"الغارديان": إيران رحّلت 153 امرأة إلى طالبان بلا مأوى ولا معيل ولا حقوق

كشفت "الغارديان" أن آلاف الأفغانيات اللاجئات في إيران أُجبرن على العودة إلى بلد تحكمه طالبان، حيث يُحرمن من العمل والسكن دون "محرم"، مما تركهن فريسة للفقر والانتهاكات.
كشفت "الغارديان" أن آلاف الأفغانيات اللاجئات في إيران أُجبرن على العودة إلى بلد تحكمه طالبان، حيث يُحرمن من العمل والسكن دون "محرم"، مما تركهن فريسة للفقر والانتهاكات.
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن آلاف النساء الأفغانيات اللواتي لجأن إلى إيران هرباً من قمع حركة طالبان، وجدن أنفسهن مجدداً في قلب المأساة بعد أن أُجبرن على العودة إلى بلد لا يُسمح لهن فيه بالعيش أو العمل دون "محرم"، ما جعلهن بلا مأوى ولا عمل، في مواجهة مباشرة مع الفقر والانتهاكات.
من بين هؤلاء "صفية"، التي لجأت إلى إيران في عام 2018 هرباً من عنف زوجها، وهو ضابط شرطة سابق أصبح لاحقاً قيادياً في طالبان بولاية هرات.
وأنشأت صفية مشروعاً صغيراً للخياطة، وبدأت حياة جديدة مع طفليها، لكن قبل أسبوعين، انهار كل شيء حين تلقت أمراً بالترحيل، لتُعاد قسراً إلى ولاية هرات غرب أفغانستان، وتنضم إلى مئات الآلاف من الأفغان الذين رُحّلوا من إيران.
وقالت "صفية" للصحيفة: "كنت زوجته الثانية، أجبرني والدي على الزواج منه بسبب نفوذه، وكان يضربني باستمرار، والآن عدت إلى مدينة يملك فيها سلطة ضمن طالبان، وأخشى أن يؤذيني مجدداً".
وبحسب إحصاءات المنظمة الدولية للهجرة التي أوردتها "الغارديان"، فإن إيران رحّلت نحو 800 ألف لاجئ ومهاجر أفغاني بدون وثائق بين 1 يونيو و23 يوليو، من بينهم 153 ألف امرأة، منهن أكثر من 12 ألف امرأة معيلة أُعدن مع أطفالهن دون وجود أي رجل في الأسرة.
ويُحظر على النساء في أفغانستان حالياً استئجار منازل أو العمل أو حتى الذهاب إلى العيادات الصحية دون مرافقة رجل.
وتقول "فهيمة"، وهي أم عادت ألأفغانستان منذ يونيو الماضي، إن لا أحد يقبل تأجير منزل لها: "الوسطاء يقولون صراحة إن قوانين طالبان تمنع ذلك، ولا يمكنني توقيع عقد الإيجار إلا بوجود رجل".
ويؤكد وسطاء عقاريون تحدثوا إلى الصحيفة أن أي عقد يُوقّع مع امرأة بدون محرم يعرضهم للاعتقال، لأن جميع العقود يجب تسجيلها لدى استخبارات طالبان.
أما على صعيد العمل، فتقول "رقية"، وهي أرملة عادت مؤخراً، إن النساء لا يجدن وظائف سوى الأعمال المنزلية السرية.
وتضيف: "في إيران، كنت أعمل في مصنع للحقائب، أما هنا فلا يمكنني العمل في الخارج، حتى الخياطة يجب أن تكون سراً".
وتحذر منظمات حقوقية من أن النظام القائم في أفغانستان يشكل نوعاً من "الفصل الجنساني"، يجعل النساء المعيلات بلا حماية ولا دخل، ويعرضهن للاستغلال.
ونقلت الصحيفة عن نساء عائدات أنهن يشعرن بالحزن واليأس لفقدان كل ما بنينه في إيران، حيث كن يتمتعن بهامش من الاستقلالية والكرامة.
بينما تقول "صابرة" التي رُحلت مع أسرتها: "لم يسمحوا لنا حتى بأخذ أثاثنا، غادرنا بملابسنا فقط، الشرطة الإيرانية ضربت أولادي، والآن يعانون من الصدمة".
أما "مائدة"، وهي أرملة فقدت زوجها الضابط في الحكومة الأفغانية السابقة، فتروي كيف اعتقلتها الشرطة الإيرانية أثناء وقوفها في طابور المخبز، دون السماح لها بالعودة لإحضار ابنها.
وتقول: "رُحّلتُ إلى هرات بينما بقي طفلي في إيران، وأنا الآن عالقة، لا أملك وثائق، ولا أعرف كيف أعود إليه، لا يمكنني العيش بعيداً عنه، لكن لا أعرف ماذا أفعل".