الولايات المتحدة وحلف الناتو يدرُسون خيارات الضمانات الأمنية لأوكرانيا

عقب التزام دونالد ترامب بالمساعدة في حماية أوكرانيا في حال انتهاء الحرب مع روسيا، بدأت القيادات العسكرية الأميركية والأوروبية دراسة خطط أمنية لمرحلة ما بعد الحرب.

عقب التزام دونالد ترامب بالمساعدة في حماية أوكرانيا في حال انتهاء الحرب مع روسيا، بدأت القيادات العسكرية الأميركية والأوروبية دراسة خطط أمنية لمرحلة ما بعد الحرب.
وبحسب وكالة رويترز، قال مسؤولون أميركيون إن وزارة الدفاع (البنتاغون) تجري مناورات تخطيطية لبحث خيارات تتجاوز مجرد إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا. ومن بين هذه الخيارات إرسال قوات برية أوروبية إلى أوكرانيا تحت القيادة والسيطرة الأميركية. هذه القوات لن تعمل تحت راية الناتو، بل باسم الدول التي ستقوم بإرسالها.
وأكد المسؤولون أن هذه الخطط ما زالت في مراحلها الأولى، وستحتاج وقتاً للوصول إلى بدائل قابلة للتنفيذ عسكرياً ومقبولة سياسياً بالنسبة للكرملين.
في المقابل، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة مستعدة للعب دور في تنسيق الضمانات الأمنية لأوكرانيا. بينما أكدت وزارة الخارجية الروسية رفضها القاطع لأي انتشار لقوات من دول أعضاء في الناتو على الأراضي الأوكرانية في إطار اتفاق سلام.

ورغم أن ترامب كان قد شدد سابقاً على أن القوات الأميركية لن تُرسل إلى الأراضي الأوكرانية، إلا أنه صرّح يوم الثلاثاء في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بأن بلاده قد تشارك جوياً. وقال:
«الأوروبيون مستعدون لإرسال قوات برية، ونحن مستعدون للمساهمة عبر الدعم الجوي، لأننا نمتلك تجهيزات وقدرات لا يملكها أحد غيرنا».
ويرى خبراء أن هذا الدعم الجوي قد يشمل إرسال أنظمة دفاع جوي إضافية أو فرض منطقة حظر طيران عبر المقاتلات الأميركية.
ووفقاً لرويترز، فقد أرسلت الولايات المتحدة مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية لكييف منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022. لكن إدارة ترامب كانت قد علّقت هذه المساعدات مؤقتاً بعد لقائه المثير للجدل مع زيلينسكي في فبراير ثم في يوليو 2025، قبل أن تُستأنف مؤخراً مع تعهد ترامب بإرسال مساعدات عسكرية جديدة، خاصة في المجال الدفاعي.
ومن المقرر أن يعقد قادة الناتو العسكريون اجتماعاً افتراضياً يوم الأربعاء يركّز على الحرب في أوكرانيا. وسيقدّم الجنرال ألكسوس غرنكويتش، قائد العمليات في الناتو بأوروبا، تقريراً حول لقاء ترامب وبوتين الأخير في ألاسكا. كما سيشارك في الاجتماع الجنرال دن كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، بعد أن التقى ببعض نظرائه الأوروبيين في واشنطن مساء اليوم السابق.
ويحاول ترامب، الساعي إلى إنهاء سريع للحرب، أن يسهل عملية الوساطة بين كييف وموسكو. غير أن حلفاء أوكرانيا الأوروبيين يخشون من أن يقدم تنازلات لروسيا في سبيل التوصل إلى اتفاق.
وتزعم موسكو أن ما تسميه «العملية العسكرية الخاصة» يهدف إلى حماية أمنها القومي من توسع الناتو ودعم الغرب العسكري لأوكرانيا، بينما تعتبر كييف وحلفاؤها الغربيون أن هذا الهجوم ليس إلا عدواناً إمبريالياً يستهدف احتلال أراضٍ أوكرانية.