احتجاجات شعبية ضد طالبان في مزار شريف بسبب تدمير محال تجارية

تظاهر مئات من سكان مدينة مزار شريف بولاية بلخ شمالي أفغانستان، صباح الثلاثاء، احتجاجاً على قيام عناصر من حركة طالبان بمحاولة هدم محالّ تجارية في سوق وسط المدينة.

تظاهر مئات من سكان مدينة مزار شريف بولاية بلخ شمالي أفغانستان، صباح الثلاثاء، احتجاجاً على قيام عناصر من حركة طالبان بمحاولة هدم محالّ تجارية في سوق وسط المدينة.
وردّد المتظاهرون شعارات غاضبة من بينها "الموت للخونة"، مؤكدين أن الحركة بدأت منذ الصباح تنفيذ حملة هدم للمحال دون سابق إنذار، رغم أنها كانت تفرض ضرائب عليها منذ أربع سنوات.
وقال أحد السكان لقناة "أفغانستان إنترناشيونال"، إن أصحاب المتاجر تفاجأوا عند عودتهم صباحاً إلى أماكن عملهم بوجود معدات لهدم متاجرهم، مضيفاً أن طالبان لم تصدر أي إشعار مسبق، وأن السوق المقصود هو مصدر رزق لعشرات العائلات.
وأشارت مصادر محلية إلى أن أصحاب المحال المتضررة يعتبرونها “ملكاً خاصاً لهم منذ أكثر من أربعين عاماً”، وأن تحركهم جاء رداً على “إجراء تعسفي” من دون سند قانوني.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي ضد ممارسات طالبان الاقتصادية في عدد من المدن الكبرى، لا سيما مع تزايد شكاوى المواطنين من فرض ضرائب غير قانونية، والاستيلاء على ممتلكات خاصة دون تعويض.






أدرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أفغانستان مجدداً ضمن قائمة الدول الرئيسية في إنتاج وتهريب المخدرات، إلى جانب أكثر من عشرين دولة أخرى، مشيراً إلى أن بعض أعضاء حركة طالبان ما زالوا يجنون أرباحاً من تجارة المخدرات.
وجاء ذلك في بيان سنوي أصدره البيت الأبيض يوم الإثنين ووجّهه ترامب إلى الكونغرس، حيث أكد أن “رغم إعلان طالبان حظر إنتاج المخدرات، إلا أن مخزوناتها والإنتاج المستمر داخل البلاد حافظا على تدفقها إلى الأسواق الدولية”.
كما كشف البيان عن توسّع في إنتاج مادة “الميثامفيتامين” داخل أفغانستان، محذراً من أن التنظيمات الإرهابية والشبكات الإجرامية الدولية تموّل نفسها من عائدات تجارة المخدرات الأفغانية.
وقال ترامب إن “إدراج أفغانستان في هذه القائمة يأتي بسبب عجزها الواضح عن الالتزام بتعهداتها في مكافحة المخدرات، وما تشكّله من تهديد خطير على مصالح الولايات المتحدة والأمن العالمي”.
وضمّت القائمة إلى جانب أفغانستان دولاً مثل باكستان والصين والهند وكولومبيا والمكسيك وبوليفيا وفنزويلا، وجزر الباهاماس، والبيرو، وجمهورية الدومينيكان، من بين دول أخرى في آسيا وأميركا اللاتينية.
وكانت واشنطن قد أدرجت أفغانستان أيضاً في قائمة مماثلة العام الماضي.

زار وزير الدفاع في حركة طالبان، ملا يعقوب مجاهد، العاصمة القطرية الدوحة نيابة عن وزير الخارجية في الحركة أمير خان متقي، وذلك لتقديم التعازي والتضامن مع دولة قطر.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في طالبان إن ملا يعقوب التقى خلال الزيارة مع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد الخليفي، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية بين الجانبين، والتأكيد على “دعم وتعاطف الإمارة الإسلامية مع دولة قطر الشقيقة”.
وتأتي هذه الزيارة بعد تعذر سفر وزير خارجية طالبان، المدرج على قائمة العقوبات الخاصة بمجلس الأمن، والتي تشمل حظر السفر على عدد من مسؤولي الحركة، حيث يتطلب أي تحرك خارجي لقادة الحركة إصدار إذن خاص من لجنة العقوبات الأممية.
وكان متقي مُنع في وقت سابق من السفر إلى كل من الهند وباكستان بعد عدم صدور إذن بالسفر من الأمم المتحدة، فيما لا تشمل العقوبات الأممية وزير الدفاع ملا يعقوب.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان سنوي رفع إلى الكونغرس أن أفغانستان، إلى جانب عدد من الدول الأخرى، تظلّ «إحدى البؤر الرئيسة» لإنتاج وتهريب المخدرات.
وجاء في البيان، الصادر عن البيت الأبيض، أن بعض عناصر طالبان لا تزال تستفيد من عائدات تجارة المخدرات، رغم إعلان الحركة منعها رسمياً.
وأشار البيان إلى أنّ المخزونات الحالية وإنتاج المخدرات المستمر في أفغانستان يمكّنان شبكات التهريب من مواصلة نقل المواد المخدّرة إلى الأسواق الدولية. كما سجلت الولايات المتحدة، بحسب البيان، توسّعاً في إنتاج مادة الميثامفيتامين داخل البلاد.

ولفتت الوثيقة إلى أن جماعات إرهابية ومنظمات إجرامية دولية تُموَّل إلى حدٍّ كبير من عائدات تجارة المخدرات في أفغانستان، ما يرفع من خطورة الوضع ويشكّل تهديداً لمصالح الولايات المتحدة وللأمن العالمي، بحسب ما ذكره ترامب.
بناءً على ذلك، قرر البيان إدراج أفغانستان ضمن قائمة الدول الممرّة أو المنتجة الرئيسية للمخدرات. وتضمّ القائمة دولاً أخرى، بينها: البهاما، بليز، بوليفيا، بورما، الصين، كولومبيا، كوستاريكا، جمهورية الدومينيكان، الإكوادور، السلفادور، غواتيمالا، هايتي، هندوراس، الهند، جامايكا، لاوس، المكسيك، نيكاراغوا، باكستان، بنما، بيرو وفنزويلا.
لم يورد البيان أرقاماً تفصيلية عن حجم الإنتاج أو التصدير، لكنه أكّد أنّ إدراج بلدٍ ما على هذه القائمة يعكس تقييماً لمدى قدرة السلطات المحلية على تنفيذ التزاماتها في مجال مكافحة المخدرات والقدرة على قطع سلاسل التمويل الإجرامي العابرة للحدود.

وجّه رئيس مجلس علماء باكستان، حافظ محمد طاهر محمود أشرفي، انتقادات حادّة لحركة طالبان، داعياً إياها إلى التوقف عن التدخّل في الشؤون الداخلية لبلاده، مشدداً على أن "من لا يعرف حتى آية (قل هو الله أحد) بات يُصدر الفتاوى".
وفي كلمة لاذعة ألقاها يوم الأحد خلال مؤتمر، قال طاهر أشرفي، الذي يشغل أيضاً منصب الممثل الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني لشؤون الوئام بين الأديان والشرق الأوسط، إن "النظام القائم في باكستان شرعي وإسلامي"، مضيفاً: "كما أني لا أملك الحقّ في تقرير مصير بلدكم، فأنتم أيضاً لا تملكون الحقّ في تقرير مصير بلدي".
وتابع: "لسنا تلاميذكم، بل أنتم تلاميذنا، ولم نتعلم منكم، بل أنتم من تعلم منّا".
واتهم رجل الدين الباكستاني حركة طالبان بالسماح باستخدام الأراضي الأفغانية من قبل الهند وإسرائيل لزعزعة الأمن في إقليمي بلوشستان وخيبر بختونخوا الباكستانيتين، قائلاً إن بعض الهجمات التي نُفذت مؤخراً في باكستان انطلقت من داخل الأراضي الأفغانية.
واعتبر أن على طالبان ألا تتدخل في التشريعات أو البنية السياسية في باكستان، موضحاً أن "لكل دولة الحق في سنّ قوانينها بما يتوافق مع مصالحها".
وأشار إلى أن باكستان قدّمت تضحيات كبيرة، خصوصاً خلال الحرب ضدّ الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، مضيفاً: ةالحروب التي خضتموها كنا نحن من ضحّى من أجلها. والله إن قادتكم يعلمون ذلك، وإن كنتم لا تعلمون فاسألوا: هل يعقل أن نخوض حربكم ولا نستطيع الدفاع عن وطننا؟".
وقال أشرفي إن الشعب الباكستاني يتوقّع من طالبان التركيز على مسؤولياتها داخل أفغانستان، وعدم السماح بسفك دماء الأبرياء على الأراضي الباكستانية.
ويُذكر أن أشرفي كان قد صرّح في وقت سابق بأن "عدداً كبيراً من الأفغان" شاركوا في الهجمات الإرهابية التي شهدتها باكستان خلال الأشهر الماضية.
وتأتي تصريحاته وسط تصاعد حاد في وتيرة الاشتباكات بين حركة طالبان باكستان المسلحة وقوات الأمن الباكستانية، حيث قُتل يوم السبت 19 عسكرياً باكستانياً في هجومين منفصلين بإقليم خيبر بختونخوا.
وتتهم إسلام آباد حركة طالبان بدعم وإيواء مقاتلي حركة طالبان باكستان، وقد أعربت مراراً عن قلقها من نشاط هذه الجماعات المسلحة داخل الأراضي الأفغانية، مطالبة طالبان باتخاذ إجراءات عملية ضدها.
ولم تُصدر حركة طالبان حتى الآن أي رد رسمي على تصريحات طاهر أشرفي.

أفاد سكان مزارشريف وشركات اتصالات أن طالبان أوقفت خدمات الإنترنت عبر الواي-فاي في المدينة، كما تمّ قطع وصلات الألياف البصرية (فايبر نوري) الخاصة بـ«أفغان تلکام» ومزوّدي الإنترنت الثابتين على مستوى أجزاء واسعة من البلاد.
بينما بقيت خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة عاملةً.
وقال مصدر في إحدى شركات الإنترنت في كابل لموقع أفغانستان اینترنشنال — طلب عدم كشف اسمه لأسباب أمنية — إن خدمات الفايبر النوري انقطعت على مستوى أفغانستان منذ حوالى ثلاثة أسابيع (نحو عشرين يومًا). وأوضحت مصادر أخرى أن عدّة مزوِّدي خدمة اتصلوا بوزارة الاتصالات التي ردّت بأنّ «الجهات الحکومية ليست موافقة على قطع الفايبر، لكن الأمر نُقل من قندهار».
مصدر بمقدِّمي الخدمة في مزارشريف قال إن قرار قطع الواي-فاي اتُّخذ في اجتماع طارئ بين محمد یوسف وفا، والي بلخ، وممثلي شركات الإنترنت، وأبلغهم والي الولاية أن الأمر «صدر مباشرةً من هبةالله آخندزاده، زعيم طالبان».
موقف طالبان
وأكد حاجي زيد، الناطق باسم والي طالبان في بلخ، لتقرير «أفغانستان اینترنشنال» أنّ استخدام الفايبر النوري في الولاية مُنع بقرار من القائد، وقال: «من الآن فصاعدًا، ولمنع انتشار المنكرات، لن يُستخدم الفايبر النوري في الولاية» وأضاف أنّ السلطات تبحث عن بدائل.
وقالت ثلاثة مصادر على الأقل إن خدمة الألياف البصرية انقطعت في أنحاء أفغانستان منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وأبلغ سكان مزار شريف يوم الإثنين موقع أفغانستان اینترنشنال أنّ طالبان قطعت الوصول إلى خدمات الواي-فاي في المدينة. وأكدت شركات الاتصالات هذا الإجراء وقالت إن القرار نُفِّذ بأمر من جهات حكومية لدى طالبان.
مبررات وقيود فنية
تقنياً، تُبرّر قيادة طالبان هذه القيود بـ«مكافحة نشر الفحشاء». وقد طُلِب سابقًا من مزوّدي الخدمة حظر تطبيقات ومواقع مثل «ببجي»، «تيك-توك» ومواقع إباحية، لكن الشركات تشير إلى أن تطبيق رقابة فعّالة مكلف للغاية (يقدّر تكلفته بين 50,000 و100,000 دولار شهريًا)، فلم تستطع سوى حجب جزء من المواقع، بينما فشلت في حجب التطبيقات واسعة الانتشار، ما أثار استياءً لدى الجهات الرقابية.
مصدر بشركة إنترنت قال إن قرار القمة العليا لزعيم طالبان يهدف أيضاً إلى «ضبط الرأي العام»، وأن السياسة قد تُطبّق بشكل تدريجي ولاية تلو أخرى.
أثر فني واجتماعي واقتصادي
أبلغ مزودون أن متوسط سرعة الإنترنت حين كانت الألياف البصرية متاحة كان يقارب 40 ميغابت/ثانية، بينما انخفض متوسط سرعة الشبكات اللاسلكية بعد توقف الفايبر إلى 4-6 ميغابت/ثانية. ويحذّر خبراء أن قطع أو إبطاء الإنترنت عالي السرعة سيؤدّي إلى تدهور إضافي في جودة الحياة، لا سيما في المدن حيث يعتمد السكان على الشبكة للتجارة والتعليم والخدمات.
يأتي هذا الإجراء في إطار نمط عالمي لاستخدام انقطاعات الإنترنت كأداة سياسية: سجّل معهد مدافعين عن حرية الوصول نحو 296 حالة انقطاع إنترنت في 54 دولة خلال عام 2024، وفق بيانات ميدانية. وسبق أن شهدت بلاد كإيران وروسيا حالات قيود وحجب واسعة خلال أزمات سياسية، فيما حذّر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مايو 2022 من أن الانقطاعات تؤثر بشدّة على حياة المدنيين وحرمانهم من الخدمات والمعلومات الأساسية.
مكانة أفغانستان في مؤشرات السرعة
بحسب بيانات موقع «أوكلا» لقياس سرعات الإنترنت، تحتل أفغانستان مراتب متأخرة عالمياً في سرعة الإنترنت، مع تأثيرات محتملة سلبية اقتصادية وتعليمية واجتماعية نتيجة التعطيل أو التقييد المستمر.