بينما بقيت خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة عاملةً.
وقال مصدر في إحدى شركات الإنترنت في كابل لموقع أفغانستان اینترنشنال — طلب عدم كشف اسمه لأسباب أمنية — إن خدمات الفايبر النوري انقطعت على مستوى أفغانستان منذ حوالى ثلاثة أسابيع (نحو عشرين يومًا). وأوضحت مصادر أخرى أن عدّة مزوِّدي خدمة اتصلوا بوزارة الاتصالات التي ردّت بأنّ «الجهات الحکومية ليست موافقة على قطع الفايبر، لكن الأمر نُقل من قندهار».
مصدر بمقدِّمي الخدمة في مزارشريف قال إن قرار قطع الواي-فاي اتُّخذ في اجتماع طارئ بين محمد یوسف وفا، والي بلخ، وممثلي شركات الإنترنت، وأبلغهم والي الولاية أن الأمر «صدر مباشرةً من هبةالله آخندزاده، زعيم طالبان».
موقف طالبان
وأكد حاجي زيد، الناطق باسم والي طالبان في بلخ، لتقرير «أفغانستان اینترنشنال» أنّ استخدام الفايبر النوري في الولاية مُنع بقرار من القائد، وقال: «من الآن فصاعدًا، ولمنع انتشار المنكرات، لن يُستخدم الفايبر النوري في الولاية» وأضاف أنّ السلطات تبحث عن بدائل.
وقالت ثلاثة مصادر على الأقل إن خدمة الألياف البصرية انقطعت في أنحاء أفغانستان منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وأبلغ سكان مزار شريف يوم الإثنين موقع أفغانستان اینترنشنال أنّ طالبان قطعت الوصول إلى خدمات الواي-فاي في المدينة. وأكدت شركات الاتصالات هذا الإجراء وقالت إن القرار نُفِّذ بأمر من جهات حكومية لدى طالبان.
مبررات وقيود فنية
تقنياً، تُبرّر قيادة طالبان هذه القيود بـ«مكافحة نشر الفحشاء». وقد طُلِب سابقًا من مزوّدي الخدمة حظر تطبيقات ومواقع مثل «ببجي»، «تيك-توك» ومواقع إباحية، لكن الشركات تشير إلى أن تطبيق رقابة فعّالة مكلف للغاية (يقدّر تكلفته بين 50,000 و100,000 دولار شهريًا)، فلم تستطع سوى حجب جزء من المواقع، بينما فشلت في حجب التطبيقات واسعة الانتشار، ما أثار استياءً لدى الجهات الرقابية.
مصدر بشركة إنترنت قال إن قرار القمة العليا لزعيم طالبان يهدف أيضاً إلى «ضبط الرأي العام»، وأن السياسة قد تُطبّق بشكل تدريجي ولاية تلو أخرى.
أثر فني واجتماعي واقتصادي
أبلغ مزودون أن متوسط سرعة الإنترنت حين كانت الألياف البصرية متاحة كان يقارب 40 ميغابت/ثانية، بينما انخفض متوسط سرعة الشبكات اللاسلكية بعد توقف الفايبر إلى 4-6 ميغابت/ثانية. ويحذّر خبراء أن قطع أو إبطاء الإنترنت عالي السرعة سيؤدّي إلى تدهور إضافي في جودة الحياة، لا سيما في المدن حيث يعتمد السكان على الشبكة للتجارة والتعليم والخدمات.
يأتي هذا الإجراء في إطار نمط عالمي لاستخدام انقطاعات الإنترنت كأداة سياسية: سجّل معهد مدافعين عن حرية الوصول نحو 296 حالة انقطاع إنترنت في 54 دولة خلال عام 2024، وفق بيانات ميدانية. وسبق أن شهدت بلاد كإيران وروسيا حالات قيود وحجب واسعة خلال أزمات سياسية، فيما حذّر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مايو 2022 من أن الانقطاعات تؤثر بشدّة على حياة المدنيين وحرمانهم من الخدمات والمعلومات الأساسية.
مكانة أفغانستان في مؤشرات السرعة
بحسب بيانات موقع «أوكلا» لقياس سرعات الإنترنت، تحتل أفغانستان مراتب متأخرة عالمياً في سرعة الإنترنت، مع تأثيرات محتملة سلبية اقتصادية وتعليمية واجتماعية نتيجة التعطيل أو التقييد المستمر.