وقال ترامب في كلمة بالبيت الأبيض بحضور ممثلي ألاباما في الكونغرس: "يسعدني أن أعلن أن مقر القيادة الفضائية سينتقل إلى مكان جميل يُدعى هانتسفيل. نحن نحب ألاباما"، مشيراً إلى فوزه الكبير هناك في الانتخابات، لكنه نفى أن يكون ذلك سبب القرار.
الخطوة تُعد تراجعاً عن قرار إدارة الرئيس جو بايدن عام 2023 بجعل "كولورادو سبرينغز" المقر الدائم لهذه القيادة. وبحسب تقديرات وزارة الدفاع، فإن عملية النقل ستستغرق ما بين ثلاث إلى أربع سنوات وتكلّف مئات ملايين الدولارات.
انتقادات سياسية وتحذيرات أمنية
أعضاء الكونغرس من كولورادو، جمهوريين وديمقراطيين على حد سواء، أصدروا بياناً مشتركاً وصفوا فيه القرار بأنه "خطر جسيم على الأمن القومي الأميركي"، مؤكدين أن النقل "سيؤخر قدرات البلاد لسنوات، ويهدر مليارات من أموال دافعي الضرائب، ويمنح الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية أفضلية استراتيجية".
ترامب من جانبه أعاد فتح ملف التصويت البريدي في كولورادو، قائلاً إن "الانتخابات هناك فاسدة تلقائياً لأنها تُجرى بالكامل عبر البريد"، في تكرار لاتهاماته القديمة بالتزوير الانتخابي منذ عام 2020 من دون أدلة.
لماذا ألاباما؟
تُعد هانتسفيل مقراً لمركز رحلات الفضاء "مارشال" التابع لوكالة ناسا، كما تضم صناعات دفاعية كبرى مثل "لوكهيد مارتن" و"إل-3 هاريس"، وقد مارست شخصيات سياسية في الولاية ضغوطاً قوية لسنوات من أجل استضافة المقر.
تقرير لمكتب المفتش العام في البنتاغون (أبريل 2025) أشار إلى أن النقل يحمل "مخاطر تشغيلية"، لكنه قد يوفّر نحو 426 مليون دولار بسبب انخفاض تكاليف الأيدي العاملة والبنية التحتية في ألاباما.
أهمية القيادة الفضائية
القيادة الفضائية الأميركية تأسست في ثمانينيات القرن الماضي، ثم أُعيد تفعيلها عام 2019 بأمر من ترامب. وتضطلع هذه القيادة بمهمة حماية الأقمار الاصطناعية الأميركية وتنسيق العمليات العسكرية في الفضاء، فضلاً عن دورها في أنظمة الدفاع الصاروخي.
أهمية هذه القيادة تزايدت في ظل التطور السريع لقدرات الصين وروسيا في مجالات الفضاء والتقنيات المضادة للأقمار الصناعية، حيث يؤكد قادة البنتاغون أن الفضاء بات ساحة رئيسية للتنافس بين القوى الكبرى.
يرى مؤيدو القرار أنه انتصار سياسي للجمهوريين في ألاباما، خاصة لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب مايك روجرز. لكن منتقدي ترامب يعتبرون الخطوة مثالاً جديداً على "تسييس الجيش"، ويحذّرون من أن الكلفة الباهظة والوقت الطويل اللازم للنقل قد يقوّضان جاهزية الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات المتزايدة من بكين وموسكو، بما يضر بمكانة واشنطن الاستراتيجية على المدى الطويل.