حزب الخضر الألماني يحذر من تطبيع العلاقات مع طالبان

حذر حزب الخضر الألماني من تداعيات خطة الحكومة لتسهيل ترحيل اللاجئين الأفغان، معتبراً أنها تمهد للاعتراف التدريجي بحركة طالبان.

حذر حزب الخضر الألماني من تداعيات خطة الحكومة لتسهيل ترحيل اللاجئين الأفغان، معتبراً أنها تمهد للاعتراف التدريجي بحركة طالبان.
وقال أوميد نوريبور، نائب رئيس البرلمان الألماني وعضو الحزب، إن اتصالات برلين مع طالبان، بحجة التنسيق بشأن الترحيل، تعد خطوة مقلقة نحو "تطبيع نظام إرهابي".
وكانت الحكومة الألمانية قد رحّلت مؤخراً 81 لاجئاً أفغانياً إلى كابل، في ثاني عملية ترحيل من نوعها منذ سيطرة طالبان على البلاد. وأكدت وزارة الداخلية أن المرحّلين صدرت بحقهم قرارات ترحيل وكانوا من أصحاب السوابق الجنائية، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى وجود مرضى نفسيين بينهم.
وزارة الخارجية الألمانية كشفت أن الرحلة نُفّذت بوساطة قطرية، وأقرت بوجود تواصل "فني" مع ممثلين عن طالبان.
وفي موقف لافت، سمحت برلين لاثنين من ممثلي طالبان بدخول البلاد لإدارة القنصليات الأفغانية، وهو ما أثار موجة انتقادات من منظمات حقوقية وخبراء قانونيين، الذين رأوا في هذه الخطوة تمهيداً لتطبيع غير معلن مع الحركة.
زعيم حزب الخضر، فيليكس بناتسَك، وصف الترحيل بأنه "استعراض سياسي محفوف بالمخاطر"، محذراً من أن طالبان قد تستخدم هؤلاء المرحّلين وتعيد تصديرهم إلى أوروبا لاحقاً.
وفي المقابل، تظاهر لاجئون أفغان أمام وزارة الخارجية الألمانية في برلين، احتجاجاً على السماح بدخول دبلوماسيين من طالبان، واعتبروا ذلك "تخلياً عن القيم الإنسانية".






وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، السبت، إلى مدينة لاهور شرقي باكستان، في زيارة تستمر يومين، هي الأولى له إلى البلاد منذ توليه منصبه، وتهدف إلى دفع العلاقات بين البلدين، وسط ملفات سياسية وأمنية وتجارية عالقة.
وكان مسعود بزشكيان قد بدأ زيارته من لاهور، حيث استُقبل في مطار "علامة إقبال الدولي" من قبل رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف ورئيسة وزراء إقليم البنجاب مريم نواز، وزار ضريح الشاعر محمد إقبال، الذي يحظى بتقدير واسع في إيران.
ويرافق الرئيس الإيراني وفد يضم وزير الخارجية عباس عراقجي وعدداً من كبار المسؤولين، فيما تُعد الزيارة جزءاً من جهود التقارب بين البلدين بعد أشهر من التوتر الحدودي.
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، وصل بزشكيان إلى العاصمة إسلام آباد، حيث استقبله رئيس الوزراء شهباز شريف وعدد من كبار المسؤولين، وأجريت له مراسم استقبال رسمية، قبل أن يعقد الجانبان لقاء موسعاً حضره أعضاء الوفدين.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "The Express Tribune"الباكستانية، فإن المحادثات تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في مجالات الاقتصاد والطاقة، إلى جانب القضايا الإقليمية ومسائل تتعلق بأمن الحدود، التي كانت مصدر توتر في فترات سابقة.
وكان الجانبان قد تبادلا إطلاق الصواريخ في يناير الماضي على خلفية توتر أمني في المناطق الحدودية، قبل أن يسارعا إلى احتواء الأزمة.
لكن العلاقات شهدت دفئاً نسبياً هذا العام، خاصة بعد أن أبدت باكستان دعمها لإيران خلال الحرب التي اندلعت مع إسرائيل في يونيو الماضي، إثر ضربات استهدفت منشآت إيرانية.
وقال بزشكيان قبل توجهه إلى باكستان إن بلاده تسعى إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار، وإن هناك اهتماماً متجدداً بالمشاركة في مشروع "الحزام والطريق" الصيني الذي يمر عبر باكستان، ويرى فيه الإيرانيون فرصة للربط مع الأسواق الأوروبية.
وتأتي زيارة بزشكيان بعد زيارة سابقة أجراها رئيس الوزراء شهباز شريف إلى طهران في مايو الماضي، التقى خلالها المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني، حيث جرى الاتفاق على تعزيز التعاون الثنائي وتكثيف التنسيق الإقليمي.

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن أربعة رواد فضاء من الولايات المتحدة وروسيا واليابان انطلقوا، يوم الجمعة، ضمن مهمة "كرو-11 (Crew-11)" نحو محطة الفضاء الدولية، في رحلة تستمر لستة أشهر وتشمل تنفيذ عشرات التجارب العلمية في بيئة الجاذبية الصغرى.
وتم إطلاق المهمة من مركز كينيدي للفضاء في ولاية فلوريدا، باستخدام صاروخ "فالكون 9" وكبسولة "كرو دراغون" التابعة لشركة "سبيس إكس"، وذلك في إطار التعاون المتواصل بين ناسا والقطاع الخاص في مجال رحلات الفضاء المأهولة.
ويضم الطاقم زينا كاردمان، رائدة فضاء من ناسا وقائدة المهمة، إلى جانب رائد الفضاء المخضرم الأميركي مايك فينك، والياباني كيميا يوي، إضافة إلى الروسي أوليغ بلاتونوف.
وستستغرق الكبسولة نحو 15 ساعة للوصول إلى المحطة، ومن المقرر أن تلتحم بها فجر السبت بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وتُعد هذه الرحلة الأولى لكاردمان، التي انضمت إلى فريق رواد ناسا عام 2017. وقد كانت مقررة ضمن مهمة "كرو-9" العام الماضي، لكنها تأجلت بسبب تغييرات في الجدول الزمني.
وقالت كاردمان قبيل انطلاق الرحلة: "السفر إلى الفضاء لا يدور حول شخص معين، بل هو ثمرة العمل الجماعي وما يمكننا تحقيقه معاً".
أما مايك فينك، فيقوم برحلته الرابعة إلى الفضاء، بعد أن سبق له التحليق على متن مركبة "سويوز" الروسية عامي 2004 و2008، ثم على متن مكوك "إنديفور" الأميركي في عام 2011.
وتُعد هذه الرحلة الثانية لكيميا يوي، بينما يخوض بلاتونوف تجربته الأولى في الفضاء.
تجارب علمية في بيئة الجاذبية الصغرى
ومن المقرر أن يُجري الطاقم خلال فترة إقامتهم الممتدة لستة أشهر عدداً من التجارب العلمية المتقدمة، أبرزها دراسة انقسام الخلايا النباتية في الفضاء وقياس تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على الفيروسات القاتلة للبكتيريا.
وتُعد هذه المهمة هي الرحلة الثانية عشرة التي تنفذها ناسا إلى محطة الفضاء الدولية بالتعاون مع "سبيس إكس"، في إطار الشراكة المستمرة بين الطرفين منذ عام 2020، والتي أنهت اعتماد ناسا على المركبات الروسية لنقل روادها.
يُذكر أن محطة الفضاء الدولية تستضيف البشر باستمرار منذ 31 أكتوبر عام 2000، لكن من المقرر أن تُحال إلى التقاعد بحلول نهاية هذا العقد، في ظل تطورات جديدة في خطط استكشاف الفضاء.
وقال مايك فينك قبيل الإطلاق: "محطة الفضاء الدولية تُعد إنجازاً مذهلاً للإنسانية، وهي تذكير قوي بما يمكننا تحقيقه عندما نعمل معاً بروح التعاون".

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، أنه أمر بنقل غواصتين نوويتين إلى مواقع استراتيجية، وذلك رداً على تهديدات أطلقها نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، واصفاً تصريحاته بـ"الاستفزازية والخطيرة للغاية".
وكتب ترامب عبر منصات التواصل الاجتماعي:
"أرسلت غواصتين نوويتين إلى مناطق مناسبة تحسبًا لأي تطورات، في حال كانت تلك التصريحات الغبية والاستفزازية جدّية. الكلمات لها وزن، وقد تؤدي أحيانًا إلى عواقب غير مقصودة. آمل أن لا يكون هذا أحد تلك الحالات."
مدفيديف: روسيا ليست إيران أو إسرائيل
وكان ديميتري مدفيديف قد اتهم ترامب في وقت سابق بـ"اللعب بلعبة الإنذارات القصيرة"، وحذره من أن روسيا ما زالت تحتفظ بقدراتها النووية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
وفي رد على تحذير ترامب السابق له بقوله "انتبه لما تقول"، كتب مدفيديف:
"ترامب يتعامل مع روسيا وكأنها إيران أو إسرائيل، ويظن أن الإنذارات المهلية ستؤتي ثمارها. لكنه لا يدرك أن مثل هذه التهديدات لا تقربنا من حل، بل من حرب، ليس فقط بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده هو."

ترامب: محبط من بوتين بسبب فشل جهود التهدئة
وعبر ترامب عن خيبة أمله من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهمًا إياه بعرقلة جهوده لتحقيق وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وهو وعد انتخابي تعهد بتحقيقه في غضون 24 ساعة من توليه الرئاسة.
ووصف ترامب، يوم الخميس، استمرار القصف الروسي لمناطق مدنية في أوكرانيا بأنه "فظيع ومثير للاشمئزاز".

في المقابل، لم يصدر عن بوتين أي تعليق مباشر على تصريحات ترامب، لكنه قال، يوم الجمعة، إن روسيا "ترغب في سلام دائم ومستقر"، مشددًا على أن هذا السلام يجب أن "يضمن أمن ورضا الطرفين، روسيا وأوكرانيا"، دون الإشارة إلى تقديم أي تنازلات.
وأضاف بوتين خلال لقاء مع صحفيين:
"نحن بحاجة إلى اتفاق سلام يقوم على أسس قوية، ويضمن مصالح الجميع."
وجاءت تصريحاته قبل أسبوع واحد من المهلة الجديدة التي حدّدها ترامب لوقف العمليات العسكرية، في ظل استمرار القصف الروسي الذي خلّف خلال الأسبوع الماضي المزيد من الضحايا والدمار في أوكرانيا.
ورغم تصريحات بوتين المتكررة عن "الرغبة في السلام"، فإن الشروط التي تضعها موسكو ما تزال مرفوضة من جانب كييف. وكانت الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا قد عُقدت الأسبوع الماضي في إسطنبول، لكنها انتهت خلال أقل من ساعة دون نتائج تُذكر، باستثناء اتفاق على تبادل بعض الأسرى.

أعلن نائب رئيس اللجنة القانونية في البرلمان الإيراني، عثمان سالاري، أن صندوق تعويضات الحوادث لن يدفع "الدية" أو أي تعويض للأفغان غير الموثقين في حال تعرضهم لإصابات أو حوادث مرورية.
وبحسب تقرير لوكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري، فإن الحكومة الإيرانية كانت سابقاً تتكفّل بدفع الدية نيابةً عن شركات التأمين، إذا لم يكن اللاجئون قادرين على المطالبة بها قانونياً بسبب عدم امتلاكهم أوراقاً رسمية، غير أن التعديلات الجديدة، التي تُبحث ضمن مشروع قانون "مكافحة الاتجار بالبشر وأعضاء الجسم"، ستوقف دفع التعويضات من الحكومة.
وذكر التقرير أن صندوق التعويضات كان يُجبر في السابق على دفع مبالغ لأسر الضحايا من اللاجئين غير الشرعيين، رغم صعوبة تحديد أوليائهم الشرعيين، وهو ما استغله بعض المحامين لتحصيل الأموال لأنفسهم مقابل منح نسبة ضئيلة لأهل الضحايا، سواء كانوا حقيقيين أو وهميين.

ويُشار إلى أن السلطات الإيرانية تستخدم مصطلحات مثل "الأجانب غير القانونيين" أو "الرعايا الأجانب" في وصف المهاجرين الأفغان، الذين يُقدّر عددهم بالملايين داخل إيران.
وكانت مشاعر الغضب لدى الأفغان تجددت مؤخراً بعد انتشار مقطع فيديو صادم على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر مطاردة شاب أفغاني مراهق يقود دراجة هوائية في مدينة بندر عباس الإيرانية من قِبل شابين في سيارة، حيث يُسمع أحدهما وهو يقول: "ادهسه، الأفغاني لا دية له".
وأعربت منظمات دولية عن قلقها الشديد إزاء ما يتعرض له الأفغان في إيران من تعنيف وتعذيب وعنصرية ومصادرة ممتلكات.
وذلك في أعقاب عمليات الترحيل القسرية من إيران، حيث وصلت أعداد المرحلين منذ مطلع العام الجاري أكثر من 1.8 مليون أفغاني، بحسب منظمات دولية وأممية.

قال ريتشارد كارمونا، الضابط السابق في الجيش الأميركي والرئيس الأسبق لهيئة الخدمات الصحية العامة، إن تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها الأفغان يُعد "خيانة خطيرة"، وتُضعف الثقة الدولية بواشنطن، داعياً إلى تسريع إجلائهم من أفغانستان والدول الثالثة.
وفي مقال نشرته صحيفة "هيل" الأميركية يوم الجمعة، أكد ريتشارد كارمونا أن ما يحدث ليس مجرد تقصير أخلاقي، بل "فشل استراتيجي"، مشيراً إلى أن آلاف المترجمين والأطباء والمهندسين الذين دعموا مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان يواجهون اليوم خطر انتقام حركة طالبان ويعيشون في ظروف من الخوف واللا يقين.
وشدد على ضرورة إزالة العقبات البيروقراطية التي تسببت في تعليق ملفات العديد من اللاجئين الأفغان، والعمل فوراً على تأمين حمايتهم ونقلهم إلى الأراضي الأميركية.
وأضاف أن هذا الاختبار يمثل لحظة حاسمة للضمير الأميركي وسمعة الولايات المتحدة، قائلاً: "ما زال الوقت متاحاً لتصحيح المسار".
ودعا كارمونا إدارة الرئيس ترامب إلى التحرك الفوري من أجل إنقاذ الحلفاء الأفغان، في وقت كان ترامب قد جدّد وعوده بدعم الأفغان الذين تعاونوا مع الجيش والحكومة الأميركية ويسعون اليوم للجوء إلى الولايات المتحدة.