الهند: الضغط على طالبان لم يحقق أهدافه

أكد ممثل الهند في مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء، أن سياسة الضغط والعقوبات المفروضة على حركة طالبان لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن.
أكد ممثل الهند في مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء، أن سياسة الضغط والعقوبات المفروضة على حركة طالبان لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن.
وأوضح أن الوقت قد حان لمكافأة الخطوات الإيجابية التي تتخذها الحركة والمساعدة في تصحيح سياساتها الخاطئة، مشدداً على أن أولوية بلاده تكمن في تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان.
وأشار المسؤول الهندي إلى أن استمرار دعم باكستان للجماعات الإرهابية يشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل منسق لمنع استغلال التنظيمات الإرهابية للأراضي الأفغانية. وأكد أن الهند تتابع عن كثب تطورات الوضع الأمني داخل البلاد.
وأضاف أن بلاده تسعى إلى تعزيز علاقاتها التاريخية مع الشعب الأفغاني، مشيراً إلى أن السلام والاستقرار في أفغانستان يمثلان أولوية كبرى لنيودلهي. كما لفت إلى الروابط الحضارية والثقافية الممتدة منذ قرون بين البلدين، مؤكداً أن هذا الإرث المشترك يشكل دافعاً إضافياً للهند لتعميق التعاون والتواصل مع الشعب الأفغاني.
وفي سياق متصل، شدد ممثل الهند على أهمية تحقيق توافق إقليمي بشأن الملف الأفغاني، مبرزاً مشاركة بلاده النشطة في اجتماعات الأمم المتحدة، ومحادثات الدوحة، وسائر المنتديات الإقليمية التي تهدف إلى دعم الاستقرار في أفغانستان.
وكشف أن وزير الخارجية الهندي أجرى تواصلاً مباشراً مع نظيره في حركة طالبان، مشيداً في الوقت ذاته بموقف الحركة التي أدانت الهجوم الإرهابي الذي وقع في منطقة بهالْغام في 22 أبريل 2025.
ورغم عدم اعترافها الرسمي بحكومة طالبان، أوضح المسؤول أن الهند باتت اليوم على تواصل وثيق مع الحركة على مستوى وزراء الخارجية، في خطوة تعكس تغيراً ملحوظاً عن مواقفها خلال تسعينيات القرن الماضي.
في المقابل، أشار إلى أن الولايات المتحدة أعاقت توسيع دائرة العلاقات بين نيودلهي وطالبان بعد رفضها منح تأشيرة سفر لوزير خارجية الحركة أميرخان متقي، الذي كان من المقرر أن يزور العاصمة الهندية بدعوة من نظيره، قبل أن تتراجع الحكومة الهندية عن طلب التأشيرة استجابة للاعتراض الأميركي.
من جانب آخر، اتهمت الصين وروسيا، خلال جلسة مجلس الأمن، واشنطن بإساءة استخدام آليات العقوبات، مؤكدتين أن الانفتاح على طالبان بات خياراً لا مفر منه. وأوضحتا أن الولايات المتحدة تلجأ إلى العقوبات للضغط على الحركة من أجل إطلاق سراح مواطنيها المحتجزين في سجونها.
وأبرز بيان المندوب الهندي أن بلاده تتقاطع في مواقفها مع كل من الصين وروسيا وإيران بشأن ضرورة توسيع علاقات المجتمع الدولي مع حركة طالبان، بما يسهم في تعزيز فرص الاستقرار في أفغانستان والمنطقة.