شكاوى من توقف عشرات الشاحنات عند معبر تورخم بسبب فساد طالبان

أفاد عدد من رجال الأعمال الأفغان، أن عشرات الشاحنات المحمّلة بالفواكه الطازجة متوقفة منذ أيام عند معبر تورخم الحدودي مع باكستان، دون السماح لها بالعبور.

أفاد عدد من رجال الأعمال الأفغان، أن عشرات الشاحنات المحمّلة بالفواكه الطازجة متوقفة منذ أيام عند معبر تورخم الحدودي مع باكستان، دون السماح لها بالعبور.
وقال رجال الأعمال في تصريحات لقناة "أفغانستان إنترناشيونال"، إن الفساد في دائرة النقل التابعة لحركة طالبان في المعبر، يمثل أحد الأسباب الرئيسية للأزمة، حيث يطلب بعض الموظفين رشاوي مقابل منح أولوية المرور للشاحنات.
وأشاروا إلى بطء الإجراءات على الجانب الباكستاني، مؤكدين أن الشاحنات تخضع لخمس مراحل من التفتيش، وأن إنهاء المعاملات الجمركية يستغرق وقتاً طويلاً، ما يتسبب بتعطل الحركة وازدحام كبير داخل المعبر.
وقال أحد التجار: "طالبان تفرض رسوماً على العديد من الشاحنات المحمّلة بالفواكه الطازجة، لكن لا توجد طاقة استيعابية كافية في تورخم لمرور هذا العدد يومياً".
وذكر مصدر مطلع أن السبب الأبرز للازدحام هو البطء الشديد في عمل الجمارك الباكستانية، مقابل استمرار التجار الأفغان في تحميل أعداد كبيرة من الشاحنات دون التنسيق مع القدرة الاستيعابية للمعبر، ما يؤدي إلى تكدس البضائع وتلف الفواكه داخل الشاحنات.
وأكد مسؤولون من حركة طالبان في تورخم أن السلطات الباكستانية تسمح يومياً بعبور 200 شاحنة فقط محمّلة بالخضروات والفواكه، في حين يرسل التجار الأفغان نحو 800 شاحنة يومياً، ما يفاقم الازدحام ويتسبب بخسائر تُقدّر بملايين نتيجة تلف المحاصيل.






اتهم وزير الدفاع الباكستاني، خواجه محمد آصف، حركة طالبان الأفغانية وجماعات أفغانية أخرى باستخدام الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات دامية ضد بلاده، قائلاً إن "طالبان الإرهابية تحتفل بدماء أبنائنا".
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الباكستاني بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدف قاعدة عسكرية قرب الحدود مع أفغانستان، وأسفر عن مقتل ستة من عناصر الأمن الباكستاني.
وقال خواجه محمد آصف، في منشور على صفحته في منصة "إكس"، إن "خمسة انتحاريين شاركوا في الهجوم، وتم التعرف على هوية ثلاثة منهم، وهم يحملون الجنسية الأفغانية".
وأضاف آصف: "قاتلنا في حروب طويلة دفاعاً عن الأفغان، وفتحنا لهم أبوابنا، واليوم يردّون الجميل بالدم". وتابع: "لقد ضحينا بأمننا واقتصادنا، واستضفنا أكثر من ستة ملايين أفغاني، تحول بعضهم اليوم إلى رجال أعمال ومقاولين كبار في بلادنا، لكن البعض الآخر جلب لنا الموت".
وأكد وزير الدفاع الباكستاني أن بلاده فقدت في الهجوم الأخير الضابط البارز "ميجر عدنان"، الذي تلقى تدريبه العسكري في الأكاديمية الملكية البريطانية "ساندهيرست"، مضيفاً أن والدته قالت: "لو كان لدي عشرة أبناء، لقدّمتهم جميعاً فداءً لباكستان".
وكانت الشرطة الباكستانية أعلنت الأسبوع الماضي أن انتحاريين استخدموا سيارة مفخخة لاقتحام قاعدة عسكرية في منطقة "بنو" الحدودية، وتبع ذلك اشتباك مسلح دام 12 ساعة، قُتل فيه ستة جنود وستة مهاجمين.
ونشرت قناة "أفغانستان إنترناشيونال" مقطعاً مصوراً يظهر أحد المهاجمين قبل تنفيذ العملية، وهو يعلن استعداده لتنفيذ هجوم انتحاري "في سبيل الله داخل باكستان"، طالباً من حركة طالبان باكستان تسهيل العملية، ويؤكد أنه يقيم في منطقة بهرامتشه بولاية هلمند.
ويأتي هذا الهجوم وسط تصاعد الاتهامات من إسلام آباد لطالبان الأفغانية بإيواء مقاتلي حركة طالبان باكستان على أراضيها.
وفي حين تنفي طالبان هذه الاتهامات، تشير تقارير أممية إلى أن نحو 6 آلاف من مقاتلي حركة طالبان باكستان لا يزالون ينشطون في الأراضي الأفغانية، ويتلقون تدريبات في معسكرات داخل البلاد.

أحيا عدد من القادة السياسيين الأفغان، بينهم الرئيس الأسبق حامد كرزي، والرئيس السابق للمجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبدالله عبدالله، الذكرى الرابعة والعشرين لاغتيال أحمد شاه مسعود، أحد أبرز قادة المقاومة ضد طالبان والاحتلال السوفيتي، والملقّب بـ"أسد بنجشير".
وقال الرئيس الأسبق حامد كرزي إن ما جعل أحمد شاه مسعود "بطلاً قومياً" هو "جهاده، ووطنيته، وحضوره المستمر بين أبناء شعبه"، مضيفاً أن مسعود "سيبقى رمزاً خالداً في الذاكرة الأفغانية".
من جهته، وصف رئيس للسابق للمجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، عبدالله عبدالله، أحمز شاه مسعود بأنه "مجاهد مؤمن ورمز للصمود وشخصية بعيدة عن التعصب".
بينما اعتبر رئيس حزب الجمعية الإسلامية صلاح الدين رباني أن اسم مسعود يرتبط بـ"التقوى، والحرية، والعدالة، والشجاعة".
مشدداً على ضرورة أن تركز الساحة السياسية اليوم على الإرث الفكري لكل من أحمد شاه مسعود وبرهان الدين رباني، "لتجاوز الاستبداد والانفراد بالسلطة".
أما القائد الجهادي السابق إسماعيل خان، فرأى أن "الأنظمة المفروضة بالقوة في التاريخ المعاصر لأفغانستان محكوم عليها بالفشل"، مؤكداً أن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة هو "قبول التعددية والانخراط في حوار يفضي إلى وحدة الرؤية".
في المقابل، التزمت حركة طالبان الصمت تجاه هذه المناسبة، ولم تُصدر أي تعليق رسمي، كون مسعود كان أحد أشد أعداء الحركة فترة التسعينيات.
يُذكر أن أحمد شاه مسعود اغتيل يوم 9 سبتمبر 2001 في ولاية تخار شمالي البلاد، على يد انتحاريين مرتبطين بتنظيم القاعدة، وذلك قبل يومين فقط من هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.

روى زوجان روسيان تجربتهما خلال زيارة إلى أفغانستان، قائلين إنهما أصيبا بـ"الصدمة" مما شاهدوه على أرض الواقع، وخصوصاً ما وصفوه بـ"المأساة الصامتة"التي تعيشها النساء في ظل حكم طالبان.
وقالت ماريا بلودنوفا، التي دخلت البلاد على متن دراجة نارية برفقة زوجها بافيل، إنها فوجئت منذ اللحظة الأولى لدخولها الأراضي الأفغانية بسبب نظرات الريبة والاستغراب، لا سيما لكونها تسير دون ارتداء "البرقع"، وأضافت أن حديثها مع بعض النساء الأفغانيات كشف لها واقعاً "مخيفاً"، على حد تعبيرها.
ونقلت ماريا عن النساء الأفغانيات قولهن إن "حياة المرأة الأفغانية تعتمد كلياً على الرجل، فإذا كان الزوج قادراً على إعالة أسرته فالأمور تمضي، أما إن تُوفّي أو عجز عن توفير الطعام، فالمصير معروف: التسوّل في الشوارع".
وأضافت أن النساء اللواتي فقدن أزواجهن لا يجدن بديلاً سوى حمل أطفالهن والتوجه إلى قارعة الطرق، بحثاً عن الحفر والمطبات التي تُجبر السيارات على التمهل، حيث يجلسن تحت أشعة الشمس الحارقة طلباً للعون.
وأكدت السائحة الروسية أن حظر عمل النساء في حكم طالبان جعل الحياة "مغلقة تماماً" أمام آلاف النساء الفقيرات، وقالت: "المرأة هنا بلا رجل لا تملك شيئاً.. لا دخل، لا مستقبل، ولا حتى أمل".
وكان المتحدث باسم وزارة الإعلام والثقافة في طالبان، خبيب غفران، أعلن في أغسطس الماضي أن نحو 24 ألف سائح أجنبي زاروا أفغانستان منذ عودة الحركة إلى السلطة.
وتستخدم حركة طالبان ما يُسمى بـ"دبلوماسية السياحة" كوسيلة لإظهار صورة مستقرة للبلاد أمام المجتمع الدولي، رغم القيود الصارمة المفروضة على النساء، والتي تُعد من أبرز ملامح حكم الحركة.

أعلنت السلطات في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان، أن أكثر من ثمانية آلاف مقاتل من حركة طالبان باكستان دخلوا مؤخراً من الأراضي الأفغانية إلى الإقليم، حيث تمركزوا في مناطق سكنية ونفذوا هجمات متفرقة ضد القوات الأمنية.
ونقلت صحيفة ةباكستاني نيوز"، يوم الثلاثاء، عن مسؤولين باكستانيين قولهم إن هؤلاء المسلحين عبروا من أفغانستان عبر ممرات حدودية غير خاضعة للمراقبة، ويتمركزون حالياً في مدن بيشاور، تانك، ديره إسماعيل خان، بانو، لَكّي مروت، سوات، ومناطق أخرى.
وأكد المسؤولون أن عناصر الحركة أقاموا نقاط تفتيش على طرق رئيسية، من بينها طريق ديره إسماعيل خان، ويتنقلون بين السكان متخفّين قبل تنفيذ هجمات تستهدف قوات الأمن.
وقال مستشار رئيس وزراء الإقليم، محمد علي سيف، إن المسلحين "يوثقون وجودهم عبر تسجيل مقاطع فيديو في شوارع خيبر بختونخوا ثم يختفون مجدداً".
ويُعدّ إقليما خيبر بختونخوا وبلوشستان من بين المناطق الأكثر تضرراً من هجمات الجماعات المسلحة المناهضة للدولة، حيث سُجلت خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 أكثر من 600 هجمة في خيبر بختونخوا فقط، أسفرت عن مقتل 138 مدنياً وإصابة 352 آخرين، إضافة إلى مقتل 79 جندياً وإصابة 130.
كما شهد شهر أغسطس وحده 129 هجوماً، أوقع 30 قتيلاً بينهم 17 مدنياً، إلى جانب عشرات الجرحى، بحسب بيانات الشرطة.
وأقر المسؤولون بأن القوات الأمنية تواجه صعوبات كبيرة في التصدي لتلك الهجمات، وتتكبد خسائر في بعض العمليات.
وكان وجهاء القبائل حذروا في وقت سابق من خطورة تسلل المسلحين من أفغانستان، خلال اجتماع عُقد برئاسة رئيس وزراء الإقليم، علي أمين غندابور، مطالبين بفتح حوار مباشر مع حركة طالبان الأفغانية حول هذا الملف.
وتتكرر اتهامات الحكومة الباكستانية لطالبان الأفغانية بإيواء عناصر حركة طالبان باكستان داخل الأراضي الأفغانية، وهي اتهامات تنفيها الأخيرة بشكل متواصل.
لكن تقارير صادرة عن منظمات دولية تؤكد وجود نحو ستة آلاف مقاتل تابعين للحركة داخل أفغانستان، حيث يتلقون تدريبات في معسكرات ميدانية.

شهدت مراسم إحياء الذكرى الرابعة والعشرين لاغتيال القائد أحمد شاه مسعود، أحد أبرز رموز المقاومة ضد حركة طالبان، انتقادات واسعة لغياب التنسيق والوحدة بين القوى السياسية المناهضة للحركة.
وقال زعيم جبهة المقاومة الوطنية، أحمد مسعود، نجل القائد الراحل، خلال فعالية افتراضية عُقدت الثلاثاء، إن الانقسامات الداخلية أضعفت المقاومة، محذراً من محاولات طالبان استغلال هذه الخلافات.
وأضاف: "نحن محكومون بمواصلة الكفاح حتى الحرية، ولا مكان للهزيمة أو الاستسلام"، مشدداً على أن "أي استبداد لا يدوم، وحكم طالبان أيضاً إلى زوال".
وفي رسالة خاصة بالمناسبة، قال زعيم الحركة الوطنية الأفغانية، عبدالرشيد دوستم: "الموت على الفراش عار بالنسبة لي. طالبان يجب أن تدرك أن عمر الاستبداد قصير، وأنها ستخضع يوماً لإرادة الشعب".
وانتقد زعيم حزب الوحدة الإسلامية للشعب الأفغاني، محمد محقق، غياب التوافق بين القوى المعارضة، داعياً إلى قبول متبادل وتنسيق أكبر.
بينما شدد النائب السابق للرئيس الأفغاني، سرور دانش، على ضرورة التوصل إلى حل مستدام للأزمة السياسية، محذراً من أن غياب رؤية واضحة لمستقبل البلاد قد يجعل مرحلة ما بعد طالبان تكراراً لفترة ما بعد سقوط الشيوعيين ومؤتمر بُن عام 2001.
الجدير بالذكر أن أحمد شاه مسعود اغتيل عام 2001 على يد عنصرين من تنظيم القاعدة تنكّرا في هيئة صحفيين لإجراء مقابلة صحفية معه.