زيلينسكي يرفض دعوة بوتين للقاء في موسكو

رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء في موسكو، مؤكداً أن اختيار الكرملين لهذا المكان دليل على عدم جديته في السعي نحو مفاوضات سلام.

رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء في موسكو، مؤكداً أن اختيار الكرملين لهذا المكان دليل على عدم جديته في السعي نحو مفاوضات سلام.
وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي عقب قمة "ائتلاف المتطوعين" في باريس: "إذا كنتم تريدون منع اللقاء، فإن دعوتي إلى موسكو هي أفضل وسيلة لتحقيق ذلك."
ويأتي هذا الموقف في ظل الخلاف القائم بين كييف وموسكو حول مكان انعقاد أي مفاوضات محتملة وآلية دفع مسار السلام، إذ سبق أن أشار بوتين إلى أن أي لقاء مباشر مع زيلينسكي لن يتم إلا في "المرحلة النهائية" من المفاوضات، بينما يشدد الرئيس الأوكراني على أهمية الحوار المباشر لإنهاء الحرب.
من جانبه، كشف وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها أن عدة دول عرضت استضافة المحادثات، فيما اعتبر زيلينسكي أن مجرد طرح الكرملين لفكرة اللقاء يُعد "إشارة إلى تقدم ما".
في المقابل، أعلن بوتين الأربعاء أن روسيا مستعدة لرفع مستوى ممثليها في المحادثات مع أوكرانيا، من دون الكشف عن التفاصيل، مؤكداً أن دولاً شاركت مؤخراً في محادثات مع موسكو في الصين دعمت قمة ألاسكا بين روسيا والولايات المتحدة على أمل أن تسهم في إنهاء الحرب.

غير أن تقارير إعلامية أشارت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس تعليق الجهود الدبلوماسية مؤقتاً بسبب إحباط البيت الأبيض من غياب التقدم في محادثات ألاسكا، حيث ألقت واشنطن باللوم على الأوروبيين في استمرار الجمود. بوتين كان قد كشف أن دعوة موجّهة لترامب لزيارة موسكو "ما زالت على الطاولة"، لكنه أقرّ بعدم توافر الظروف الملائمة حالياً.
وفي الوقت نفسه، حذّر زيلينسكي في خطاباته الليلية من أن روسيا تعيد حشد قواتها على الجبهات، مؤكداً أن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الروسية على أهداف مدنية ما تزال مستمرة.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أن وفدي البلدين على تواصل مباشر، مشدداً على أن أي تسوية يجب أن تراعي "الحقائق الميدانية" في الأراضي الأوكرانية.
التطورات تأتي وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو وبكين، حيث اتهم ترامب الأسبوع الماضي قادة روسيا والصين وكوريا الشمالية بـ"التواطؤ ضد الولايات المتحدة" على خلفية العرض العسكري الصيني الأخير.
وفي باريس، اجتمع قادة نحو 30 دولة غربية مع زيلينسكي لمناقشة ضمانات أمنية لكييف في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو، قبل أن يشاركوا في مؤتمر عبر الفيديو مع ترامب.

وخلال الاجتماع، شدّد الرئيس الأميركي على ضرورة وقف أوروبا استيراد النفط الروسي باعتباره يمول الحرب، داعياً كذلك إلى زيادة الضغط الاقتصادي على الصين.
ويواصل "ائتلاف المتطوعين" مشاوراته منذ أشهر لصياغة خطة لدعم أوكرانيا عسكرياً في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار، غير أن هذه الجهود تصطدم بتأكيد معظم الحكومات الأوروبية أن أي دور عسكري مشترك يتطلب ضمانات أمنية أميركية صريحة، وهو ما لم يلتزم به ترامب حتى الآن.