وجاءت تصريحات وزير الدفاع الباكستاني بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدف قاعدة عسكرية قرب الحدود مع أفغانستان، وأسفر عن مقتل ستة من عناصر الأمن الباكستاني.
وقال خواجه محمد آصف، في منشور على صفحته في منصة "إكس"، إن "خمسة انتحاريين شاركوا في الهجوم، وتم التعرف على هوية ثلاثة منهم، وهم يحملون الجنسية الأفغانية".
وأضاف آصف: "قاتلنا في حروب طويلة دفاعاً عن الأفغان، وفتحنا لهم أبوابنا، واليوم يردّون الجميل بالدم". وتابع: "لقد ضحينا بأمننا واقتصادنا، واستضفنا أكثر من ستة ملايين أفغاني، تحول بعضهم اليوم إلى رجال أعمال ومقاولين كبار في بلادنا، لكن البعض الآخر جلب لنا الموت".
وأكد وزير الدفاع الباكستاني أن بلاده فقدت في الهجوم الأخير الضابط البارز "ميجر عدنان"، الذي تلقى تدريبه العسكري في الأكاديمية الملكية البريطانية "ساندهيرست"، مضيفاً أن والدته قالت: "لو كان لدي عشرة أبناء، لقدّمتهم جميعاً فداءً لباكستان".
وكانت الشرطة الباكستانية أعلنت الأسبوع الماضي أن انتحاريين استخدموا سيارة مفخخة لاقتحام قاعدة عسكرية في منطقة "بنو" الحدودية، وتبع ذلك اشتباك مسلح دام 12 ساعة، قُتل فيه ستة جنود وستة مهاجمين.
ونشرت قناة "أفغانستان إنترناشيونال" مقطعاً مصوراً يظهر أحد المهاجمين قبل تنفيذ العملية، وهو يعلن استعداده لتنفيذ هجوم انتحاري "في سبيل الله داخل باكستان"، طالباً من حركة طالبان باكستان تسهيل العملية، ويؤكد أنه يقيم في منطقة بهرامتشه بولاية هلمند.
ويأتي هذا الهجوم وسط تصاعد الاتهامات من إسلام آباد لطالبان الأفغانية بإيواء مقاتلي حركة طالبان باكستان على أراضيها.
وفي حين تنفي طالبان هذه الاتهامات، تشير تقارير أممية إلى أن نحو 6 آلاف من مقاتلي حركة طالبان باكستان لا يزالون ينشطون في الأراضي الأفغانية، ويتلقون تدريبات في معسكرات داخل البلاد.