السلطة قبل أربع سنوات إلى نيل الاعتراف الدولي والانخراط في النظام الاقتصادي العالمي، لكنها في المقابل تطبّق "أكثر السياسات قمعاً ضد النساء والفتيات في العالم".
وأضاف أن تقييمات مجلس الأمن الدولي المستقلة تشير إلى أن الحكم الحالي في أفغانستان "غير قابل للتعامل وغير فعّال".
كما لفت إلى أن الاجتماعات بين مسؤولي الأمم المتحدة وطالبان في الدوحة لم تحقق أي اختراق، إذ ترفض طالبان الالتزام بالمعايير الدولية مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية، ما دفع واشنطن إلى تقليص علاقاتها مع طالبان إلى الحد الأدنى، بينما تواصل الأمم المتحدة المطالبة بتعاون أكثر تنظيمًا واستمرار تقديم المساعدات.
وفي سياق متصل، أكّد التقرير أن وقف الولايات المتحدة لمساعداتها الإنسانية سبّب فجوة كبيرة في عمليات الأمم المتحدة داخل أفغانستان، مشيراً إلى أن الملايين فقدوا إمكانية الوصول إلى المساعدات، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
واستند إلى بيانات لجنة الإنقاذ الدولية التي اعتبرت أن المساعدات الأميركية كانت "شريان حياة"، وأن توقفها خلّف "آثاراً مدمّرة" على المجتمعات الأشد ضعفاً.
وكانت الولايات المتحدة قد ساهمت بأكثر من 30 مليون دولار في خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 قبل أن تُوقف تمويلها في أبريل الماضي وتُعلقه بالكامل لاحقاً
وأشار تقرير المفتش العام الأميركي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان إلى أن واشنطن، في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، ركزت خلال الفترة الماضية على خفض التهديدات الإرهابية في أفغانستان واستعادة رعاياها، بينما أبقت على الحد الأدنى من العلاقة مع طالبان.
ونقل عن السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، دوروثي شيا، قولها إن نهج واشنطن في تقديم المساعدة لأفغانستان خلال السنوات الأربع الماضية لم يؤتِ النتائج المرجوة، مؤكدة أن "الولايات المتحدة لا يمكنها دعم طالبان بينما تطالبها في الوقت نفسه باحترام التزاماتها الدولية".
وشدّد تقرير "سيغار" على أن إيواء طالبان لجماعات إرهابية، ونكثها بتعهدات اتفاق الدوحة، إضافة إلى سياساتها القمعية ضد النساء، أدت إلى تفاقم الأزمة في البلاد.

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن أربعة رواد فضاء من الولايات المتحدة وروسيا واليابان انطلقوا، يوم الجمعة، ضمن مهمة "كرو-11 (Crew-11)" نحو محطة الفضاء الدولية، في رحلة تستمر لستة أشهر وتشمل تنفيذ عشرات التجارب العلمية في بيئة الجاذبية الصغرى.
وتم إطلاق المهمة من مركز كينيدي للفضاء في ولاية فلوريدا، باستخدام صاروخ "فالكون 9" وكبسولة "كرو دراغون" التابعة لشركة "سبيس إكس"، وذلك في إطار التعاون المتواصل بين ناسا والقطاع الخاص في مجال رحلات الفضاء المأهولة.
ويضم الطاقم زينا كاردمان، رائدة فضاء من ناسا وقائدة المهمة، إلى جانب رائد الفضاء المخضرم الأميركي مايك فينك، والياباني كيميا يوي، إضافة إلى الروسي أوليغ بلاتونوف.
وستستغرق الكبسولة نحو 15 ساعة للوصول إلى المحطة، ومن المقرر أن تلتحم بها فجر السبت بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وتُعد هذه الرحلة الأولى لكاردمان، التي انضمت إلى فريق رواد ناسا عام 2017. وقد كانت مقررة ضمن مهمة "كرو-9" العام الماضي، لكنها تأجلت بسبب تغييرات في الجدول الزمني.
وقالت كاردمان قبيل انطلاق الرحلة: "السفر إلى الفضاء لا يدور حول شخص معين، بل هو ثمرة العمل الجماعي وما يمكننا تحقيقه معاً".
أما مايك فينك، فيقوم برحلته الرابعة إلى الفضاء، بعد أن سبق له التحليق على متن مركبة "سويوز" الروسية عامي 2004 و2008، ثم على متن مكوك "إنديفور" الأميركي في عام 2011.
وتُعد هذه الرحلة الثانية لكيميا يوي، بينما يخوض بلاتونوف تجربته الأولى في الفضاء.
تجارب علمية في بيئة الجاذبية الصغرى
ومن المقرر أن يُجري الطاقم خلال فترة إقامتهم الممتدة لستة أشهر عدداً من التجارب العلمية المتقدمة، أبرزها دراسة انقسام الخلايا النباتية في الفضاء وقياس تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على الفيروسات القاتلة للبكتيريا.
وتُعد هذه المهمة هي الرحلة الثانية عشرة التي تنفذها ناسا إلى محطة الفضاء الدولية بالتعاون مع "سبيس إكس"، في إطار الشراكة المستمرة بين الطرفين منذ عام 2020، والتي أنهت اعتماد ناسا على المركبات الروسية لنقل روادها.
يُذكر أن محطة الفضاء الدولية تستضيف البشر باستمرار منذ 31 أكتوبر عام 2000، لكن من المقرر أن تُحال إلى التقاعد بحلول نهاية هذا العقد، في ظل تطورات جديدة في خطط استكشاف الفضاء.
وقال مايك فينك قبيل الإطلاق: "محطة الفضاء الدولية تُعد إنجازاً مذهلاً للإنسانية، وهي تذكير قوي بما يمكننا تحقيقه عندما نعمل معاً بروح التعاون".




