وفي بيان مشترك مع الاتحاد المستقل للصحفيين الأفغان، قال الاتحاد الدولي إن حركة طالبان كثّفت من حملتها القمعية على حرية التعبير ووسائل الإعلام المستقلة خلال الشهر الماضي.
ومن أبرز الحالات التي وثّقها الاتحاد، اعتقال مدير وكالة أنباء "توانا" ورئيس معهد الإعلام الأفغاني، أبو ذر سربلي، في 24 يوليو، إلى جانب اثنين من موظفي الوكالة هما بشير هاتف وشكيب أحمد نظري. واتهمتهم طالبان بتلقي دعم مالي من منظمات دولية مثل بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما)، واليونسكو، والحكومة الإيرانية، للترويج لتوظيف النساء ونشر تقارير تنتقد طالبان.
وفي حادثة منفصلة، اعتقل عناصر طالبان في 15 يوليو مدير شركة "بيكسل ميديا" أحمد نويد أصغري ونائبه مشتاق أحمد حليمي في كابل، بتهمة دبلجة مسلسل تلفزيوني اعتبرته السلطات "غير إسلامي". وقد أُطلق سراحهما في 30 يوليو بعد أسبوعين من الاحتجاز، عقب إجبارهما على "الاعتراف" علناً.
كما شهد الشهر نفسه اعتقال صحفي محلي في 6 يوليو بتهمة إعداد تقارير مخالفة لسياسات طالبان الإعلامية، وأُطلق سراحه بعد يومين بعد تعهده بالامتثال لتوجيهات الحركة.
وفي 21 يوليو، اعتقل إعلامي آخر في كابل بتهمة تقديم دعم تقني لمؤسسات إعلامية أفغانية في المنفى.
من جهة أخرى، أُفرج عن ثلاثة صحفيين أفغان في أواخر يوليو، منهم إسلام توتاخيل وأحمد ضياء أمانيّار، العاملَين في إذاعتي "جوانان" و"بیغم" اللتين أُغلقتا مطلع العام الجاري، واحتُجزا منذ شهر يناير لنشر محتوى عن منتخب الكريكيت النسائي.
كما أُفرجت طالبان عن سليمان راحل، رئيس تحرير إذاعة "خوشحال"، في 31 يوليو بعد قضائه ثلاثة أشهر في السجن بسبب نشره مقطع فيديو ينتقد مسؤولا إعلاميا لطالبان.
وأشار تقرير حرية الصحافة في جنوب آسيا (2024–2025) إلى تسجيل 48 انتهاكاً بحق الصحفيين في أفغانستان، منها 28 حالة اعتقال، بين مايو 2024 وأبريل 2025، مؤكداً أن حرية الصحافة في البلاد "في أدنى مستوياتها التاريخية".
كما صنّف مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2024 أفغانستان في المرتبة 178 من أصل 180 دولة.
وفي تعليقه على ذلك، دعا الاتحاد الدولي للصحفيين سلطات طالبان إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحفيين المعتقلين، ووقف سياسة الترهيب والملاحقات بحق الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة، محذراً من أن تصعيد هذه الإجراءات يقوّض بيئة الإعلام الحر في البلاد.